الله لايُشرّع أبدا قتل الأبرياء، لكن بعض المُتحدّثين بإسمه، يُشجّعون الطغاة على فعل ذلك، ودعواهم في ذلك أن المقتولين قد خرجوا عن (طاعة) القاتل ؟!..
فقبل أيام قليلة ماضية، دعى علي عبدالله مشايخه ـ الذين يقتاتون على السّحت ممن يُغدق عليهم بأموال شعبه المسكين ـ أن يُفصّلوا له فتوى على مقاسه، وأن يدعموا عمليات القمع التي يقودها أنجاله ومقرّبيه ضد اليمنيين .. وأن (يحتالوا) على النصوص الشرعية ويلتفوا حولها، لإستخراج ما يصلح لبقائه في سُدّة الحُكم !.. فاجتهد أولئك المحسوبين على العلم والفقه، حتى وصلوا إلى إصدار فتوى (تحرّم) على اليمنيين الخروج على علي، وتدعوهم إلى تذكّر (البيعة) التي في رقابهم ؟!..
سبحان الله ؟!..
أكثر من سبعة ملايين يمني خرجوا إلى الشوارع منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهم يتأبطون أسلحتهم ولم يُسيحوا قطرة دمٍ واحدة، مع إختلافاتهم وخلافاتهم القبلية المعروفة، واستطاعوا أن يُبقوا ثورتهم ضد فساد نظامهم (سلمية)، رغم قدرتهم على مواجهة قواته بالمثل !.. لكنهم حُسبوا ـ في عُرف (مشايخ القات) ـ عُصاةً (يجوز) سفك دماؤهم بكلّ برودة، لأنهم (أذنبوا) بإسقاط الشرعية عن حاكمهم المُستبد، ولأنهم تحللوا من بيعتهم له !..
أولئك المشايخ، يجهلون أنهم أجازوا للسّفاح إراقة المزيد من دماء الأبرياء، وأنهم يحملون وزر ذلك أمام الله وأمام التاريخ .
04 . 10 . 2011
التعليقات (0)