فضل المسجد ودورنا اتجاهه
لا يخفى على كل مسلم أهمية المسجد وفضله في ديننا وعالمنا الإسلامي ، ولاسيما في عصر صدر الإسلام فقد كان المسجد النواة الأولى التي تجمع المسلمين سواء على الصعيد الإيماني أو الثقافي أو العلمي أو حتى العسكري في بعض الأحيان حيث كانت تنطلق الجيوش الإسلامية أحيانا وتربط ألويتها في المساجد.
وللمسجد والصلاة فيه فضل ولا تقارن الصلاة فيه فيما عداه من الأماكن ، فقد ورد عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم): ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة). وليس هناك شك بأن المقصود صلاة الجماعة إي أدائها في المسجد.
وقبله إي فضل الصلاة في المسجد هو المشي إليه فلذلك أيضا الفضل الكثير والوفير ، فقد ورد عن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )قوله ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا).
وفي حديث آخر عن أبي الدرداء (رض) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )( من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة ).
ولن نطيل الحديث في فضل المسجد ونكتفي بالنقطة الأخيرة وهي المكث فيه والعبادة فيه مجملا فإننا لو تكلمنا وأسهبنا في فضله فسيطول الحديث لأن فضل المساجد كما بينّنا وأسلفنا كبير وعظيم ، فقد ورد في فضل العبادة مجملا في المساجد ، ما رواه أبو هريرة ( رض)، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
فيتبين لنا من هذه الأحاديث الشريفة فضل الصلاة في المساجد والمشي إليها ووجوب العناية بها لأنها بيوت الله في الأرض ، فهل نحن نعمل بهذا ونعتني به ؟!!.
نعم نحن ننفق ملايين الريالات في إنشاء المساجد والعناية بها في التأثيث ووضع الكماليات التي تحتاجها وذلك في بداية الأمر ، لكن بعد تجهيزها ومرور الزمن عليها يبقى البعض منها وللأسف الشديد يعثوه الغبار ويتسابق عليه التراب من كل حدب وصوب ولاسيما المساجد التي كثيرا ما نراها في الطرق الرئيسية بين المحافظات.
أما من الناحية المعنوية والروحية ففي بعض الأحيان تدخل المسجد لانتظار الصلاة فترى أو تسمع الزوبعة الكلامية من هنا وهناك بين المصلين في أمور الدنيا من الكلام في العقار أو الأسهم أو في التجارة مثلا ، وكأنهم لم يسمعوا الوصايا النبوية باستقلال الوقت بالاستغفار في المساجد .
والبعض الآخر يأتي مصطحبا أطفالا لايدركون أهمية الصلاة و قدسية المسجد ليتركوهم يسرحون ويمرحون داخل المسجد وقد أزعجوا المصلين وتركوا أثرا غير طيب بالنسبة للروحانية المصلين.
كما يجب علينا أن نتحلى بالآداب التي ينبغي الالتزام بها في المسجد وحتى في السعي إليه ، ففي السعي إليه أسعى إليه بوقار وسكينة لا بالعجلة والسرعة ومخالفة القوانين والأنظمة بحجة سرعة الوصول وإدراك الجماعة ، فإذا كان كذلك فعليك الخروج مبكرا لكي لا تضطر إلى فعل ما فعلته من السرعة ومخالفة القوانين.
وفي داخله ( إي داخل المسجد) يجب علينا الانشغال بالعبادة والدعاء والصلاة ومجمل الذكر لله تعالى وعدم إزعاج الآخرين برفع الصوت واصطحاب الأطفال والتحدث في ما لا ينبغي .
وأخيرا نأمل لكل المسلمين السير على خطى من أسس بنيانه على التقوى ورفع نداء الله أكبر في كل بقاع الأرض وأن يحافظوا على صلاتهم ومساجدهم لأنهما ركيزة مجدهم.
محمد المبارك – الاحساء
التعليقات (0)