هناك أخطاء تقع دون ان تتجه إليها الإرادة اتجاها بينا , بل تكاد تقع دون إرادة , ان هذه الأخطاء هي اثر العجز البشري في بلوغ الكمال من أول تجربة , والخطأ هنا يتولد من تلقاء نفسه تقريبا , لا اثر فيه لرغبة أو تعمد, في هذه الحالة يجب على الجميع ان يبادر وبصوت واحد على من انحرف عن الطريق الصحيح سهوا أو تكاسلا .. قف " نقطة نظام" .. اعد حساباتك, لا زالت لك فرصة.. إبداء من جديد .." نقطة ومن أول السطر" أي أنسى الماضي واعد المحاولة.
فما أجمل أن تعيد الكيانات بجميع أنوعها, الحكومية وغير الحكومية, تنظيم نفسها بين الحين والحين, وان ترسل نظرات نافذة في جوانبها لتعرف عيوبها وآفاتها, وان ترسم السياسات القصيرة المدى, والطويلة المدى, للتخلص من زلاتها وعثراتها.
لذلك أجدني أقول هذه الجملة " نقطة ومن أول السطر" ومن منظوري الشخصي لعدد من مؤسساتنا الحكومية, ولعدد من الاتجاهات الفكرية, ولبعض الممارسات والتصرفات الفردية في مجتمعنا..إذا.."نقطة ومن أول السطر" .
نقطة ومن أول السطر .. أقولها لمجلس الشورى .. الذي هو ألان وبعد كل سنواته ودوراته المتعاقبة , شبيه "بهيئة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء" ..ولكن مع الأسف الشديد..أعضائه لا هم خبراء ولا هم مستشارون.. بل متقاعدون أتوا من قطاعات مختلفة ..ثم حشروا في مكان فأره ومقاعد وثيرة لينقدوا نفس تلك القطاعات التي كانوا بها!!.. سبحان الله .. ما كنتم تفعلون حينما كنتم على رأس العمل !!..والمصيبة العظمى هي دراستهم للتقارير السنوية لبعض القطاعات , و التي مر عليها سنوات بعدد أصابع اليد الواحدة .. وتجدهم ينقدون بحماس ويسطرون الملاحظات ويرسلونها للجهة المعنية , ليأتيهم الرد من رئيس الجهة أو القطاع .. هذا كان على زمان سلفي , أما ألان فالأمر تغير!! ..أليس هذا مضيعة للوقت و الجهد .. يا أعضاء مجلس الشورى , اتركوا مقاعدكم في تلك القاعة , فلن يحتلها احد , هي لكم لأخر دورتكم .. اتركوها وزوروا القطاعات واطلعوا بأنفسكم على كل شيء , وناقشوا المسئولين , فعلوا لجانكم , وانتقلوا للمناطق المختلفة في أرجاء المملكة , ناقشوا الإمارات, قابلوا الأهالي ومجالس المناطق , اكتبوا تقاريركم لولاة الأمر من ارض الواقع ,وضعوا مقترحاتكم .." نقطة ومن أول السطر" بالله عليكم
نقطة ومن أول السطر .. أقولها لوزارة التربية والتعليم .. أولا يجب أن يحذف من اسم الوزارة كلمة " التربية " لأنها وزارة التعليم فقط", لان مفهوم التربية مفهوم واسع لا يطبق منه شيء في مدارسنا, خصوصا الحكومية منها, إذ أين النشاطات التي تبذل داخل المؤسسات التربوية من المربين لتحقيق النمو الشامل المتكامل لشخصية الطالب عقلا وجسما و وجدانا ؟.. ولكن دعونا نتحدث في الأهم آلا وهو التعليم ,إن التعليم ألان يأخذ أكثر من ثلثي ميزانية الأسر التي ترجوا تعليما مناسبا لأبنائها , وأول من يدرس أبنائه في المدارس الخاصة هم قيادات الوزارة من الرجال والنساء !!..و أصبح عدد المدارس الخاصة عندنا مثل عدد المستوصفات , والتي هي بدورها أكثر من عدد البقالات , و أصبحت شوارع مدننا تحفها من الجانبين نماذج متكررة , عبارة عن " مدرسة أهلية , مستوصف أهلي , بقاله ".. ما أوصلنا لهذا الحال .؟!. أني اقترح على الوزارة تخصيص التعليم في المدن الرئيسية , ودفع رسوم الطلبة للقطاع الخاص دون أي تكاليف إضافية عليهم , والالتفات للتعليم في القرى و الهجر , لا يوجد حل أفضل من هذا الحل , إذا الأمور استمرت بهذا الشكل .. نقطة ومن أول السطر يا وزارة التعليم فقط .
نقطة ومن أول السطر .. أقولها " لإدارات إعادة التأهيل " في المدن!! .. اقصد البلديات والأمانات ..أقول لهم خافوا الله فينا.. كفاكم بناء مشاريع وشق طرق غير مدروسة, ثم إعادة تأهيلها مرات ومرات من السنة الثانية لافتتاحها.. البنية التحتية من تصريف سدود والتصريف الصحي هي أهم عند المواطن من أشكال جمالية تزول مع أول عاصفة وتصبح هبا منثورا , لقد ذهلنا من تصريح سمو أمين مدينة الرياض السابق من ان 70% من مجمل مساحة الرياض يفتقر لشبكة تصريف سيول, ما لنا كمواطنين ومال مشكلاتكم مع وزارة المالية وعدم اعتماد مبالغ لمشاريع الصرف الصحي , لماذا لم نسمع بذالك إلا ألان.. ادرسوا مشاريعكم قبل تنفيذها, وسننتظر إن أردتم عقود, ولكن كفانا تحويلات وحفر ..يكفي ما حصل في جدة , وبحيرة المسك تشهد على العمل الغير احترافي بل العبثي بمقدرات الوطن "نقطة ومن أول السطر" يا إخوان .
نقطة ومن أول السطر .. أقولها لبعض الذين يدعون التدين وبدل أن يطلبوا النجاة لدينهم وأمتهم من الضياع يتحسرون على طول الثياب وقصر ألحى والاختلاط حتى في بيت الله الحرام !! لم هذا كله ؟ ولم النواح العالي على أمور هامشية و الصمت المطبق على أمور لا يقوم الدين إلا بها .كفوا عن هذا فلن يسمع احد لكم , فالزمان غير الزمان , و الناس غير الناس , نقطة ومن أول السطر , أجدى لكم .
نقطة ومن أول السطر .. أقولها لمن يحارب بكل شراسة صوت رجال الدين الإعلاميون , حيث تجد لهم صياحا مستغربا منكورا حول تراثنا الديني , فعجبا لما يتصفون به من جراءة وجهالة.. إننا بحاجة هذا الصوت الديني المعتدل, في خضم الغزو الإعلامي الكبير على أبنائنا من كل حدب وصوب, ان وظيفة هؤلاء الرجال جليلة , هي ضبط مسالك الناس على أساس من الحق و القسط حتى يحيوا في هذه الدنيا حياة لا جور فيها ولا جهل , هم يحفظون التوازن الأخلاقي الذي نحن في اشد الحاجة إليه .. والي هنا أقول .. نقطة. وهذا أخر سطر ,,
والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
ش
التعليقات (0)