علي جبار عطية
يمكن للمرء ان يغمض عينيه اذا رأى منظراً غير سار او يغض الطرف تعففاً عن امرأة في الطريق أو بيت واسع جميل او رجل ذي بنية جسمية قوية لكن ماذا يفعل إزاء ما يسمع من لغو في سيارة عامة او مجلس اجتماعي او حشد من الناس .. هل يغلق اذنيه ؟ هل يضع قطناً ليتجنب سماع تفاصيل لا سيارة اولدزموبيل له فيها ولا كابرس !
والمشكلة إن احدنا يجد نفسه محشوراً في علبة اسمها (الكيا) او خلفه رجل وامرأة يتبادلان حديثاً بيتياً خاصاً ومن سير الحديث يعرف السامع انه لا صلة نسبية أو شرعية بين المتحدثين ثم يصل الحديث الى التفاصيل وأنت مهما حاولت تجنب السماع تصلك بعض العبارات .
ويزيد الطين بلة بعض السواق حين يفرضون أذواقهم فقبل ايام فرض احدهم علينا شريطاً بكائياً مأخوذاً من احد مآتم العزاء عن شخص فقد آخاه وكان صوت الناعي يردد بعد كل مقطع (ها خوية) ومع كل احترامنا للمشاعر الانسانية النبيلة التي تتفجر لدى فقدان عزيز فلا نجد من المسوغ ان تتحول رحلة بسيارة لنصف ساعة الى بكاء ونواح بطريقة تراجيدية سيقول قائل : ولماذا لا يتدخل الركاب ؟ والجواب وقد يحصل تدخل لكن تظل هناك احتمالية ردود فعل غير مستحبة فقبل أيام مثلا رأيت احد الركاب يعترض على شريط غنائي ثم قام بحركة واخرج شريطاً غنائياً آخر وطلب من السائق تشغيله!!
وهناك من يحاول إقحامك في الحديث حتى لو كانت شهيتك للكلام معدومة مستغلاً حصول حدث او اختناق مروري وهذا كله يدخل في باب الفضول والتدخل في الامر الذي لا يعنيه .
. قد يحل بعضهم المشكلة ويقول لك : هون عليك فهناك فرق بين السماع بلا إرادة أما الاستماع فهو تعمد السمع وهو أمر حسن للخلاص من المسؤولية في حالة السماع لكن من يخلص القلب من سهام اللغو التي دخلت قسراً ؟
التعليقات (0)