صحف الناصريين تدافع عن الاخوان واعتراضات على كلام مبارك عن تحسن العلاقات بين الدول العربية
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف الصادرة أمس الاثنين عن حضور الرئيس مبارك احتفال القوات البحرية بتخريج رقم ستين من الكلية البحرية، ومن المعروف انه في شهر تموز /يوليو، تتم الاحتفالات بتخريج الطلاب من الكليات العسكرية، وفوز المنتخب الوطني لكرة القدم على رواندا، في تصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال كأس العالم في العام القادم، ووصول جثمان السيدة مروة الشربيني من المانيا الى مطار القاهرة ونقلها للإسكندرية وإعداد جنازة شعبية ورسمية لها، وكان قد قتلها وجرح زوجها متعصب الماني من اصل روسي في قاعة المحكمة في مدينة دريسدن، والاستعدادات لعقد مؤتمر دول عدم الانحياز في مدينة شرم الشيخ في الحادي عشر من الشهر الحالي، وإلقاء جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم كلمة في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الثاني للسياسات الاجتماعية المتكاملة في مصر، وظهور حالات إصابات جديدة بإنفلونزا الخنازير لتصل الى 78، وشفاء 61 حالة، ومعظمهم غير مصريين وحالات جديدة مصابة بانفلونزا الطيور وتأييد محكمة النقض حكم جنايات القاهرة بالسجن المشدد عشر سنوات لكل من أيمن عبدالمنعم مدير مكتب وزير الثقافة والمشرف السابق على صندوق التنمية الثقافية وحسين احمد حسنين مدير صندوق انقاذ النوبة وعبدالحميد قطب مدير الشؤون الفنية والهندسية بمكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، في قضية الرشوة، وإعلان وزارة الكهرباء عن تخفيض اسعار بيع اللمبات المخفضة لاستهلاك الطاقة للنصف مع ضمان صلاحية لعام ونصف العام، وانتهاء امتحانات الثانوية.
وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:
اظافر الرقة والجمال (عند اللزوم)
نبدأ بزميلتنا منال لاشين التي أكدت في الفجر، أن للجمال والرقة أظافر وأنيابا عند اللزوم، واللزوم هذه المرة كان قرار تعيين وزير الإسكان السابق وعضو مجلس الشعب الحالي محمد إبراهيم سليمان، رئيسا لشركة خدمات بترولية تتبع وزارة البترول، فقالت منال: كان سليمان يتولى وزارة الإسكان والتعمير والمجتمعات العمرانية لنحو 11 سنة وتركها بخلع الضرس وبطلب مباشر من د. نظيف إلى الرئيس نفسه، واعتبر خروجه من وزارة نظيف الثانية في كانون الأول /ديسمبر 2005 احدى اكبر المفاجآت في التعديل الوزاري ولكن سره الباتع لم يتخل عنه تماما فنال وساما من الرئيس وسط دهشة أصدقائه قبل خصومه.
ولم يكن أمام الرجل سوى أن يضع همه في الأكل، فتضاعف وزنه، وترهل جسمه، وواظب على السفر كل سنة لتأدية فريضة الحج، وحيدا، منزويا، لا صديق له في الأراضي المقدسة سوى كمال الشاذلي.
وحاول سليمان أن يحصل على حصد من الغاز الطبيعي يشارك بها صديقه يحيى الكومي ولكن المشروع لم يكتمل..
ويحيى الكومي رجل الأعمال الذي اشترى فيللته في مصر الجديدة التي بناها على أنقاض فيللا محمود فهمي النقراشي رئيس الحكومة الأسبق الذي اغتاله الإخوان المسلمون عقابا له على حل الجماعة.
وخلافا لما يحدث مع كل الوزراء السابقين فقد استمرت المواجهات البرلمانية والقضائية بين المعارضة والوزير السابق الدكتور إبراهيم سليمان فبعض القضايا اكبر من أن تسف من الذاكرة، وقاد الهجوم هذه المرة النائب المستقل الشهير علاء عبدالمنعم، عندما يئس علاء من فتح الملف تحت القبة لجأ الى النائب العام بمستندات حصل عليها من وزير الإسكان الحالي المغربي، وفي خطوة تضامن وخوفا على علاء عبدالمنعم فقد أصر 47 نائبا من نواب المعارضة والمستقلين على التوقيع مع علاء في بلاغه للنائب العام، وذلك وسط شائعات بأن علاء سيدفع عضويته ثمنا لتقديم البلاغ، فسارع النواب بالتوقيع معه، رافعين شعار يبقوا يفصلونا كلنا، وتبرر المستندات والوقائع التي أوردها علاء عبدالمنعم في بلاغه خوف النواب عليه، فأول مرة يقدم نائب مستندات رسمية عن الأراضي التي خصصتها الوزارة في عهد سليمان لأسرة الوزير (زوجته وأولاده الثلاثة) في كل من مارينا والتجمع الخامس، كما ضمت المستندات منح شركة عائلية واحدة ستمائة وسبعة وأربعين فدانا أراضي بناء، منها خمسمائة وسبعون فدانا حصلت عليها الشركة المحظوظة في يوم واحد، وكشف البلاغ الذي لا يزال في حوزة النيابة عن أن معظم المنتفعين بالأراضي لم يدفعوا سوى 10 من ثمن الأراضي.
ونفس القرار أثار اهتمام زميلنا وصديقنا بـالعربي وعضو مجلس نقابة الصحافيين، فقال عنه مندهشا في الدستور يوم السبت: وأظن ان القراء الأعزاء، لست أتوقع أن أحدا منهم سيتهور ويتحامق ويسأل ببلاهة عن تلك الخبرات العالمية البحرية الخدمية البترولية النادرة التي يحتكرها إبراهيم سليمان وحده ودون سائر خلق الله، ما يبرر هذا التحدي الصارخ لاعتبارات وقواعد قانونية وبرلمانية راسخة من اجل وضع سيادته على رأس شركة حكومية معتبرة تثير لعاب الاخوة المحروقين بنار الشوق لـالخدمات عموما والبترولية البحرية منها بالذات، وقد أسدى للوطن خدمات عالمية جليلة لا ينكرها الا جاحد أو حمار ليس أقلها التمثيل المشرف لمصر في قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم عن طريق تحويل أراضي الدولة وصحاريها وسواحلها البحرية الى مشاريع إعمار وعمار لجيوب وكروش حفنة ممتازة من معمري خزائن البنوك السويسرية، ثم لماذا نذهب بعيدا أليست فضيحتي هي فضيحة عالمية على أرض مصرية بشهادة المرحومة سوزان تميم ولا إيه الحكاية بالضبط؟!.
معجبون
ويبدو أن هذا القرار أصبح له معجبون، بالإضافة لمن سبق، فقد انضم إليهم زميلنا بـالأخبار محمد فهمي، بالقول في العربي لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية ليقول: شن الزميل مصطفى بكري هجوما كاسحا، على د. إبراهيم سليمان وزير الإسكان والتعمير السابق، وقدم العديد من المستندات التي يدعي بها ارتكاب الوزير السابق للمخالفات التي تقتضي تقديمه للمحاكمة، بيد أنه بات من الواضح ان اتهامات مصطفى بكري لم يكن لها أي أساس، وكانت مجرد فرقعات صحفية وإعلامية نالت من سمعة إبراهيم سليمان، وأضيفت لسجل الاتهامات التي سبقتها بالتحريض على قتل أحد المنافسين له في لندن، إذ يبدو أن لغة المقاولين مشحونة بالتهديد بالقتل على غرار تهديد سوزان تميم بالقتل.
الوظيفة الجديدة التي أسندت لإبراهيم سليمان هي شهادة براءة ولذلك لم يعد أمامنا، والحال كذلك، سوى المطالبة بمحاكمة مصطفى بكري بتهمة تلويث سمعة الشرفاء.
وهو يقصد المهندس الدكتور ممدوح حمزة، ونفس الدهشة أصابت زميلنا وصديقنا ونائب رئيس تحرير الوفد سليمان جودة، فقال عن هكذا حدث في نفس اليوم ـ الأحد:
وقت ان كان وزيرا، ورغم عضويته في البرلمان عن الدائرة التي سقطت فيها الصخرة، ولكنه، منذ اصبح عضوا عنها، في انتخابات 2005، يكاد يكون مختفيا تماما ليس من الدائرة وحدها وإنما ايضا من مجلس الشعب!
حين وقع حادث الصخرة المأساوي، كان الطبيعي أن يكون نائب الدائرة، هو أول الذاهبين الى هناك.
وكان المتوقع، في ذلك الوقت ألا يترك الرجل هذه الفرصة تمر من بين يديه بسهولة وأن يسارع الى اقتناصها ليثبت انه ليس بعيدا عن البسطاء كما يشاع عنه.
ولا يزال أبناء الدائرة ومعهم وسائل الإعلام في دهشة بالغة من تصرفه وقتها، فهو لم يذهب الى هناك مطلقا ولم يظهر هناك ولو مرة واحدة على سبيل ذر الرماد في العيون، ولم يضبط أحد متلبسا بالتوجه الى دائرة هي التي اختارته، وهي التي دعمته وهي التي جاءت به الى البرلمان، مرة واحدة فقط ظهر بعدها عندما كان الرئيس مبارك يلقي خطابا في البرلمان فعندها ظهر إبراهيم سليمان وكتبت الصحف انه حضر وأنه لم يجد مقعدا يجلس عليه وأنهم جاءوا له بكرسي استقر عليه، وبعدها واصل غيابه الى أن ظهر مرة اخرى في ثنايا الخبر إياه فهو طرف أصيل مع رأي عام مشحون ضده ومع ذلك لا يستقبل منه ولا يرسل إليه!! إذا استدعته السلطة ليتسلم وساما أو يسمع خطابا أو يرأس شركة حضر، وإذا استدعاه الناس ذاب واختفى!.
وسليمان يقصد مأساة سقوط صخور المقطم على سكان الدويقة، ومقتل العشرات منهم، ومحطتنا الأخيرة في هذه القضية التي طالت، ستكون الصفحة السابعة من الكرامة وتحقيق زميلنا محمد رضا الذي جاء فيه: الخبير والاستشاري الدكتور ممدوح حمزة أكد أن تعيين محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق لإدارة شركات الخدمات البترولية البحرية هي تعليمات عليا خارج حدود رئيس الوزراء، ولو أن نظيف يرى ان سليمان بهذه الكفاءة فلماذا أخرجه من وزارته وعلى حد علمي وأنا كنت وقتها في لندن أن نظيف وعددا من الوزراء منهم سامح فهمي ورشيد كانوا مش عارفين يتعاملوا مع سليمان ونظيف سحب سلطة تخصيص الأراضي من الوزير لماذا وأيضا مش من مصلحة وزير البترول ييجي وزير سابق رئيسا لإحدى شركات الوزارة، كل هذا يؤكد أن نظيف يؤدي تعليمات عليا شبيها بحصول على وسام من قبل الدولة، أن هناك نية لدى الحكومة لخصخصة العديد من الشركات البترولية والوزير السابق لديه خبرة في بيع أصول الدولة لدرجة انه اطلق عليه الوزير المخصخصاتي، وقد يكون ذلك مقدمة ضرورية لتمرير انتخابات 2011. وحول خبرة سليمان لإدارة هذه الشركة البترولية البرية قال حمزة إن سليمان نجح في أن يأتي بموج البحر على الأرض من خلال طريق المحور وكذلك لديه خبرة نهرية بمحاولته ردم النيل لتوسعة أحد الفنادق الكبرى. النائب علاء الدين عبدالمنعم أكد أن تعيين وزير الإسكان السابق باطل قانونا فالمادة 28 من قانون مجلس الشعب تمنع تعيين عضو مجلس الشعب بأحد مجالس الإدارات والشركات.
ومن ناحية المواءمة السياسية يشترط في من يشغل منصبا أن يكون محمود السيرة وحسن السمعة وهذا الشخص محل تحقيق في نيابة الأموال العامة العليا، والذي تقدم بها 47 عضو مجلس شعب والقضية ما زالت متداولة. ان قرار التعيين في هذا التوقيت قد يقصد به التأثير على سير القضية في الوقت الحساس منها، وهذا في حد ذاته يمثل قضية أخرى، ان هذا الشخص لا يتمتع بأي خبرات تؤهله لقيادة مثل هذه الشركة المتخصصة في خدمات البترول البحرية مما يعتبر إهدارا للمال العام يرقى لدرجة كبيرة من الفساد.
وأمس ـ الاثنين ـ بدأت هجمات الكاريكاتير في المصري اليوم من زميلنا وصديقنا عمرو سليم، وكان عنوانه ـ فسادستان ـ والرسم لمسؤول يقرأ عدة تقارير عن شخصية جالسة أمامه مرشحة لتولي منصب رئيس شركة، ويقول له مادحا بعد أن قرأ التقارير عنه:
ـ بسم الله، ما شاء الله، إيديك تتلف في حرير، ما تزعلش أنك خرجت من الوزارة، هنمسكك شركة إنما إيه، هتاكل من وراها الشهد.
والهجوم الثاني بالكاريكاتير، كان لعمرو آخر هو زميلنا عمرو عكاشة، في الدستور، وكان عن لص يقرأ إعلانا نصه: تعلن الشركة الحكومية للعمل السايب عن حاجتها الى رئيس بالمواصفات التالية:
1- أن يكون وزيرا سابقا
2- له خبرة في التسليك من تحت الترابيزة
3- حاصل على شهادة شيخ منصر
4- أن يكون ارتكب مخالفات مالية جسيمة دون أن يمسكه أحد
5- أن يكون على علاقة جيدة بالكبار
الرئيس والوزراء
وإلى رئيسنا بارك الله لنا فيه، وقد أسعدنا يوم السبت زميلنا ممتاز القط، بقول ما نعرفه، وهو: لا أعتقد أن أحدا من الوزراء المرافقين للرئيس مبارك، خلال جولته بمصانع السادس من أكتوبر ـ الاربعاء الماضي ـ يعرف خريطة مصر، مثلما يعرفها الرئيس، وبأدق تفاصيلها، فخلال اللقاء، استفسر الرئيس مبارك عن بعض الطرق الجديدة، التي تربط مدن الصعيد سواء الطرق الرئيسية أو العرضية، كان الرئيس يسأل ويتحاور مع الوزراء، دون الاستعانة بصديق ـ اللاب توب فكل شيء يتعلق بعملية التنمية محفور في عقل الرئيس وفي إطار رؤية متكاملة لتحديث شبكة البنية الاساسية والموانئ وربطها بقلاع الصناعة، التي انتشرت في كل ربوع مصر، ذاكرة الرئيس مبارك لا تتسع فقط للخطوط العريضة، حول مشروعات التنمية الجديدة، ولكنها تتسع ايضا لأدق أدق التفاصيل، وخلال الحوار كان الرئيس دائما يسأل عن موعد الانتهاء من أي مشروع، ويسأل عن حجم العمالة والمشاكل التي تواجهها.
وعندما تحدث المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، عن مشكلة نقص العمالة، قال له الرئيس، إنت تقصد العمالة المدربة، ومن الذاكرة تساءل الرئيس عن مراكز التدريب التي أقيمت بالتعاون مع الجانب الايطالي وذلك في إطار خطة تحديث الصناعة وهو المشروع الذي تم توقيع اتفاقياته خلال زيارته لإيطاليا ولقائه مع رئيس الوزراء بيرلسكوني.
الرئيس بادر المهندس محمد منصور وزير النقل بسؤال عن عدد الكباري الجديدة التي تتم الآن، ومواقعها، ومتى ينتهي العمل فيها. ومن خلال مداخلاته مع الوزراء تبين مدى إلمام الرئيس بكل شيء، حتى بأسماء بعض القرى التي جاء ذكرها في بعض محافظات الصعيد، بالإضافة لتركيز الرئيس الشديد على شبكة الطرق والكباري في جنوب مصر، وصولا الى حلايب وشلاتين.
طبعا، طبعا، هذه أشياء نعرفها جيدا عن رئيسنا وهذا ما يثير غيظ وكمد الحاقدين والحاسدين، لذلك نجدهم يقولون أي كلام، مثل زميلنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس، وهو من الإخوان المسلمين، فقد قال قولا أضحكنا لأنه غير حقيقي وهو: في استطلاع أمريكاني حصل الرئيس مبارك على المرتبة الأولى بفارق كبير في قائمة أكثر زعماء الدول، حيث يتمتع بثقة الشعب المصري في حل قضايا العالم! وأقول نيابة عن ضمير مصر لا نريد من رئيسنا حل مشاكل الدنيا، وتكفيه بلادنا وقد فشل في علاج مشاكلها، وتشهد على ذلك أوضاعنا المؤسفة بعد 28 سنة من حكم الرئيس مبارك. ألا ترى معي أن الاستطلاع الأمريكاني يدخل في دنيا العجائب!.
ما شاء الله ما شاء الله عبدالقدوس ينصب نفسه نائبا وممثلا عن ضمير مصر، هي أمي، ليهاجم من انتخبته مصر رئيسا لها؟ أما محظور صحيح، لكن الذي ضايقني حقا، هو الهجوم الذي شنه ضد بارك الله لنا فيه صديقان ـ للأسف ـ أولهما زميلنا ورئيس التحرير التنفيذي إبراهيم منصور، الذي علق على تصريحات سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس يعتبر العالم العربي الآن في احسن احواله، وما أن قرأ إبراهيم، هذا الكلام المثير للبهجة، والتفاؤل بمستقبل أمة حنا للسيف، حنا للخيل، حتى قال غاضبا في نفس العدد:
بالعودة إلى الواقع العربي الذي اصبح في احسن حالاته وفقا لكلام الرئيس مبارك لا نجد اللهم إلا العلاقات مع السعودية أو بالأحرى العلاقة الخاصة بين الرئيس مبارك مع العاهل السعودي الملك عبدالله والتي لم تنعكس بشكل واضح على العلاقات بين الشعبين، فقد توقع الكثيرون بعد لقاءات متعددة بين مبارك وعبدالله أن يعود الرئيس المصري وعلى طائرته الطبيب المصري المسجون والمجلود من السعودية، ولكنه لم يحدث، أيضا العلاقة مع سورية ما زالت في أسوأ حال!
ناهيك عن العلاقة مع ليبيا التي تطرد العمال المصريين رغم زيارة الرئيس الليبي الأخ العقيد قبل اسبوع للقاهرة لتقديم واجب العزاء للرئيس مبارك في وفاة حفيده، ومع هذا قاطع الرئيس مبارك اجتماعات قمة الاتحاد الافريقي الذي يشارك فيها رؤساء عرب واعتذر بشكل مفاجئ بعد أن اعلن عن مشاركته، وحدث ولا حرج عن العلاقات مع قطر فرغم ان وزير خارجية قطر تكلم عن الشقيقة الكبرى مصر واحترام قطر للرئيس مبارك واتهامه لما سماه مجموعة من الموظفين الكبار في تعكير العلاقة بين مصر وقطر فإن الإعلام الحكومي يصر على الهجوم على قطر، ولا أعتقد ان هناك أملا حاليا في مصالحة جادة، ولكن يبدو أن الرئيس مبارك يرى العجز العربي الحالي شيئا آخر.
الامور ليست على ما يرام
والهجوم الثاني شنه في نفس العدد زميلنا وصديقنا خالد محمود رمضان، الذي أغضبنا منه هو الآخر بقوله: ليسمح لي الرئيس أن أختلف معه في وصفه ورؤيته، فليس صحيحا أن الأمور على ما يرام بين العرب الأشقاء وإلا فلماذا لا يزال التوتر هو عنوان العلاقات المصرية ـ السورية فيما لا تزال الكآبة هي سمة العلاقات المصرية ـ القطرية؟
لو أن العالم العربي في أحسن حالاته لكان الرئيس السوري بشار الأسد في القاهرة أو وضع الرئيس مبارك العاصمة السورية دمشق في خطة سفرياته الخارجية، ولو أن الأمور تجري كما يفترض لكان أمير قطر ضيفا على قصر القبة الرئاسي أو لكانت السجادة الحمراء قد فرشت للرئيس مبارك نفسه في مطار العاصمة القطرية الدوحة.
لا يا سيادة الرئيس، الأمور ليست على ما يرام وإلا لكنا رأينا حركتي حماس وفتح توقعان اتفاقا للمصالحة لإنهاء هذا العبث الذي يمارسه الطرفان باسم القضية الفلسطينية.
لو كان صحيحا أننا نعيش أحسن حالات العالم العربي، لكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ضيفا على أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين أو لكان العاهل السعودي ضيفا على خيمة القذافي البدوية الشهيرة في العزيزية بطرابلس.
لو كان الجسد العربي سليما فلماذا إذن لم يتم حل الخلاف المستعصي منذ سنوات طويلة بين المغرب والجزائر ولماذا لم تنعقد قمة دول الاتحاد المغاربي منذ آخر مرة اجتمع فيها قادة هذه الدول عام 1995؟
إذا كانت رؤية مصر لكل هذا العبث الحاصل أن الأمور على ما يرام بالرغم من كل ما سردته، فإن في الأمر خللا كبيرا ذلك ان أي مواطن عربي بإمكانه أن يفند تصريحات الرئيس مبارك ويردها على أعقابها.
ما هذا الكلام؟ ومالنا نحن وأشقائنا العرب، المهم نحن في مصر، الذين نثق في رئيسنا وهو ما أكده الاستقصاء الذي أجرته جامعة أمريكية وثبت فيه أن مبارك حصل على أعلى نسبة في الثقة من شعبه من باقي رؤساء الدول التي تناولها الاستقصاء، وهو ما دفع زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مجلة أكتوبر إسماعيل منتصر أن يرد على زميلنا وصديقنا جمال فهمي الذي سخر من النتيجة في الدستور، فأعطاه إسماعيل درسا، جاء فيه: حظي الرئيس مبارك بثقة المصريين حتى من قبل أن يكون رئيسا، فخلال حرب أكتوبر كان مبارك واحدا من صانعي النصر بتنفيذ الضربة الجوية التي كانت مفتاح النصر، ثم قدرته على إدارة المعارك الجوية خلال الحرب بمنتهى النجاح والكفاءة، وعندما تولى الرئيس مبارك المسؤولية استطاع أن يحقق معجزة بكل المقاييس فأعاد بناء البنية التحتية التي قاربت على الانهيار، والتي كانت بمثابة القاعدة التي اعتمدت عليها مصر في تحقيق نهضتها الاقتصادية.
الرئيس مبارك في الحقيقة لعب دورا بارزا ومؤثرا في تحقيق هذه النهضة من خلال تشجيعه للمستثمرين المصريين ومتابعته الدقيقة لمشروعاتهم المختلفة سواء الصناعية أو الزراعية أو السياحية، وأظننا نذكر زياراته المكوكية التي كان يزور خلالها المدن الجديدة والمناطق الصناعية والمشروعات الزراعية والمواقع السياحية، كل ذلك كان له تأثيره الواضح على الاقتصاد المصري، ثم دوره البارز في تشجيع الاستثمارات العربية والأجنبية.
ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الدور الذي لعبه الرئيس مبارك في استعادة العلاقات مع الدول العربية ومد جسور الثقة مع مختلف دول العالم، التجارب المختلفة أثبتت ايضا ان الرئيس مبارك يملك حسا وطنيا رفيعا، وأنه يضع مصلحة مصر في كل حساباته قبل أي اعتبار آخر.
ومهما كانت الظروف فإنه لا يتنازل أبدا عن هذه المصلحة، وليس سرا أنه تعرض لضغوط دولية من الإدارات الأمريكية السابقة، لتحقيق أهداف يراها الرئيس متعارضة مع مصلحة مصر، لكن لم يحدث مرة واحدة أن رضخ الرئيس مبارك لمثل هذه الضغوط. التجارب أثبتت ايضا ان الرئيس مبارك ينحاز دائما للمواطن المصري البسيط محدود الدخل، وهذا الانحياز في الحقيقة هو القاعدة الحاكمة لكل سياساته وقراراته وتوجهاته، التجارب اثبتت ايضا ان الرئيس مبارك يتمتع بقدرة هائلة على التعامل مع الأزمات بمنتهى الحكمة والعقل وبدون أن يتأثر بالعواطف والمشاعر، أقرب الامثلة على ذلك ما حدث في رفح عندما جرت محاولة اقتحام معبر رفح بالقوة.
الرئيس مبارك ايضا يضع دائما عينه على مستقبل مصر والمصريين، وفي هذا الإطار أصدر قراره التاريخي بإحياء برنامج مصر النووي والبدء في إنشاء عدد من المحطات النووية لتامين احتياجات مصر من الطاقة، لكل هذه المواقف وغيرها، منح المصريون ثقتهم وحبهم للرئيس مبارك بدرجة اكبر من التي يمنحها أي شعب لرئيسه!
يتبقى سؤال: لماذا تنشر جريدة الدستور وغيرها من الجرائد المعروفة باتجاهاتها وتوجهاتها، استطلاعات الرأي الأمريكية التي تهاجم مصر، لماذا تتعمد أن تنشرها بكامل تفاصيلها، أما الاستطلاعات التي تنصف الرئيس فتتعامل معها وكأنها رجس من عمل الشيطان؟.
وهكذا شفى إسماعيل غليلي من هذه الجريدة التي أفاجأ بقفز محرريها على التقرير، ووضعها في موقف حرج.
الإخوان المسلمون.. ضربات متلاحقة
وإلى الإخوان المسلمين الذين يتعرضون هذه الأيام الى ضربات متلاحقة، سواء في اتهامهم بغسيل أموال لتمويل الإرهاب، أو وضع الخطط لكسر سيطرتهم على النقابات المهنية، وبدأت بنقابة المحامين، وسط فرحة غامرة من انصار النظام، وقد حذرنا منها يوم الأحد زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف، بقوله عنها وعن إرهابها في جريدة روز:
الجماعة المحظورة هي الخطر، وهي الوريث الشرعي للإرهاب والإرهابيين، وهي المصدر الرئيسي لكل حركات التطرف والعنف وهي الوعاء الذي يخرج منه الإرهاب ويتدفق إليه.
ـ الجماعة المحظورة تلعب باستراتيجية الكمون ثم الظهور ثم الكمون، وهكذا، والآن وقت الظهور لجمع أكبر قدر من التبرعات السياسية، بجانب الأموال والتبرعات الدينية.
ـ يجمعون الأموال ويعيدون تنشيط التنظيم الدولي، ويستثمرون أزمات الناس ومشاكلهم ويمزجون الدين بالسياسية بصورة تسيء إلى الدين وتقضي على السياسة.
ـ غرسوا أنيابهم وأظافرهم في النقابات المهنية وفي المناطق العشوائية الهشة وفي الحواري والأزقة وسوف ينقلبون على الناس كلما أحسوا أن الناس كشفوا مخططاتهم.
ـ حتى لا ننسى، الوطن الذي ذاق حلاوة الأمن والاستقرار والطمأنينة لن يعود ابدا الى الوراء.
ـ المحظورة تسحب على المكشوف بعد أن وصل رصيدها عند الناس الى صفر، وتنتظر إشهار إفلاسها في الانتخابات.
أما زميلنا ورئيس تحرير الجمهورية وعضو مجلس الشورى المعين محمد علي إبراهيم، فقد حاول في نفس اليوم ـ الأحد ـ إغراء أحزاب المعارضة بالتضامن مع حزبه الوطني ضد الإخوان بقوله:
ـ عصام العريان يهاجم وينتقد أحزاب المعارضة التي لا ترضى بالتنسيق معهم بل انه شكك في ائتلاف الجبهة الذي يضم الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية، الجبهة التي تضم أربعة أحزاب واختلف شخصيا مع سياساتها، هي في النهاية تجمع لأحزاب مصرية معارضة ووطنية، ومحاولة التشكيك التي يشنها ضدها عصام العريان ستبوء بالخزي والفشل لأن الثقل الحقيقي للجماعة المحظورة في مصر انكشف واصبحت مثل العروس البائرة التي تسعى لخطب ود الجميع فيديرون ظهرهم لها، والآن ألم يحن الوقت بعد لتفعيل ما نص عليه الدستور المصري من عدم استخدام الدين في السياسة، ألم يحن الوقت بعد لإصدار تشريع يؤكد أن السياسة للأحزاب المدنية المعترف بها فقط سواء القائمة أو المستقبلية، كفى يا سادة سرقة السياسة تحت مسمى الدين وقال الله وقال الرسول، الله ورسوله بريئان مما تفعلون، أنتم طلاب سلطة ولستم أصحاب دعوة.
لكن الحزب الوطني صاحب الأغلبية الشعبية الكاسحة التي لا وجود لها تلقى في نفس اليوم ـ الأحد ـ غمزة بديعة في الوفد من زميلنا وصديقنا محمد أمين بقوله:
لا إخوان بعد هذا المجلس، كل المؤشرات تؤكد أن الإخوان لا وجود لهم، لا في مجلس الشعب القادم، ولا في غيره من الانتخابات، سواء نقابية أو مهنية وربما بدا ذلك واضحا من النتيجة التي انتهت اليها هيئة مكتب نقابة المحامين، فلأول مرة هيئة المكتب بلا إخوان.
كما ينتظر الإخوان شهر رمضان، ينتظره ايضا الحزب الوطني، بشيء واحد، شنطة رمضان، فلا الحزب الوطني ولا الإخوان ينتظرون الحسنات، ولا وجه الله، وإنما كلاهما ينتظر بها الانتخابات القادمة، الحزب الوطني يسميها هدية الرئيس مبارك، ويستعد لها من الآن ويوزعها على الصعيد والوجه البحري، وتهتم بها أمانة الشباب في الحزب الوطني، ويقولون ان الرئيس مبارك يؤكد دائما على أهمية إعداد هذه الشنطة بشكل يناسب احتياجات الأسرة المصرية ويتم توصيلها الى المنازل، ديلفري.
ومن عجب ان يتحول الحزب الذي حكم البلاد 30 عاما، الى حزب شنطة وجاموسة ورغيف عيش، مع ان هناك بلادا عمرها 30 عاما، واصبحت نمرا اقتصاديا من النمور الاقتصادية الكبرى، بينما تحولت مصر الى قطة في عهد الحزب الوطني، عفوا حزب الشنطة التي يسمونها خطأ هدية الرئيس مبارك، مع أنها فكرة الإخوان، الذين ضاق بهم الحزب الوطني واصبح مطلوبا محوهم من الوجود.
لكن حزب حركة الكرامة ـ تحت التأسيس ـ وهو حزب ناصري، ووكيل مؤسسيه، زميلنا وصديقنا وعضو مجلس الشعب حمدين صباحي، أصدر بيانا تلاه منسق عام الحزب محمد سامي، وجاء فيه:
حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين، والتي جاءت متزامنة مع الترتيبات الأمنية استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية أرادت ترهيب الشارع السياسي المعارض بضربة استباقية تمهد الطريق لسيناريو التوريث، وتقضي على آخر فرصة لإصلاح سياسي في مناخ يزداد احتقانا، وأن الحزب يطالب بالإفراج الفوري عن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح صاحب المواقف النضالية المشرفة في قضايا فلسطين والعراق ولبنان، وهو أحد الرموز الوطنية محل التقدير والاحترام كقيادي في جماعة الإخوان أو بصفته النقابية كأمين لاتحاد الأطباء العرب.
أيضا قامت العربي ـ لسان حال الحزب العربي الديمقراطي الناصري باظهار تعاطفها مع الإخوان وأبو الفتوح ـ لدرجة ان كان عنوانها الرئيسي في الصفحة الأولى، عندما كان رئيسا لاتحاد الطلاب ودخل في نقاش علني مع الرئيس الراحل أنور السادات.
وهو تحقيق أعده زميلنا سعيد السويركي، كما نشرت حديثا مع المرشد العام خفيف الظل محمد مهدي عاكف أجرته معه زميلتنا صابرين دياب.
وأمس ـ الاثنين ـ نشرت الدستور مقالا لصديقنا العزيز ـ ومسؤول الملف السياسي في الجماعة، الدكتور عصام العريان، استعرض فيه المحن التي تعرضت لها الجماعة أيام الملكية وايام خالد الذكر، وللأسف فقد صور الجماعة وكأنها بدون أية أخطاء أدت لهذه المصادمات، وقد تكون المناسبة غير ملائمة ليتحدث عن ذلك، لأنهم في محنة الآن، كما طالب كل الحكومات المتعاقبة، منذ ستين عاما بالاعتذار للشعب المصري لا للإخوان، عما فعلته معهم، دون ان يطالب جماعته بالاعتذار المقابل، ولسنا هنا في مجال مناقشته، لأن ذلك لا يجوز إنسانيا، المهم أنه قال عن اسباب ما يتعرض له الإخوان: يأتي القرار السياسي عندما يفشل النظام الحاكم في مواجهة الإخوان سياسيا واجتماعيا ولا يحترم قواعد المنافسة الشريفة على حب الشعب والجماهير ويلجأ إلى العصا الأمنية الغليظة ليحسم بها الصراع السياسي في تصوره ولو الى حين ليكسب مزيدا من الوقت، إذ يدرك في قرارة نفسه ان القضاء على الإخوان أو استئصالهم من المجتمع مستحيل وليحرم الإخوان من العمل وسط الناس الى حين، وهذه الهجمات تأتي في سياق سياسي إقليمي ايضا وليست انعكاسا لصراع وطني فقط، والسبب هو ان النفوذ الاستعماري لم يرحل عن بلادنا قط، وأن الهيمنة الغربية ما زالت صاحبة الكلمة والنفوذ في كل القضايا الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية، واليوم يضيف النظام وأجهزته الأمنية القمعية بعدا جديدا على الصدام مع الإخوان، وهو البعد الدولي، ولا يدري النظام أو هو يدري أنه بتلك الاضافة يجعل الإخوان قوة دولية، بعد ان اقتصر وصفهم من قبل على أنهم قوة وطنية مصرية لها نفوذ اقليمي وامتدادات عربية، وان تلك القضية ستضفي على الإخوان مهابة كبيرة ونفوذا أشد، خاصة أن القضاء على الإخوان واستئصالهم ثبت فشله على مدار ثمانين عاما من البقاء بفعالية وأن الإخوان يخرجون من كل محنة أو قضية أصلب عودا وأمضى عزيمة وأقوى نفوذا.
وبصرف النظر عن حكاية البعد الدولي، فالذي نود أن نقوله، ان الإخوان حقيقة سياسية راسخة وقوة حقيقية بصرف النظر عن حجمها ونقصانه أو زيادته من مرحلة لأخرى، ولن يستطيع أي نظام إزالتها مهما فعل، واتخذ من أعنف الاجراءات وأشدها قسوة، ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بالأمانة والموضوعية أن يعترض على حقهم في إنشاء حزب سياسي لهم، ودخول الانتخابات والاحتكام لأصوات الناخبين، ما داموا يعلنون الالتزام بالدستور والقوانين وتداول السلطة، هذا كلام قلته حتى قبل أن يطالب الإخوان انفسهم بحزب لهم، والمشكلة، أن النظام لا يتصرف هكذا مع الإخوان لأنهم إخوان، وانما لأنهم قوة سياسية منافسة، ولو برز تيار سياسي اشتراكي، منافس فسيسرع النظام بالتحالف مع الإخوان، أو اتخاذ اجراءات ضده لا حدود لقسوتها بحيث تصبح إجراءاته ضد الإخوان مداعبات لطيفة.
التعليقات (0)