بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد :
فقد ابتليت بثلاث فتاوى ...
الأولى :جاءنى من يسأل الفتوىتعرفت على فتاة تنتمى إلى جماعة ....الإسلامية وأنا أنتمى إلى جماعة ...الإسلامية فهل يجوز لى خطبتها ؟)
.................................................. ....
طبعا صعقت عندما سمعت هذا السؤال الغبى..
وقلت له :أتحفظ القرآن ؟
قال :عن ظهر قلب .
قلت:ألم تقرأ في الربع الأ ول من سورة "المائدة"أن الله أحل النساء من أهل الكتاب ؟
قال:بلى ..
صحت به :جاءك البلا...أتكون المسلمة أقل شأنا من الكتابية ؟اذهب لابارك الله عليك .
.................................................. ...
الثانية :قال :في برنامج تلفزيونى قالت إحداهن
إن زوجها يريدها أن تخلع النقاب ويهددها بالطلاق فماذا تفعل ؟ فقال الشيخ :أطيعى ربك فكررت السؤال فكررالإجابة ثلاث مرات..
وحدث أن سمعت السائلة تلقى نفس السؤال على شيخ آخر في برنامج آخر فأجاب الشيخ :أطيعى زوجك ........فأى الشيخين على صواب ؟
قلت :قطعا الشيخ الثانى على صواب وقد أخطأ الشيخ الأول خطأ كبيرا...لأنه ألزم السائلة برأيه في المسألة مع أن المسألة فيها آراء والأمانة العلمية تقتضى أن يذكر لها الآراء ..ويمكن أن يرجح مايراه دون إلزام ...أما الشيخ الثانى فقد اختار لها الحل المناسب مادام هناك من يقول به من العلماء .
..................................................
والثالثة :قال:لقد أفتى الشيخ ....في المسجد بأنه يجوز للوالد أن يجبر ابنته الصغيرة التى لم تبلغ
على الزواج بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم
تزوج السيدة /عائشة رضى الله عنها وهى صغيرة . فهل هذه الفتوى صحيحة ؟
قلت :هذه فتوى باطلة ...والاستدلال بزواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة فاسد لأنها رضى الله عنها كانت مخطوبة قبل خطبة النبى صلى الله عليه وسلم لها وهذا دليل على أنها كانت مهيأة للزواج ..كما أن الفتاة في البيئة الصحراوية الحارة أسرع نضوجا منها في غيرها من البيئات
وقد تزوج عبد الله والد النبى صلى الله عليم وسلم وهو في الخامسة عشرة ..بل إنه صلى الله عليه وسلم خطب فتاة وهو في الخامسة عشرة ثم تركها لما بلغه أنها قالت شعرا تتغزل في جسده
ومعنى ذلك أنه الفتاة التى خطبها كانت أقل منه في السن ولكنها كانت ناضجة ..
وأمر آخر مهم جدا هو :
أن ولى الأمر إذا وضع قانونا في أمر مباح صار هذا القانون شرعيا تحرم مخالفته ...
وتزويج الأب ابنته أمر مباح فإذا قيده ولى الأمر بسن معينة رعاية للصالح العام صار هذا القيد شرعيا وهذا مايسميه علماء الأصول (السياسة الشرعية )...
...................
إن الفتوى أمر خطير وعلى المفتى أن يتقى الله وأن يفتى بما يعلم ولا يتحرج من قول لاأدرى
ورحم الله الإمام مالك صاحب العبارة الشهيرة (من قال لاأدرى فقد أفتى ) والله أعلم
التعليقات (0)