فظاعة
أمسِ تعرّيتُ حدّ الوهن..
فتحتُ الخيال عليَّ ..
بعوِد ثقاب أشعلتُه.. أجلستُ الكآبة حذوي ،
وسرتُ بين فروج الفراغ أراودُ ريح الألم.....
فزعا بالحقيقة.. أضأتُ المساءَ بكأسيّ نبيذٍ وبعضِ الشّموع..
وأعددتُ المتاريسَ وجيش الشياطين...
وقلتُ: سأغزو العدم..
تهيّأتُ فحضر سادةُ الوقت..
حضرتْ ملائكة سودٌ، وأرواحٌ ماجنة ،
وهياكلُ عظميّة حضرتْ، راقصةً بجلابيب بيض وربطاتِ عنق..
مشيْـنا معا في أزقّة العدم الطويلِ
ثمّ فتّحنا آفاقَ الغيبِ علينا فجرتْ أنهار سمومٍ ،
وأعِدّتْ دنانُ الدّهشة واصطفـّتْ أقداحُ الخيبة والوهم..
شربنا بلا ذكرٍ ولا حبيب حتّى ثملنا حتّى تشاكلَ الأمرُ،
حتّى رأينا الديوكَ خيولا ً ..
ثمّ خَـتمنا الرُّؤى والعمى وغمّسنا أصابعنا في شُقوق الهلع..
ففاحتْ جيَـفٌ وأرواحٌ عطنة.. وفاحتِ الأبصارُ..
فنينا ثمّ فزِعنا بنا فصحنا وبكينا الحياةَ ..
بكينا الألم.. وأنشدنا في ذروةِ النّسيانِ:
ما أبشعَ العالم..ما أكذبَ هذا الحضورَ المجاز.. ما أوسعَ الجريمة..
ما أفظع الجيـَف الآدميّة.. ما أوضعَ الإنسان...
التعليقات (0)