فقراء في لغة الشعوب وتراثها
الفنون ترياق التخلف ومصل التطرف ودواء كل مرضِ يُصيب العقل والروح كيف لا وهي من الإنسان وإليه تعود ، سنواتُ مرت وفنوننا الأدائية والمسرحية والتشكيلية والموسيقية الخ تتنفس وسط كومه من المتناقضات التي غلب عليها الظلام وسطى عليها بقوةِ لا نظير لها ، تنفسُ يُشبه تنفس المصابين بداء الحساسية فالفنون تكاد تختنق إذا غاب عنها الدعم والرعاية والحماية الرسمية فهناك من يتربص بها ويحاول وأدها بأي طريقةِ كانت ، مضت الأعوام الظلامية إلى نهايتها الطبيعية فدوام الحال من المُحال فاليوم تتنفس فنوننا بشكلِ طبيعي رغم وجود بعض الأصوات النشاز التي لن توقف تنفسها مهما حاولت فالزمن تجاوزها والعقل الجمعي بات على قدرِ عالِ من الوعي والإدراك وأصبح قادراً على التمييز بين الفنون كوسيلة حضارية ثقافية معرفية تاريخية لها رسالة لا يُستهان بها وبين خُطب الوعظ والمواعظ المُستهلكة والمُستخرجة من قاموس حدثني أحدُ الثِقات و التي تقف ضد الإنسان وتراثه ومواهبه واستقلاله الفكري ، هناك حقيقة يجب أن نعترف بها ألا وهي فقر الحالة الفنية السعودية فبسبب الظلام وصلت لمرحلة الفقر وتلك حالة قاتلة لن تزول إلا بوجود مؤسسات مجتمع مدني ترعى الفنون بمختلف أنواعها وكليات ومعاهد تُقدم للوسط الفني كوادر مؤهلة تأهيلاً أكاديمياً يجمع بين الموهبة والتعليم والتدريب ولا ننسى الصحافة الفنية التي ومنذ سنوات وهي غائبة عن المشهد بإستثناء بعض الصفحات المتناثرة هنا وهناك بصحفنا المحلية ، إذا آردنا التواصل مع شعوب الأرض بوسيلةِ ناعمة هادئة فعلينا إعادة إحياء الفنون ليس عن طريق الفعاليات الفنية الغنائية والمسرحية فحسب بل بإعادة الروح إلى الجسد الممزق الذي رفض الخوف وبدأ بجمع أعضائه الممزقه ليعود إلى الحياة ويُسهم في تغذية الأرواح بما هو جزء لا يتجزأ من إبداعها الذي لا يقف ضده إنسان سوي ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)