مواضيع اليوم

فشل النظام وهروبه من مسئولياته !!

هشام صالح

2009-11-30 22:57:08

0

كان الرئيس جمال عبد الناصر يستند إلى الشرعية المتمثلة فى حب الجماهير له وإلتفافها حوله, لذلك بدأ يتحمل مسئوليته فى الداخل ويبسط نفوذه فى الخارج والذى ما زال لهذا النفوذ الخارجى من آثار إيجابية نجنى ثمارها رغم تخلينا بإرادتنا عنه بعد أن تقوقعنا داخل حدودنا وتهربنا من مسئولياتنا سواء الداخلية منها أو الخارجية .
ولو تحدثنا اليوم عن بعض – وليس كل - ظواهر هروب النظام من مسئولياته الطبيعية الداخلية – بسبب فشله - مثل أى نظام عالمى محترم والذى يحاول جاهداً أن يبين لنا كذباً أن الدول الكبيرة والمحترمة تفعل مثلما يفعل هو ويظن أن الناس لا تعرف ألاعيبه الفجة فى الكذب والبهتان .
فمثلاً قام مؤخراً بتحرير وإلغاء الدعم عن مستلزمات الإنتاج الزراعى مثل السماد
- وقريباً المياة - وعدم دعم بعض المحاصيل الإستراتيجية فى حالة إنخفاض سعرها العالمى وبالرغم من أخذه بعض المحاصيل الأخرى بأسعار أقل من سعرها العالمى متعللاً بأن هذا الأسلوب هو المتبع فى معظم بلاد العالم وهذا كذب وإفتراء لأن الدول التى تحترم مواطنيها مثل فرنسا وأمريكا تدعم المزارعين فيها بمليارات الدولارات سنوياً .
وتعد محاولة خصخصة التأمين الصحى وصعوبة الحصول على الحق فى العلاج واضحة وضوح الشمس وهروبها بالسماح بإنشاء مستشفيات خاصة تهدف للربح مخالفة بذلك بما يجرى فى جميع دول العالم المحترمة, والتى يذهب الغفير ليعالج وينام على سرير نام عليه قبله الوزير , ورغم أن ماما أمريكا تفعل الآن العكس تماماً .
ونأتى إلى أهم شىء وهوتضخيم موضوع إنفلونزا الخنازير بشكل مبالغ فيه بخلاف ما أجمعت عليه دول العالم ولإستخدام ذلك فى الهروب من مسئولية الدولة عن التعليم - إن كان هناك تعليم حقاً فى مصر - فالقطارات مثلاً مليئة بالمواطنين والإستادات الرياضية مليئة بالمشجعين و... و... ورغم ذلك جاءت الدولة وضخمت هذا الموضوع لإلهاء الناس وللتهرب من مسئوليتها فى مجال التعليم وكأن مصر هى الوحيدة فى العالم التى بها جامعات ومدارس !!
إن هروب النظام من مسئولياته بفشله فى إنشاء مدارس وجامعات لتقليل الكثافة بها بتلك الحيلة الجديدة والتى سبقها حيل أخرى كثيرة منها السماح بإنشاء مدارس خاصة وتجريبية وأنواع لا حصر لها وكذلك إنشاء جامعات خاصة أهلية ودولية مثل الجامعة الكندية والبريطانية و... و... وقريباً الجامعة البوركينافاسوية (!!) والمؤسف حقاً أن تلك الجامعات هى الوحيدة فى العالم التى تهدف للربح وهناك حيلة أخرى قديمة عن طريق إنشاء معاهد أزهرية فى معظم القرى والمدن بالجهود الذاتية للمجتمع المدنى وهذا ليس حباً فى التعليم الأزهرى ولكن فشلاً ثم هروباً من مشكلات التعليم العام !!
والآن علينا أن نتوقع حتى بعد إنتهاء تلك الزوبعة المفتعلة أن يتم تقنين الوضع الحالى بتقسيم الدراسة إلى قسمين يذهب قسم ثلاثة أيام فى الأسبوع والآخر يكمل الثلاثة أيام الأُخر وسوف تساعد تلك الحيلة على الهروب من تكدس الفصول لمدة طويلة حتى نفاجأ مرة أخرى بتقسيم الدراسة لثلاثة أقسام يذهب كل قسم إلى المدرسة لمدة يومين فى الأسبوع !!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !