فشل الرياضة فشل في الرياضيات

فشل الرياضة فشل في الرياضيات
بقلم : عبدالله الفواز
شاهدنا بالأمس فصل من فصول الفشل الأنكلوساكسوني من جديد ولكنه فشل بلبوس رياضي هذه المرة
والفشل على الصعيد الرياضي هو فشل على الصعيد السياسي ايضا ,عندما يكون بهذا المستوى .فهل سيدرك القائمون والقيمون على السياسة الانغلو ساكسونية على المستوى العالمي ما وصلوا اليه؟! .
فعندما يتعرض رمز تلك الادارة ورئيس امريكا وبالخطا نتيجة لعبة كرة سلة ل 12 قطبة في وجهه , قد يعتبر هذا الحدث عرضيا وليس خطأ بالحسابات . اما عندما تفشل امريكا في استضافة تظاهرة رياضية ككاس العالم وتحظى بها روسيا وهي دولة وريثة لما كان بالامس المنافس الاول لامريكا او دولة تعتبر من اصغر دول العالم في مقاييس السكان والجغرافيا والنشوء . فاعتقد ان الضربة هذه موجهه الى السياسة الانغلوسكسونية ولن نستطيع عد قطبها .السياسة الخارجية التي لم تتعافى من فضيحة نعيش فصولها وحلقاتها وهي ما سميت بفضيحة ويكيليكس .الفضيحة التى اصابت الدبلوماسية الامريكية بنكسة اشبه ما تكون بالكارثة حتى ان البعض شببهها بحدث 11 سبتمبر .
نعم إنه مفهوم اللاقطبيه الذي اصبح يقود العالم .بعد ان كنا نعيش بمعية مفهوم الثنائية القطبية . فمنطق القوة او مراكز القوة اختلف وتبدلت مناطقها .وبرزت قوى بمفاهيم مختلفه عن ما سبق كمحطة الجزيرة أو موقع ويكيليكس , لا تستطيع ان تصمد امامها مراكز القوى التقليدية ولا حتى منافستها .شاهدنا ذلك بالامس على المستوى الرياضي واول الامس على الصعيد المعلوماتي . فلا القنابل الذكية ولا الطائرات الخفية والترسانات النووية استطاعت ان تصمدامام ارادة القائمين على موقع لم تتجاوز ميزانيته ال 600 الف دولار.او ارادة دولة من اصغر دول العالم جغرافيا أو سكانيا. الانجاز القطري الذي يعود الى الطموح القطري مسلحا بأنجازات قناة الجزيرة بشقيها السياسي والرياضي .فتحقق نصر مدعوما ب 14 صوت لصالح قطر لقاء ثمان اصوات لصالح الدولة العظمى .وهنا العبرة لمن اراد آخذ العبر .إنها الارادة وطبعا عالم اللاقطبية الجديد.
لا شك بأن ما حققته قطر إنجاز على كافة الاصعدة .يضاف الى رصيدها الذي سبق لها وأن حققته على صعيد نقل قطر الى مصاف الدول الفاعلة سياسيا .
قد يعارضني إحدهم " وقد يكون مصيبا " مقللا من حقيقة هذا الانجاز أو معترضا ويقول بإننا سندفع عشرات المليارات من الدولارات ثمن هذا الانجاز , كان الاولى بها ابناء قطر وشعوب المنطقه. فلكي تصبح الكويت على الخارطة العالمية تم في الدهاليز المظلمة تصنيع حدث احتلال الكويت ,كان ثمنه مئات المليارات من الدولارات ذهبت الى ارصدة تجار السلاح والمتاجرين بمستقبل ابناء المنطقة .وهاهي قطر ولنفس السبب تدفع فاتورة لا تقل عن ما دفعته الكويت , وذلك لوضع قطر على الخارطة العالمية .إولم يكن هناك طرق اخرى لتبديد هاجس أو مخاوف ما لدى قيادات هذه الامارات الدول من شعور ينتابهم نتيجة خوفهم او قلقهم على مستقبلهم السياسي.او على اماراتهم من اطماع او شهوات او نزوات دول صديقة او شقيقة او جارة ؟؟!!
ولماذا لا يكون لنا في ماليزيا عبرة .فهي حين وضعت امامها هدف اصبح شعار للدولة والمجتمع " 2020 " لنقل ماليزيا خلال هذه الفترة الى مصاف الدول الاكثر تقدما في العالم على مؤشرات الاقتصاد والتنمية والتعليم والرفاه.
وبدون رصد مثل تلك المبالغ الخيالية , فقط برص الصفوف ووضع سياسات يحكمها المفهوم الاداري الناجح لموارد البلاد وثرواتها .
ماذا لو رصدت قطر ربع ما ترصده لاستضافة هذا الحدث الرياضي من أجل تحقيق الهدف الذي تصبوا اليه وهو وضعها على الخارطة العالمية كدولة حلم لكافة شعوب الكرة الارضيه وبهذا لن تكون فقط على الخارطة العالمية بل والانسانية ايضا . وتصبح التجربة القطرية مثار اعجاب ومثالا يحتذى به لكافة شعوب الارض . وهي بالمناسبة تملك كافة المقومات , بدلا من أن تكون تجارب دول اخرى كفلندا او هولندا او غيرها . وبذلك تكون قطر الدولة الحلم والدولة المعجزة . وتحصد المراكز الاولى في مؤشرات الدخل والتعليم والقضاء على البطالة والفقر وتحقيق الرفاهيه وبمفاهيم انسانية اسمى وقيم عليا راقية .ودولة يشار اليها بالبنان وتذهب تلك المليارات الى جيوب الشعب القطري بدل أن تذهب الى ارصدة الشركات العابرة للقارات وارصدة بعض الانتهازيين ومصاصي دماء شعوبهم .تساؤل قد يكون محق ولكننا لسنا في الموقع الذي يقرر وأهل قطر ادرى بشعابها ناهيك عن ان الانجازات القطرية في تلك المجالات ليست بسيطة ولا يجب ان نقلل من حقيقتها . كما لا يجب ان نقلل من حقيقة ما انجزته قطر على هذا الصعيد الحدث فهو جهد جبار يجب ان تشكر عليه قطر ونشد على يدها ونساعدها لتكمل فرحتها وفرحتنا بالاستضافة والنجاح . ونصفق لكل الفريق الذي كان وراء هذا الانجاز بدءا من الامير ومرورا بحرمه ونجله وبقية الاعضاء . مبروك لقطر مبروك للقطريين ومبروك لنا . والى مزيدا من الانتكاسات السياسية الانغلو ساكسونية , إذا لم تأخذ العبر والدروس مما حصل وسيحصل على يد أبناء المنطقة وشعوبها .