مواضيع اليوم

فضيحة أغنى «خمسين» أعرابيا

نور حمود

2009-01-06 19:58:46

0

 
مهم جدا أن أسجل في مطلع هذه العجالة أنني لا أقصد أصحاب النفط الذين يملك الواحد منهم تريليونات الدولارات ويحسبون في مقدمة أغنى أغنياء العالم لأنهم يستحوذون على عائدات النفط والغاز أولا بأول!

ولكنني أخص بهذه العجالة الخمسين ثريا عربيا الذين خسروا في الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في الولايات المتحدة بسبب حروب بوش العدوانية وسوء إدارته، وتنذر بكساد عالمي كالكساد الذي حدث عام 1929 الذي أفقد الأوراق المالية قيمتها، وفي مقدمتها الدولار والإسترليني والفرنك الفرنسي وكافة أوراق أصحاب المستعمرات.

ولكنني أقصد "الخمسين أعرابيا" الذين خسروا خمسة وعشرين مليار دولار، وأسألهم جميعا: ماذا قدمتهم فرادى وجماعة لأبطال غزة المحاصرين المدافعين عن شرف الأمة العربية المفككّة الذين يتعرضون منذ 28 ديسمبر كانون الأول 2008 ونحن الآن في شهر يناير كانون الثاني 2009؟

ماذا يضيركم لو أنكم مجتمعين تبرعتم بمليار دولار لأهل غزة الذين دمرت "إسرائيل الصهيونية" بطائراتها المزودة بالقنابل الذكية الأمريكية منازلهم على ساكنيها من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن!؟ وهذا المبلغ يعني التبرع بعشرين ألف دولار من كل واحد منهم، وهذا مبلغ تافه! وإذا كانوا يستكثرون فليكن تبرعهم بنصف هذا المبلغ!

ألا يخجل هؤلاء كيف أن أغنياء اليهود الأمريكان هم الذين موّلوا الاستيطان في قدس المقدسات الإسلامية والمسيحية وما حولها! وهم الذين موّلوا بناء المستعمرات الاستيطانية الكبرى والصغرى وحارات الصهاينة في الخليل وكريات أربعة، وهم الذين موّلوا الحفريات تحت أساسات الأقصى المبارك، بحثا عن أثر لليهود يدل على هيكلهم المفقود، وعندما لم يعثروا على ضالتهم حوّلوه إلى نفق، يوصل بين الشارع وحائط مبكاهم "حائط البراق"، مليء بالملاهي والخمارات والمراقص وما شابه ذلك من موبقات!

فماذا يفعل الأثرياء الخمسون الذين خسروا خمسة وعشرين مليارا؟. ألا يخجلون من أنفسهم وهم يشاهدون المستعمرات المبنية في المنطقة التي وعدهم بوش لتكون دولتهم الفلسطينية القابلة للحياة!؟

الآن العالم كله يتظاهر بالملايين ضد الاجتياح البري والجوي والبحري الصهيوني وحماس والجهاد والمجاهدون يُذلّون الصهاينة ويفرضون شروطهم لترضى بوقف إطلاق النار والانسحاب من جحيم هذا القطاع الذي أذل المعتدين، ووجوه الذين قامروا، مرسومة المهانة على وجوههم البائسة المتجهمة، وأحباء إسرائيل "في حيص بيص".
د.عوده بطرس عوده:



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !