لست أدرى هل ما سمعته الليلة على قناة الحياة الفضائية المصرية يطلق عليه فضيحة علمية أم أخلاقية أم حضارية , فقد استضافت المذيعة أحد أعضاء مجمع البحوث الاسلامية ليتحدث فى أمر غريب , وهو أن بعض أساتذة الطب وبعض شركات الأدوية أرسلت الى المجمع لمعرفة رأى الدين فى عقار جديد مستخلص من مادة الحشيش لعلاج تليف الكبد , أى أساتذة هؤلاء وأية عقلية يفكرون بها ؟ وماذا لو أفتى المجمع الذى لا يجمع اعضاؤه على رأى بحرمة استخدام هذا الدواء الذى ربما أسهم فى علاج الشعب الأول على مستوى العالم فى أمراض الكبد بسبب البلهارسيا وفيرس س والمبيدات المسرطنة ؟ الغريب أنه لا توجد آية واحدة فى القرآن تتحدث عن الأعشاب المخدرة . بالطبع سيقول المتفيقهون ان الأمر سيؤخذ على سبيل القياس , أعلم أن العلة فى التحريم هى تأثير المادة المخدرة على عقل الانسان ووعيه , ولكن هذا العقار سيمتد تأثيره الى خلايا الكبد لعلاجها من هذا الداء الوبيل دون أن تكون له علاقة بالعقل . خلاصة الأمر أن تلك مسألة علمية بحتة لا علاقة لها برجال الدبن والفتوى , وأن الدين فى النهاية لا يمكن أن يقف ضد شفاء الناس من أمرا ضهم . ان التطرف الدينى هو المخدر الأخطر الذى زرعه نظام مبارك فى التربة المصرية والذى غيب عقول المصريين عن فساد ه وسوءاته لثلاثين عاما , فهل ستنجح ثورة 25 من يناير فى استئصال هذا المخدر الذى طال عقول النخبة ؟ أعتقد أن هذا هو التحدى الأهم والمعركة الحقيقية التى بدون النصر فيها لن تكون هناك جدوى من الثورات مهما تعددت أهدافها وتنوعت مراميها
التعليقات (0)