لقد شاهدت بالامس على قناة الجزيرة حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الدكتور فيصل ، وكان موضوع الحلقة عبارة عن تساؤل واستفهام من قناة الجزيرة وهو :هل اقتربت الثورة في السودان ؟؟ وقد كان في معية الدكتور فيصل مقدم البرنامج كل من الاستاذ علي حسنين، عن المعارضة والذي كان يرى أن الثورة في السودان آتية لامحالة وأنه لن يطول الانتظار بأهل السودان كثيراً حتى يكون السودان في عداد دول نادي الربيع العربي . إلا أن الرجل بدا مهزوزاً ومضطرباً في دفوعاته ولم يقدم مايقنع المشاهد بالاسباب والحيثيات التي استقرأ من خلالها اقتراب موعد الثورة في السودان ، فقد أكثر الرجل الإتهامات وكال الشتائم لحزب المؤتمر وكان طوال الوقت يكرر بأن حزب المؤتمر الوطني ما هو إلا حزب شمولي وليس لمنتسبيه ثقافة تقبل النقد والرأي الاخر ، متهماً الحزب الحاكم بانه السبب الرئيسي في فصل جنوب السودان ، ونسى الرجل أو تناسى أن المؤتمر الوطني خلع قميص الشمولية من غير رجعة في آخر انتخاب جرت في العام 2010عندما اكتسح الانتخابات وهو يرفل الآن في جلباب الشورى والديمقراطية . وأن إنفصال الجنوب ما هو إلا خيار أهل الجنوب أنفسهم ، في ذات الوقت فإن الحاج ماجد سوار ومنذ بداية الحلقة كان منفعلاً وكال الشتائم يمنة ويسرة على الطرف الآخر مما أفقده التركيز وإحراز العديد من الأهداف في مرمى المعارضة وإلقامها حجراً كبيراً يغص به حلقها ، وكأن أميل إلى شخصنة الصراع بينه وبين حسنين ولم يحالفه الحظ في ابراز النجاحات الكبيرة التي تحققت في المجال الاقتصادي رغم محاصرة السودان وخروج ثلثى كمية النفط المنتجة من ايرادات الدولة ، ولم يحدثنا كيف إن السودان يتجه الآن وبقوة لبناء قاعدة صناعية ضخمة خاصة في المجالين المدني والعسكري وكيف أن السودان سيقفز قفزات كبرى في مجال صناعة السكر والغزل والنسيج والاسمنت والصناعات الغذائية عموماً ، وان قطاع الزراعة والطاقة في السودان تنظره أيام مشرقة خاصة بعد استكمال بناء سد ستيت والشريق وعطبره ، وإكتمال تعلية سد الروصيرص .كما لم يتحدث الاخ ماجد عن عزم الدولة في استخراج خيرات باطن الارض من الذهب والمعادن الأخري لتعويض الفاقد من النفط ، وكيف أن أكثر من مليون مواطن سوداني جلهم من الشباب يعملون في مجال التنقيب ، في أكبر مشروع لمكافحة العطالة والحد من الفقر . ورفع مستوى المعيشة لكثير من الأسر ،بجانب ما إبتكره السودان من برامج أخرى لتشغيل الخريجين من خلال مشروعي التمويل الاصغر والأكبر ، وصندوق تشغيل الخريجين وحقاً ليس القوى بالصرعة وإنما القوي من يملك نفسه عند الغضب . وفي اعتقادي أن كلا الرجلين قد فشل في عرض بضاعته.
التعليقات (0)