مواضيع اليوم

فضل وشرعية صيام عاشوراء

حسن بن علي الجزيري

2009-12-24 23:09:29

0

فضل وشرعية صيام عاشوراء




في كل عام تتظافر بعض الجهود للترويج لصيام عاشوراء من محرم من كل عام باعتبارها سنة مؤكدة يجب ان تقام كل عام ، والغريب في الامر ان هناك العديد من السنن المؤكدة ولكن لا نرى لها ترويجاً ولا حتى بمقدار واحد بالمئة من الحملة الترويجية لصيام عاشوراء ، كما انه هناك الكثير من الايام المندوبة للصيام ولا نسمع او نرى عنها اي شيء من الحث على صيام هذه الايام كصيام الستة من شوال وصيام الايام البيض من كل شهر وصيام الاثنين والخميس من كل اسبوع بالاضافة الى صيام شعبان وهو الشهر الافضل صيامه بعد شهر رمضان بحسب ما ورد في كتب الاحاديث ففي الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان ) زاد البخاري في رواية : ( كان يصوم شعبان كله ) ولمسلم في رواية : (كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا ) و في رواية النسائي ( عن عائشة قالت : كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصوم شعبان ، كان يصله برمضان ) وعنها وعن أم سلمة قالتا : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شعبان إلا قليلا، بل كان يصومه كله ) رواه الترمذي، وروى أيضا عن أم سلمة قالت : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان ) . ومع وجود هذا الكم من الاحاديث عن فضل صيام شعبان الا اننا لم نرى ولا حتى ربع حملة الترويج لصيام عاشوراء ، وهو الصيام الذي اخذ عن اليهود بالرغم من الامر الصريح بمخالفتهم .

الاحاديث الواردة في صيام عاشوراء:

ورد في صيام عاشوراء العديد من الاحاديث المختلفة منها ما يحث على صيام هذا اليوم واهمية صيامه وانه كفارة للسنة التي قبله وهي :

1- عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال : " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ، ولا شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان -" .
وفي لفظ : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء.." .
أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي (4/204) (ح2370) ، وأحمد (1/367) ، وابن خزيمة (2086) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (3779) ، وفي " السنن الكبرى " (4/286) ، والطبراني (1254) .

2- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام يوم عاشوراء ، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله " .
أخرجه مسلم (1162) ، وأبو داود (2/321) (ح2425) ، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308) ، والبيهقي (4/286).

3- وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء : " أمنكم أحد أكل اليوم ، فقالوا : منا من صام ، ومنا من لم يصم ، قال : فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العَروض فليتموا بقية يومهم " .
أخرجه النسائي (4/192) ، وابن ماجه (1/552) ، (ح1735) ، وأحمد (4/388) ، وابن خزيمة (2091) ، وابن حبان (8/382) (ح3617) .
قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " (2/30) : " إسناده صحيح " .

4- وعن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت : " أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليتم صومه ، ومن كان مفطراً فليتم بقية يومه ، فكنّا بعد ذلك نصومه ، ونصوِّمه صبياننا الصغار ، ونذهب إلى المسجد ، فنجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه ، حتى يكون الإفطار " .
وفي رواية : " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم ، حتى يتموا صومهم " .
أخرجه البخاري (4/200) (ح1960) ، ومسلم (1136) ، وأحمد (6/359) ، وابن حبان (8/385) (ح3620) ، والطبراني (24/275) (ح700) ، والبيهقي (4/288).

5- وعن سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم : " أن أذِّن في الناس : من كان أكل فليصم بقية يومه ، ومن لم يكن أكل فليصم ، فإن اليوم عاشوراء " .
أخرجه البخاري (4/245) (ح2007) ، ومسلم (1135) ، والنسائي (4/192) ، والدارمي (2/22) ، وابن خزيمة (2092) ، وابن حبان (8/384) (ح3619) ، والبيهقي (4/288) ، والبغوي في " شرح السنة " (1784).

6- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام يوم عاشوراء ، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله " .
أخرجه مسلم (1162) ، وأبو داود (2/321) (ح2425) ، والترمذي (2/115) (ح749) ، وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308) ، والبيهقي (4/286) .

ومنها احاديث توضح كيف اصبح صوم عاشوراء يوما مهما لدى المسلمين ، وهي على طريقتين مختلفتين .
اولاً : احاديث تبين انه يوم كانت تصومه اليهود فصامه النبي صلى الله عليه واله وسلم لذات السبب الذي تصومه اليهود وهي :

7- وعن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال : " كان يوم عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود ، وتتخذه عيداً ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " صوموه أنتم " .
وفي رواية لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم".
أخرجه البخاري (4/244) (ح2005) ، ومسلم (1131).

8- وعن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال : " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال : أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه " .
وفي رواية : " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه " .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له " .
أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130)، وأبو داود (2/426) (ح2444) ، وابن ماجه (1/552) ح(1734) ، والبيهقي (4/286).
وأخرجه أحمد (2/359) من حديث أبي هريرة وزاد: " وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي " وإسناده ضعيف ، في إسناده عبدالصمد بن حبيب وهو ضعيف ، وحبيب بن عبدالله وهو مجهول .
قال ابن كثير في تفسيره (2/448) - بعد أن أورده من هذا الوجه - : " وهذا حديث غريب من هذا الوجه " .


ثانياً : احاديث تبين انه يوم كانت تصومه العرب وقريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يصومه معهم فلما قدم الى المدينة صامه وامر بصيامه وهي :

9- عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : " كان عاشوراء يصام قبل رمضان ، فلما نزل رمضان كان من شاء صام ، ومن شاء أفطر " .
وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية ، فلما قدم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه " .
أخرجه البخاري (4/244) (ح2001) ، (2002) ، ومسلم (1125) ، وأبو داود (2/326) (ح2442)، والترمذي (2/118) (ح753) ، ومالك في "الموطأ" (1/299) ، وأحمد (6/29، 50، 162) ، وابن خزيمة (2080).

10- وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال : " كان عاشوراء يصومه أهل الجاهلية ، فلما نزل رمضان قال : من شاء صامه ، ومن شاء لم يصمه " .
وفي رواية : وكان عبد اللَّه لا يصومه إلا أن يوافق صومه .
وفي رواية لمسلم : " إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء ، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه ، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان ، فلما افترض ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه " .
وفي رواية له أيضاً : " فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه " .
أخرجه البخاري (4/102، 244) (ح1892) ، (2000) ، و(8/177) (ح4501)، ومسلم (1126) ، وأبو داود (2/326) (ح2443) ، وابن ماجه (1/553) (ح1737) ، والدارمي (1/448) (ح1711) ، وابن حبان (8/386) ، (ح3622) ، (3623) ، والبيهقي (4/290).

11- وعن عائشة رضي اللَّه عنها : " أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ، ثم أمر رسول اللَّه بصيامه ، حتى فرض رمضان ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : من شاء فليصمه ، ومن شاء فليفطره " .
وفي رواية للبخاري : " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ، وكان يوماً تستر فيه الكعبة .." .
أخرجه البخاري (4/102) (ح1893) ، و(4/244) (ح2002) ، و(3/454) (ح1592) ، ومسلم (1125) ، وأبو داود (2/326) (ح2442) ، والترمذي (2/118) ، (ح753) ، والدارمي (1/449) (ح1712) ، ومالك في " الموطأ " (1/229) ، وأحمد (6/162، 244) ، وابن حبان (8/385) (ح3621) ، والبيهقي (4/288) ، والبغوي في " شرح السنة " (1702).

والغريب في هذه الاحاديث الواردة عن اسباب صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وحث المسلمون على ضرورة صيامه ، الى درجة ان بعث الى قرى الانصار حول المدينة من يأمر المسلمين ويحثهم على صيام هذا اليوم كما ورد في حديث الربيع بنت معوذ السابق ، وحثه صلى الله عليه واله لمن هم في المدينة بصومه والامساك بقية اليوم لمن افطر ذلك اليوم كما جاء في حديث مسلمة بن الاكوع ، الا اننا لم نرى سبباً وجيهاً يدعوا لكل هذا الحرص وحث الناس على صيامه والامساك لمن افطر .
بل ان سبب صيامه صلى الله عليه واله وسلم لم يثبت بشكل قاطع ، فتارة يؤكد انه من ايام الجاهلية ومن صيام الجاهلية وان قريش والعرب في الجاهلية كانت تصومه وصامه النبي معهم ومن ثم امر بصيامه لما قدم المدينة ، واخرى لم يكن صلى الله عليه واله وسلم يعلم بصيام حتى قدم المدينة ورأى اليهود تصومه وصامه لنفس السبب التي تصومه اليهود .

اشكالات صيام عاشوراء :

اولاً : انه من صيام الجاهلية ومن ايامها وهو عادة جاهلية ، تزامنت مع ستر الكعبة كل عام ، فلماذا يهتم صلى الله عليه واله وسلم بتقديس افعال الجاهلية ، التي في اساسها تتقرب الى الاصنام التي فوق الكعبة .
وقد يرد البعض على ذلك بقوله : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا .
ويمكن الرد عليه بقول ان ذلك يمكن الاخذ به في حال من كان قبلنا هم اتباع رسالات سابقة اصحاب اديان سماوية ، وليس كما هو الحال لدى العرب الذين لم يأتيهم من قبل نذير ، فلو كان اخذ من اليهود او من النصارى فيمكن القبول به .

ثانياً : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة المنورة في شهر ربيع الاول وليس في شهر محرم ، وهذا ثابت لدى الجميع ولا يشك فيه احد من المسلمين ، وكما يقول الباحث والفلكي الكويتي المعروف الدكتور صالح العجيري ، انه توصل بالحساب الفلكي الموثوق الى ان هجرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين 8 ربيع الاول سنة 1 هجرية المصادف 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية وان ذلك يوافق 10 شهر تشري سنة 4383 عبرية وهو يوم صوم الكيبور « عاشوراء اليهود » العاشر من الشهر الاول من السنة عندهم .
وقد يرد البعض على هذا ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء فليس فيه أن يوم قدومه وجدهم يصومونه فإنه إنما قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة ولكن أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام الثاني الذي كان بعد قدومه المدينة ولم يكن وهو بمكة هذا إن كان حساب أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية وإن كان بالشمسية زال الإشكال بالكلية ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن أحق بموسى منكم " .

ولكن هذا الرد ينقصه الشيء الكثير حتى يمكن الاعتماد عليه بثبوت صيام النبي صلى الله عليه واله وسلم ليوم عاشوراء كون اليهود يصومونه ، وذلك لأسباب منها :

1- ان اليهود تصوم بالحسابات الفلكية الشمسية بحسب ما جاء في الرد ، فكيف علم النبي صلى الله عليه واله وسلم بان ذلك اليوم ( العاشر من الشهر الاول في السنة العبرية شهر تشري كما يقول العجيري) يصادف يوم العاشر من محرم الحرام ؟ واذا كان العلم بذلك اتاه من الله تعالى ، نقول كان الاولى ان يأتيه العلم من الله تعالى عن سبب صوم اليهود لهذا اليوم قبل ان يراهم صيام ، بل الاولى ان يعلم بذلك قبل ان يسألهم عن سبب الصيام ، حتى لا يظهر امام اليهود الذين هم ناكرون لنبوته بعدم العلم بمنهم قبله من الانبياء الذين ارسلوا من قبل الله تعالى كما ارسل النبي صلى الله عليه واله وسلم .

2- انه لم يعلم متى رأى اليهود تصوم عاشوراء ، فمرة تقول الرواية انه رأى ذلك لما قدم المدينة كما في حديث عبدالله بن عباس السابق ، ومرة اخرى تقول انه رأى اليهود تصوم عاشوراء يوم خيبر ويتخذونه عيداً كما في حديث ابو موسى الاشعري المذكور.

3- انه صلى الله عليه وآله وسلم امر بمخالفة اليهود والنصارى ، فكيف به في صيام عاشوراء يستن بسننهم ؟ واذا قيل ان هذه السنة اخذها اليهود من نبي الله موسى على نبينا وآله السلام ، اقول كان اولى ان يعلم النبي صلى الله عليه وآله سنن من قبله من الانبياء بعلم من الله تعالى لا من قوم حرفوا دينهم والتوارة التي انزلها الله لهم ، وقتلوا انبياء الله الذين ارسلوا اليهم ، فكيف يمكن الوثوق بهؤلاء والاخذ عنهم بسنن الانبياء .

ثالثا : لماذا لم يقوم النبي صلى الله عليه واله وسلم بصيام التاسع والعاشر لمخالفة اليهود في صيام عاشوراء كما جاء في بعض الروايات ؟

12 - فعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " .
وفي رواية قال : " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء ، وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع ، قال : فلم يأت العام المقبل ، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " .
أخرجه مسلم (1134) ، وأبو داود (2/327) (ح2445)، وأحمد (1/236)، وابن أبي شيبة (2/314)، (ح9381)، والطحاوي (2/78)، والطبراني (11/16)، (ح10891)، والبيهقي (4/287).

13- وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود ، صوموا قبله يوماً ، أو بعده يوماً " .
أخرجه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095) ، والبيهقي (4/287) ، وابن عدي في " الكامل " (3/956) ، من طريق هشيم بن بشير.
وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/78) ، من طريق عمران بن أبي ليلى ، والحميدي (1/227)(ح485) ، وعنه البيهقي (4/287) من طريق سفيان بن عيينة .

وهذه الروايات لا يمكن الاخذ بها لأسباب :

1- ان الاحاديث تقول انه صلى الله عليه واله وسلم كان يصومه مع قريش في الجاهلية ، فهو بذلك لم يتشبه باليهود بل سار على ما سار عليه العرب من قبله ، واذا كان توافق صيام العرب في الجاهلية مع صيام اليهود فهذا لا يدعو بالضرورة الى مخالفتهم كونهم اشتركوا مع المسلمين في شيء ما والا فما اكثر ما يشترك البشر في الكثير من الاشياء كالمأكل والملبس .

2- انه اخذ اصل السنة من اليهود ، ثم يأمر بمخالفتهم في فروع استحدثت في تلك السنة ، والاولى عليه ان يخالفهم في الاصول ، بل الاولى ان لا يأخذ منهم كونه يأمر بمخالفتهم.

3- ان هذه الروايات تتعارض مع روايات اخرى تؤكد على انه صلى الله عليه واله وسلم رأى اليهود يصومون عاشوراء عند قدومه الى المدينة ، وأمر بصيام وذلك في السنة الاولى للهجرة ، وقد عاش صلى الله عليه واله وسلم احد عشر عام بعد الهجرة فلماذا لم يصم التاسع والعاشر (او لماذا لم يصم يوم قبل او بعد عاشوراء) طيلة عشر سنوات تلك .

رابعاً : ان الروايات تفيد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ترك صوم عاشوراء بعد ان فرض الله صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة .

14- فعن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال : " كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء ، ويحثنا عليه ، ويتعاهدنا عنده ، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ، ولم يتعاهدنا عنده " .
أخرجه مسلم (1128) ، والطيالسي (1/106) (ح784) ، وأحمد (5/96، 105) ، وابن خزيمة (208) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/74) ، والطبراني (1869) ، والبيهقي (4/265).

15- وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه قال : " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ، فلما نزل رمضان ، لم يأمرنا ولم ينهنا ، ونحن نفعله " .
أخرجه النسائي في " الكبرى " (2/158) (ح2841) ، وأحمد (3/421) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/74).

ومن الثابت ان صيام شهر رمضان فرض في السنة الثانية من الهجرة . وبحسب ما يفيد البعض ممن يحاول رفع اشكال رؤية النبي صلى الله عليه واله اليهود يصومون عاشوراء ، بقوله انه لم يرهم وقت قدومه الى المدينة ، ولكن ذلك حدث في محرم الذي بعد الهجرة . وبافتراض ان العام الهجري يبدأ كما هو الحال عليه الان في شهر محرم ، وفرض الصيام تم في السنة الثانية ، يقتضي الامر بانه لم يأتي محرم العام الثالث للهجرة الا والنبي صلى الله عليه واله وسلم ترك صيام عاشوراء ، اي انه لم يصم عاشوراء قط ، ففي العام الاول للهجرة لم يكن صلى الله عليه واله وسلم قد وصل المدينة بعد ، وفي العام الثاني لم يعلم به الا حين رأى اليهود ولكنه لم يوفق لصيامه ، وفي السنة الثالثة يكون ترك صيام عاشوراء بعد ان فرض صيام رمضان .
وبافتراض ان العام الهجري يبدأ من حيث وقت الهجرة النبوية الشريفة الفعلي في شهر ربيع الاول ، عليه يكون النبي لم يعلم بصيام عاشوراء الا في محرم (اي بعد عشرة اشهر خلت من الهجرة) ، وفي العام الثاني فرض صيام رمضان اي انه لم يأتي محرم العام الثاني الا وقد ترك النبي صلى الله عليه واله وسلم صيام عاشوراء ، اي انه صلى الله عليه واله وسلم لم يصمه قط .


على ضوء ما سبق ما هي شرعية صيام عاشوراء ؟ وما هي اسباب الحث على صيامه؟!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !