رغم التقارب المشهود بين حكومة إقليم كردستان العراقي والحكومة الإيرانية منذ سقوط النظام العراقي السابق إلاّ أن سياسات حكومة نوري المالكي المتشنجة حيال الأكراد تسببت في إبتعاد الحليفين السابقين لكن ظهور داعش مهّد الأرضية في تقارب حميم بين أربيل وطهران. فقد شكّلت زيارة ظريف الأخيرة لكردستان و دعم طهران للأكراد في صدّهم لهجمات داعش عن كردستان و الحديث عن دور إيراني في تدريب وتجهيز البشمركة يعتبر عاملاً رئيسياً في عودة العلاقات بين الجانبين وفتح صفحة جديدة من التقارب الثنائي.
ثناء الزعيم الكردي مسعود البرزاني على الدعم الكردي للإقليم عند استقباله لظريف لم يكن اعتباطياً بل يرسل رسالة واضحة بأنّ الفصل الجديد في العلاقات الثنائية لم يقتصر على محاربة داعش بل يشمل ملفات سياسية ساخنة تهمّ الطرفين منها تشكيل الحكومة في بغداد وما لطهران من مصلحة في إعادة الأكراد لتحالفهم مع الحكومة المركزية في بغداد والتي يترأسها حلفاء طهران.
إيران تولي أهمية كبيرة للأكراد وكردستان ويقع أكراد العراق في سلّم الأهمية بالنسبة لإيران ليس فقط من ناحية جوار هذا الإقليم للأكراد الإيرانيين أو كونه ممراً و مستهلكاً للبضاعة الإيرانية بل يتعدى الأمر ذلك كون الأكراد يشكلون درعاً لوجستياً مهماً تسعى طهران الحفاظ عليه و الإتحاد معه لمواجهة الأخطار المحدقة واليوم داعش ليست إلا سبباً تستخدمه طهران لإعادة الأكراد حاظنتها الإقليمية.
التعليقات (0)