لم تتمكن ثورة شباب 24 آذار من تحيق أي من مطالبها .. ولم تتمكن من تثوير او تنوير الشارع الذي ثار ضدها ونبذها .. ولم تتمكن جماعة الإخوان .. وذراعهم السياسي جبهة العمل الإسلامي من المضي قدما في مطالبها وحراكها ومطالبتها بالإصلاح بإسقاط البرلمان والحكومة ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين ... والدعوة الى التجمع في الميادين العامة ( والدواوير ) جمع دوار .
ولم يحظى قادة الحراك في الأردن بأي نوع من التأييد والمؤازرة أو القبول من الشارع الأردني عموما .. والأحزاب السياسية .. وقادة المعارضة.. وزعماء الأحزاب اكتفوا بالوقوف على بلكونة مقرات أحزابهم يتفرجون ويتابعون الشرارة الأولى لما كانوا يتوقعون انه بداية الحريق .. وبانت سياسات الأحزاب الوطنية الأردنية والتعبئة السياسية غير قادرة على دفع عجلة الحراك في الشارع . وسقطت محاولات تقليد مصر ومن قبلها تونس .. فما ينطبق عليهما ليس بالضرورة ان ينطبق على الأردن .. وتلك غلطة الشاطر . والتي توصف بأنها بألف غلطة .
لم تساهم القنوات التلفزيونية المحلية ولا الإذاعات المحلية المختلفة من دعم الحراك وشباب 24 آذار .. بل راح الكثير منها يثور( بضم الياء ) الشارع ضدهم ويؤلب الناس عليهم .. حتى راح العامة يتهجمون على الشباب ويصفونهم بأبشع الاوصاف .. ويتهمونهم بالعنصرية والتآمر على البلد وتلقي التعليمات من الخارج .. والرغبة بالتخريب والتقليد .
وعندما زار حمزة منصور اربد ( قالت الحقيقة الدولية ) ان الآلاف من المواطنين خرجوا في تظاهرة ضد زيارته لاربد على خلفية تصريحاته ودعمه لشباب 24 ذار .. ولم يتمكن من الخروج منها( اربد ) الى عمان في طريق العودة الا بمساعدة رجال الامن العام الذين رافقوه حتى مشارف عمان خوفا على حياته من تلك الجموع الغاضبة عليه . وهذا مؤشر ايضا كبير على فقدان حركة الإخوان وجبهتهم للكثير من مصداقيتها وجماهيرها من خارج التنظيم من العامة والبسطاء ممن كانوا سيصوتون لمشايخ الحركة والجبهة فقط لارتباطهم بالدين.. دون التفكير بتوجهاتهم وأفكارهم .. فهم أي الإخوان بنظر الشعب تجاوزا الخطوط الحمر وليس الخط الأحمر المسموح به اجتماعيا وسياسيا في مجتمع يكاد يكون مغلق على الأفكار .. وغير قابل للتغيير بالسرعة التي يتمناها الإخوان وقادة التغيير في البلد .
ما هي اسباب فشل حركة 24 آذار ..
لقد تجاوزت الحركة الحد المسموح به اجتماعيا ووطنيا .. من مطالبتهم بتقليص صلاحيات جلالة الملك الى المطالبة بالملكية الدستورية .. الى حل مجلس البرلمان والحكومة كبداية للحوار ...وكأنهم يضعون العربة امام الحصان او العقدة بالمشار .. وكأنهم لم يقرءوا مزاج الشارع الأردني ..ولم يدركوا ان مقام جلالة الملك وصلاحياته تحتها الف خط احمر ..
نعم هذا من صلب المجتمع الأردني .. حتى باتت تلك الفئة وكأنها اقلية تنادي بما لا يرغب به الشعب .. فثار الناس عليهم بحركة شعبية سلمية .. من مسيرات التأييد والولاء والانتماء لجلالة الملك ومن بعده الحكومة الأردنية والبرلمان الذي لم يمضي عليه وقت يمكن من اختباره والحكم عليه .
أخفقت جبهة العمل الإسلامي بقراءة مزاج الشارع الأردني .. أخفقت حركة شباب 24 آذار في سبر أغوار الشارع والوقوف على مطالبهم .. نجحت الأجهزة الإعلامية في اختراق الشباب وحرقهم وحرق مطالبهم بأسرع مما توقع الإعلام نفسه .
وبان كأن الشعب الأردني شعب غير قابل للاختراق من قبل الجماعات والأحزاب والتنظيمات .. ولا زال في العقل الجمعي للمواطن الأردني فكرة غير مقبولة عن الأحزاب والانتماء لها على الرغم من دعوة جلالة الملك للأحزاب ، ورفع يد الأجهزة الأمنية عنها .. لا زال المواطن اذا سألت عن الاحزاب يقول .. انا مع جلالة الملك .. انا ضد الاحزاب ..
التعليقات (0)