المصدر: الرائد نت / نيويورك تايمز
مجموعة من رجال الشرطة العراقيّة اقتحموا المنطقة برفقة ضابطهم المسؤول –كما يبدو-، وسرعان ما تمكنوا من الإمساك بـ"لصوص الكهرباء" الذين كانوا يبحثون عنهم.
ستة كابلات سوداء توفر الكهرباء لمجموعة من محلات تصليح السيارات كانت بحوزتهم.
(خذوا منا كل شيء، وأعطونا الكهرباء)، هذا ما تقوله إحدى النساء العراقيّات التي باتت ليلتها ساهرة لتوفر الهواء لوليدها بطريقة "بدائيّة".
"هيثم فرحان" صاحب متجر لبيع "المواد الغذائيّة"، أجاب ساخراً، وذلك باستخدام عبارة تلفظ الآن في جميع أنحاء العراق (يالـ"المصيبة".. لا توجد كهرباء).
ومنذ بداية الحرب أكثر من سبع سنوات مضت، كانت الكهرباء شاهد على تلكؤ عملية التقدم في العراق.
وحتى الآن، والبعثة الأميركية "المقاتلة"..عملية "حرية العراق"، في لهجة وزارة الدفاع تنتهي رسميا هذا الشهر، والحكومة العراقية ما زالت تعجز عن توفير واحدة من الخدمات الأساسية.
لقد تحققت في العراق الآن الانتخابات، وتأسس الجيش وصناعة النفط باتت اليوم على أعتاب طفرة محتملة..لكن الحكومة لم توفر أكثر من خمس ساعات من الكهرباء في العاصمة "بغداد" لوحدها.
النقص "المزمن" في الكهرباء هو نتيجة لعوامل لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك الحرب والجفاف والفساد، لكن في النهاية أنها تعكس "حكومة مختلّة" لا تزال متعثرة وغير مستجيب إلى الإرادة الشعبية.
لقد ولدت هذه خيبة أمل والمعارضة ، بما في ذلك احتجاجات هذا الصيف ، في حين أن العنف في قضيتين ، تم قياس مختلفة من الحريات الجديدة في العراق.
(الديمقراطية لم تجلب لنا أي شيء)، قال السيد "فرحان" في متجره مظلمة حديثاً، ثم صحّح لنفسه "لقد جلبت لنا الديمقراطية فحم "الكوك" و المشروبات "الكحولية").
(الساسة العراقيين يقتلون تفاؤلنا)، قال "حسن شهاب" ، الذي يشكو انقطاع التيار الكهربائي بعد صلاة الجمعة في مسجد في بعقوبة شمال غربي بغداد..(الديكتاتورية كانت أرحم) ، يضيف "شهاب".
قبل غزو "صدام حسين" للكويت قبل 20 عاماً، كانت للعراق القدرة على إنتاج 9295 ميجاوات من الكهرباء.. وبحلول عام 2003-بعد تفجيرات أمريكا وسنوات من العقوبات الدولية- ، كانت قدرته نصف هذا العدد.
النقص في الكهرباء المزوّدة بها المدن العراقيّة دفعت لانتشار المولدات في داخل هذه المدن، وهذا ما تجده بتجوالك إذ سرعان ما تصطدم بغابة من "الأسلاك" التي أصبحت تبدو وكأنها جزء من مناظر المدن في العراق.
وتصل تكلفة الأمبير الواحد إلى أكثر من 8 دولارات.
وكما تبيّن سجلات الإنفاق فإن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 5 مليارات دولار على مشاريع الكهرباء وحدها، ويؤكد المفتش العام الخاص لإعادة أعمار العراق "ستيوارت بوين" إن (1 / 4 من 54 إعادة الأعمار لم تكن مشاريع مكتملة بما في ذلك تلك التي تقدم الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى).
الولايات المتحدة اختتمت الآن مثل هذه المشاريع، وتركت العديد منها التي لم تنته، في حالة "سيئة"، في أيدي الحكومات الوطنية و المحلية التي تبدو حتى الآن غير راغبة أو غير قادرة على الحفاظ عليها و تشغيلها على نحو كاف.
التعليقات (0)