مواضيع اليوم

فضائيات تبشيرية.. لابد أن تدان

nasser damaj

2009-05-26 05:38:44

0

فضائيات تبشيرية.. لابد أن تدان.
بقلم: خليل إبراهيم الفزيع..


   
ليس مستغربا أن نقرأ بين آونة وأخرى تنديدا ببعض القنوات الفضائية التجارية التي تسلك طرقا معوجة للاستحواذ على اهتمام المشاهدين، وإذا أردنا الدقة نقول بعض المشاهدين الذين يقل اهتمامهم بالأمور الجادة، ويبحثون عن الأمور الهزيلة التي تقود لانحراف الناشئين وغير الناشئين من الباحثين عن المتعة الرخيصة ومن خلال المشاهدات الإباحية.
هذه الفضائيات تؤكد دوما أنها وجدت لهدف واحد فقط هو إفساد أذواق وأخلاق مشاهديها وجرهم إلى بؤر "العفن" وليس "الفن" بوسائل شتى ليس من الصعب اكتشاف أهدافها وغاياتها، وفي خضم هذا التنديد بتلك القنوات الفضائية ننسى نوعا آخر من الحرب المعلنة ضد المسلمين.. تستهدف عقيدتهم وتحاول النيل من دينهم وتسيء بشكل مباشر إلى نبي الأمة صلى الله عليه وسلم وصحابته وأئمة المسلمين وعلمائهم.
    تلك هي الفضائيات التبشيرية.. ورغم كل ما يقال عن حوار الأديان وما يروج له عن التقارب بين العقائد.. وما يشاع عن النوايا الحسنة للتقريب بين معتنقي الرسائل السماوية.. ورغم ما يحاول فرضه من تنطلي عليهم حيل ودعاوى التعايش الديني بين الأمم.. تبرز هذه الفضائيات لتكشف عن حقيقة وجهها القبيح.. وتروج وبقوة لكل ما يسيء للإسلام والمسلمين، فهي لا تكتفي بمهامها التبشيرية ولكنها تستخدم كل الأساليب الاستفزازية ضد المسلمين، بالإساءة للدين الحنيف ونبيه صلى الله عليه وسلم، وصحبه الأخيار وأئمة وعلماء الأمة، وبلغة عربية فصيحة أو بلهجات محلية معروفة، تخاطب المسلمين لا لتقول لهم: (لكم دينكم ولي دين) ولكن لتقول لهم وبصريح العبارة: دعوا دينكم واتبعوا ديني لأن نبيكم كذا وكذا. وأصحابه كذا وكذا وعلماءكم كذا وكذا, وهذه (الكذا) تندرج تحتها قائمة طويلة من الاتهامات الباطلة والافتراءات الاستفزازية لمشاعر المسلمين في كل بقاع العالم بدعوى حرية التعبير، مع أن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، فأن تكون حرا لا يعني أن تسيء لغيرك .
    القنوات الفضائية التي تحمل راية الدين الحنيف لا تقدم ما يسيء للأديان الأخرى أو معتنقيها لأن الإسلام يحترم الأديان السماوية، وقد ذكر القرآن الكريم بالتبجيل جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، لكن القنوات التبشيرية النصرانية تشن حملة شعواء على الدين الإسلامي وكتابه الكريم، وسنته المطهرة, وهذه الموجات العارمة من العداء للإسلام والمسلمين تواجه بصمت من قبل المنظمات والمؤسسات الإسلامية الكبرى التي يقع على عاتقها عبء التصدي لهذه الهجمات الشرسة، وتقليص هذا المد العدواني السافر وبالوسائل القانونية المتاحة، فمقاضاة هذه الفضائيات أصبحت من أوجب الواجبات وإذا كانت تلك القنوات التنصيرية تملك حق التبشير لدينها, فليس من حقها أن تمارس ذلك من خلال ذلك.. الإساءة للأنبياء وخاصة نبي هذه الأمة وهو خير من أنجبته الدنيا.
القنوات الفضائية التبشيرية ليست باللغة العربية فقط، ولكنها بلغات كثيرة، وهذا يدعو للتساؤل كم لدينا من قنوات فضائية إسلامية تبث باللغات الأخرى غير العربية؟.. لا توجد قناة إسلامية واحدة بلغة أجنبية, فكيف نفند أقوال من يفترون على الإسلام من الأجانب؟ وكيف يمكن القيام بمهام الدعوة للدين الحنيف ما لم نخاطب أولئك الأجانب باللغة أو اللغات التي يفهمونه؟ وما نراه أن القنوات الفضائية الإسلامية موجهة للمسلمين الناطقين بالعربية وهذا أمر جميل لكن الأجمل منه هو مخاطبة الأجانب بلغاتهم وبضاعتنا الرابحة هي الدعوة للإسلام وهذه الدعوة ليست لمن يعتنقون الدين الحنيف.. بل لمن يجهلونه، وان كانت توعية المسلمين بأمور دينهم من الأمور التي لا خلاف عليها, وهي مهمة يجب ألا تلهي عن الدعوة للدين الحنيف في الأوساط التي تعتنق الأديان الأخرى والأوساط التي لا دين لها أصلا ، مع الاعتراف بأن الإسلام يواجه تحديات شرسة لابد للمسلمين أن يعترفوا بها، ومعرفة الداء هو الخطوة الأولى لإيجاد الدواء.
    فمن يتصدى لتلك الفضائيات التبشيرية لردع القائمين عليها عن غيهم ليحترموا الإسلام ورسوله وهو الذي أوصى باحترام دياناتهم السماوية، ورسلهم عليهم السلام؟ ومتى يستثمر رأس المال العربي في القنوات الفضائية ذات التوجهات الخيرة والأهداف النبيلة والغايات السامية الداعية إلى الحق والحرية والسلام؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات