كل مصيبه او كارثه تحدث في مصر، تاتي لتكشف زيف البعض، وتعريه امام الرأي العام وامام الحقيقه كما ولدته امه!! لكن المصيبه ان هذا البعض الذي يظهر عاريًا لا يستحي بل يظل يمارس حياته - وهو عريان!- كان لم يكن شيء!!
ازمه العباسيه كانت كاشفه لفضائيات كثيره - كانت للاسف "ثوريه" قبل ايام فقط من حدوث الازمه- حين كذبت تلك الفضائيات وزيفت علي الراي العام بان صورت الازمه من البدايه وكانها بين المجلس العسكري ومن يسمون اولاد ابو إسماعيل.. بينما هي في الحقيقه اعتصامات شاركت فيها قوي ثوريه عديده رفعت مطالب مشروعه يتفق فيها معها احزاب كثيره حتي من دون ان تشارك في الاعتصام.
اما النقطه الاخري فهي ان تلك الفضائيات حرصت علي ترويج "خطاب التهدئه والعقل" في الازمه، وهو الخطاب الذي لم نتعود علي سماعه منها!!
بالمناسبه، حديثي هذا لا يعني انني اتفق مع مسار هذه الاعتصامات من البدايه.. ولكني ارفض تمامًا ان يكون الرد عليها هو لغه البلطجه ومسلسل نزيف الدماء الذي مللناه وافتضح امر القائمين به والمحرضين عليه، وامر الذي سمحوا به ليتصاعد ويحصد ارواح ابرياء اطهار هم من خيره ابناء الشعب المصري وشبابه.
حكايه البلطجيه لم تعد تقنع احدًا، واستخدام العنف لم يعد يخوف احدًا او يفض اعتصامًا.. فالدماء تلهب الموقف ولا تهدئه، وتعرقل الثوره ولا توفر الاستقرار والانتاج المزعوم!!
اين هي الفضائيات التي كانت تنقل لحظه بلحظه حتي مطلع الفجر ما يحدث في شارع محمد محمود وحول مجلسي الشعب والوزراء؟! لماذا حضروا هناك وغابوا هنا؟! اليس من الواجب نقل الحدث وتحليله بغض النظر عن الاتفاق معه او الاختلاف، ثم نترك الحكم للجمهور؟! هل الاعلام اصبح طرفًا في المعادله حين صار ينتقي بهواه ما ينقله وما لا ينقله؟!
اين الثوار والكتاب والمحللون الذين صدّعوا رءوسنا بان شباب الثوره - حين كانوا في محمد محمود والوزراء والشعب- يجب ان يُعطَي الفرصه للتعبير عن رايه حتي لو اخطا؟! هل شمت البعض في الاسلاميين الذين يمثلون معظم المشاركين في العباسيه، فتركوهم لقمه سائغه للبلطجيه؟! اليست اصول الديمقراطيه والليبراليه تعني ان ادافع عن حقك في التعبير عن رايك حتي لو اختلفت معك؟!
والله لا اجد ما اقوله امام هذا التزييف الواضح من القنوات التي لم نعرف حتي الان مصادر تمويلها؟! بل لا يعقل ان يكون المتحكمون في المشهد الاعلامي ويعلبون بمشاعر الناس وافكارهم هم نفس الوجوه التي انتفعت واثرت ثراءً فاحشًا ومشبوهًا من النظام المخلوع؟!
دلوني علي ثوره واحده فيها هذا القدر من "التسامح" من المجلس العسكرى ان هذا "التسامح" سيتحول بمرور الوقت الي استغفال واستعباط من شلة المنتفعين يقضي علي الثوره من جذورها!! بل وسوف يقضى على مصر وشعبها
التعليقات (0)