مواضيع اليوم

فظاظة من حرير!

علي جبار عطية

2010-12-30 12:41:25

0

علي جبار عطية
هذه العبارة التي خطها صاحب دكان الغذائية بخط الرقعة اذ تقول (صديقي….إنّ مكانك في القلب وليس في المحل)!
كم هي لطيفة ظاهراً وقاسية باطناً!
انها تقول لجيران صاحب الدكان واصدقائه واصحابه لاتزوروني الا بقصد الشراء ولا تثرثروا ولا تعتقدوا انكم بمعرفتي تتمكنون من قتل الفراغ!
وانتبهت الى رقة التعبير ظاهرياً طبعاً وغلظته باطنياً فبدا لي الأمر كمن يشنق بخيط من حرير!
لافتة اخرى تقول (لادين ولا بعدين) ! تغلق باب المعروف والبيع بالآجل وتفترض أن الجميع تتوفر لديهم دائماً سيولة نقدية أو عاطفية!
وتقصم ظهري عبارة (المباع لا يرجع ولا يستبدل) ويطوف خيالي بعيداً بان هذا البائع ارهابي من طراز فريد اذ وضع هذه الشروط القاسية فبضاعته غير مردودة وان ارادة المشترين يجب أن تكون فولاذية لاتتغير ولاتتبدل كالصخر!
نسي هذا البائع الفظ غليظ القلب البيت الشعري:
بني ان البر شيء هين
وجه طليق ولسان لين!
وانت ترى وجهه عبوساً قمطريراً يقطر شراً وما الذي يجبرك على الشراء منه هل هو دعم حركة البيع المحلي أو تشجيع دكاكين الحارة!؟
تتكشف لك من خلال هذه اللافتات والسلوكيات مدى فظاظة هؤلاء البشر ولا تجد اثراً للتعليم والثقافة عليهم كما لا تجد تجسيداً للمخزون من خبرة التعامل مع الناس والأشياء فليس الزبون على حق كما تقول ابجديات فن التسويق وانما هو عند هؤلاء الباعة محتال حتى تثبت براءته!
أهم على الشراء والتبضع من سوق الجملة متحملاً عذابات الطريق فيعيدني الى صوابي دكان حديث بألوان جذابة علق لافتة تقول:
(نبيع بأسعار الجملة)!

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !