لا يختلف العقلاء على إن المنظومة الاخلاقية هي الجدار المنيع والسور الذي يحمي المجتمع من الانحدار والتفسخ والانتشار الوبائي للأمراض المجتمعية المنحرفة سلوكياً وفكرياً, فمن يسعى بإرادة واضحة لنخر هذا الجدار وتفتيته هو يريد السوء بهذا المجتمع بشكل أكيد، ويسعى بعلمٍ ودراية وارادة وقصد الى هدمه واضعاف الوطن الذي يحتوي الجماهير المستهدفة بهذا الاعلام الهدام, وهنا تتساقط كل الشعارات البراقة الصارخة بالوطنية وحرية الشعب وبمصلحة المواطن التي تتشدق بها هذه الفضائيات وينكشف الغطاء عن الأهداف الحقيقية المتخفية تحت هذه الواجهات البراقة التي لا تنطلي الا على من تناغمت شهواته مع المعروض الحيواني المبتذل.
لقد وصل المعروض الدرامي ــ من على شاشات محسوبة على الانتماء العراقي ــ في الآونة الاخيرة الى مرحلة لا يمكن السكوت عليها من الابتذال والاسفاف والسقوط وتعدت فيه الحدود والخطوط الحمراء, فاجتاز مرحلة الايحاء والتلميح والترميز والإشارات الجنسية الى التصريح اللفظي والصوري المبتذل بلا أدنى اعتبارات للحياء والخجل ناهيك عن الحرمة التي لا وجود لها في قاموس الاعلام الموجه والمخرب, لقد بدأت هذه الحملة الشنيعة على قيمنا المجتمعية الاسلامية والشرقية بشكل واضح ومبرمج بعد الانتفاضة الشعبية في بداية التسعينيات من القرن الماضي باستيراد المسلسلات المكسيكية المدبلجة التي تعرض عبر حلقات طويلة الأمد, قصة عوائل قمة في الانحلال والتفسخ والشذوذ في علاقاتها السلوكية المنحرفة, وتبنتها وقتها القناة الحكومية ....
http://beladitoday.com/index.php?iraq&aa=news&id22=21481
التعليقات (0)