أثارت التفجيرات الداميه الاخيره في العراق وما خلفته من ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوي أنهم عراقيون أبناء هذا البلد أرادوا الحياه فأبي عليهم الاخرون أن يحيوا وحصدوهم بالموت الاسود ..
فقد بشرتنا أمريكا بشرق أوسط جديد يرفل في نعيم الديمقراطيه الامريكيه القادمه علي متون الدبابات وأجنحه الصواريخ الكروز وبدأت بالعراق كنموذج يحتذي به والتي في سبيل تلك الديمقراطيه ضحت بالرئيس السابق صدام حسين وضحت بالشرطه العراقيه وضحت بالجيش العراقي والمخابرات العراقيه وبثروه العراق بل وضحت بالشعب العراقي نفسه ذلك الشعب الذي من المفترض الان أن يكون من أغني الشعوب ليس علي حساب الموازنه الامريكيه بل بثرواته الطبيعيه التي وهبها الله له وأولها البترول .. ضحت بكل شيئ في العراق ليعيش الشعب بعد أن ضحت بالشعب نفسه فنصفه مهجر بالخارج لا يستطيع العوده الي الانفجارات والقتل المستمر والنصف الاخر يموت ببطئ داخل البلد ولا يهم المهم هو "الاميريكان ديموكراسي" بطعم الكنتاكي والهام بيرجر من أشلاء قتلي الانفجارات وعلي أنغام الروك للمفخخات التي عبرت الحدود من كل الاتجاهات لتفتك بالشعب الديمقراطي ..
وتحمل الشعب العراقي كل ذلك في صمت أملا في غد أفضل ربما يحياه الابناء بعد أن يأس الاباء من تلمس ضوءه في أي من الاتجاهات الاربعه .. وحتي تكتمل الصوره "الديمكراسي" تم سستمه الحكومه والحكم علي سيستم الطوائف وهذا السيستم في ظاهره الرحمه ولكن في باطنه يحمل العذاب فالمسئول هو ممثل للطائفه منوب عنها وبالتالي تحول الحكم والقائمين عليه الي منوبين للطوائف وتحول العراق الي جزر متباعده كل يحمل هم طائفته فقط ويحاول الحصول علي مكتسبات لها حتي يرضي عنه أبناء طائفته بينما تتمزق روابط الشعب في طائفيه مقيته تتوه معها معالم الطريق ولا يستطيع أحد أن يسأل أو يحاسب أو يقول أين نفط العراق .. أين عائداته .. وكلما لاحت في الافق برهه للهدوء والتقاط الانفاس وفتح الملفات تخرج المفخخات لتحدث دويا شديدا تذهب علي اثره أرواح الكثير من أبناء العراق وتسيل الدماء في الطرقات ليعم الحزن في كل الارجاء وينشغل الجميع بلملمه الاشلاء بينما تبقي الملفات نائمه في خدرها وملايين البراميل من نفط العراق تغادر الحدود يوميا ولا يعرف أهل العراق لاين تتجه ولا لمن تباع ولا كم ثمنها ولا يروا من ملايين أثمانها شيئا يعود علي الوطن الحبيب الديمقراطي لينهض به من كبوته ويرتق مرافقه المتهالكه والتصريحات تنهمر كالسيل الجارف من كل صوب ومن كل حدب أما رئيس الوزراء عندما توجه اليه الاسئله عن أجهزه الاستخبارات التي تستطيع أن تقف علي منفذي هذه التفجيرات والتفخيخات بدلا من القاء الاتهامات جزافا يجيب بكل بساطه لا توجد موازنه كافيه للاستخبارات .. الا توجد موازنه كافيه للامن والامان في هذا البلد !!!!! اذا الموازنه لمن ؟؟
هل كتب علي المواطن العراقي الذي لم يستطع أن يهرب من العراق أن يظل خائف متوجس منتظر انفجار قنبله تطيح به أشلاء ليرتاح من هذه الدنيا والا يشعر بالامن والامان علي الاطلاق في عراقه ؟
وهل كتب علي العراقي الذي استطاع الهروب من العراق ليعيش لاجئ في أي مكان في الدنيا بينما بلده تطفح بالخير الذي لو تحصل علي نصيبه منه سيعيش في بحبوحه ورغد؟
ألن يأتي اليوم الذي يخرج فيه العراق من نفق الديمقراطيه الامريكيه ويعيش أبناءه في أمن وأمان .. أم أن هذه الدوامه لن تنتهي حتي ينضب بترول العراق ؟؟
مجدي المصري
التعليقات (0)