جاء رجل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما واشتكى إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
فجاء آخر واشتكى إليه جدب الأرض وقلة ريعها فقال له: استغفر الله .
فقال له رجل: يا بن بنت رسول الله ، شكا إليك أُناس كثيرون فهلآ عندك دواء غير الإستغفار؟
قال الحسين رضي الله عنه: أما سمعتم قول الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا) أي لمن اشتكى قلة المطر، وقوله تعالى : (ويمددكم بأموالٍ وبنبن) لمن اشتكى الولد وقوله تعالى : (ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً) لمن اشتكى جدب الأرض وقلة ريعها.
يقول الرسول صلوات الله عليه وسلامه: " من أكثر الإستغفار، جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب"
وقال عليه السلام: "ثلاثة أصواتٍ يحبها الله" وعد منها صوت المستغفرين بالأسحار.
يقول الإمام علي رضي الله عنه: " العجب لمن يقنط والنجاة معه" قيل وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال : "الإستغفار" . غير أنه ليس كل مستغفر يُغفر له، كما أنه ليس كل سائل يُجاب إلى ما سأل، فإن لمغفرة الله شروطاً،:
1- أن تندم على ما فرطت في جنب الله
2- أن تعزم على ترك العود إليه أبداً
3- أن تؤدي ما عليك من حقوق المخلوقين
4- أن تؤدي كل فريضة فاتتك حتى تأتي ربك وليس عليك تَبِعة
ثم تلزم طاعة الله، فتفعل ما أمر به، وتجتنب ما نهى عنه، وأن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، ذلك هو طريق المغفرة، يتفضل بها الله على من أحبه، ومن أحبه الله أجاب سؤاله ومن ثم حقق له أمله.
التعليقات (0)