هل تعلم
هناك 4 لم تحمل بهم أنثى وهم: آدم - حواء - كبش فداء إسماعيل - وناقة صالح (حيث خرجت من الصخرة).
الشباب طاقة مهدرة وثروة منهوبة
كما نعلم جميعا فإنه حينما يفقد المرء هويته فهو يفقد ساعتها أهم عنصرا من عناصر منعته الشخصية وتبدو بوصلته مشوشة فلا اتجاه محدد له ولا رسالة لها معنى لحياته وهنا تتقاذفه الانواء و وتتجاذبه الاهواء، الشباب هم عماد الأمة وهم وقود محركات تنمية المجتمع، الأمة بحاجة اليهم كما هى بحاجة إلى رجالها لقيادتها وإلى شيوخها لحكمتهم، فبدون القوة لن تنطلق السفينة وبدون العزيمة لن تسير وبدون الحكمة ستصبح فى مهب الريح العاتية والأمواج المتلاحقة فإما أن تنكسر، وإما تنقلب لا قدر اللــه على من فيها.
اللـه سبحانه وتعالى هو الحق و هو العدل وهو الذى وهب كل بلد من بلدان الكون ما يكفى لاحتياجات من يعمرها من الثروة بميزانه وجعل من تباين انواع هذه الثروة ما يحث البشر على تبادل وتكامل المنفعة فيما بينهم تسخيرا لهذه الثروات المختلفة عملا بسننه و اوامره جل جلاله، ولكن الامر لا يسير للأسف وفق هذا الامر الربانى.
اليوم السواد الأعظم من شباب أمتنا فى عين العاصفة ولا حول له ولا قوة له فهل من سبيل ورأى رشيد، العاقل من وعى وأهتدى، أيها الاباء وأيتها الامهات لا تلوموا ابنائكم وبناتكم من الشباب والشابات، فما أكثر وما أكثر ما أهملنا وما فرطنا من حقوق لهم علينا، البعض من هذه الحقوق كان من تقصيرنا والبعض الآخر منها وهو الاكثر كان فوق طاقتنا، ارحموا شبابنا وأرشدوه فهو سائرا لا محالة إلى التيه، إن لم يكن البعض منه قد وصله فعلا، الشباب يشعر بالغربة الآن وسط أهلة وفى وطنه.
لعن اللـه الفساد و المفسدين وملعون الفقر وسؤال الحاجة فى كل زمان وبكل مكان، يقول المثل الدارج إذا جاعت البطون تاهت العقول، نعم جاعت البطون وتاهت العقول؛ ولهذا خرج الآباء وخرجت الامهات مهرولين فرادا وجماعات تائهين بحثا عن لقمة العيش ومازالوا على ما هم فيه فتركوا خلفهم بيوتا تستصرخهم القيم النبيلة والتربية الرشيدة والتعليم المنير وأهم من ذلك كله دفئ العائلة والقدوة التى يسترشد بها الابن أو البنت، كم من جيل من أجيالنا نما وترعرع ليس فقط محروما من ذلك بل هو لا يعيه ولا يدركه وقد يكون ناكرا له وبالتالى فاقد الشيء لا يعطيه، واللوم هنا لا محل له من الاعراب.
وكنتيجة لهذا الخواء الذى اصاب البيوت فعلى الأقل إن لم أكن مبالغا هناك ثلاثة أجيال والرابع الآن يلاحقهم مهرولا وقد وقع معظمهم فريسة للمتناقضات الأكثر تطرفا، فإما تدين فى غلو وإما لا تدين وإنكار وهم كثر، وإما أدبا جما وإما لا أدب ولا احترام وهم كثر، وإما علما و نبوغا وإما جهلا وغباء وهم كثر ....الخ. الميزان مختل فإحدى كفتية تميل إلى أقصى درجات الارتقاء و ألاخرى تميل بشدة نحو الشائن من الفعل والبون يتسع بين الحسن و القبح وتكاد المساحة الوسطية الإنسانية النزعة بتنوعاتها المدهشة تتلاشى وهنا يبرز السؤال إلى أى من اجزاء الكوب يجب أن نوجه نظرنا ؟ إلى الجزء الأقل المملوء لنرعاه ونحافظ علية من أن ينسكب هو الآخر ؟ أم إلى الجزء الفارغ لنرشده ونعالجه بالملء ؟
- تدنى مستوى الرعايا الصحية
معظم الدول العربية إن لم تكن جميعها تفتقد وبشدة إلى مستوى الرعاية الصحية المطلوب، وما هو متوفر فى بعض تلك الدول دائما تكاليفه باهظة ولا تقدر عليها الشريحة العريضة من المجتمعات العربية، كما أن نظام التأمين الصحى الشامل غير مطبق بالمعنى المتعارف علية دوليا، وغير خفى على الجميع الدور الاحتكارى و المكلف الذى تقوم به شركات التأمين الخاصة، هذه الامور جعلت من الصعب على الشباب تلقى الرعاية السليمة بشقيها الطبى و النفسى وافتقاد مجتمعاتنا العربية إلى ثقافة الفحص الدورى لصحة الإنسان البدنيه والنفسية، مما أدى إلى تراكم الامراض وظهور العلل الباطنية و النفسية المزمنة وغيرها من الظواهر المستحدثة مثل التقزم والقصور الذهنى الناتجين عن سوء التغذية وتناول الاطعمة الخالية من الفيتامينات و الاملاح المعدنية وتناول الاغذية الملوثة بالمبيدات و الاسمدة الكيماوية المسرطنه.
- تدنى مستوى العملية التعليمية
لقد ثبت فشل العملية التعليمية بجميع الدول العربية ومن كافة جوانبها بدءا من المبانى التى فى معظمها غير صحى وغير ملائم انتقالا إلى الوسائل التعليمية البائدة مرورا بالشئون الإدارية والمالية ذات البيروقراطية المتفشية انتهاء بالمدرسين الغير مؤهلين والغير متفرغين والغير متخصصين، والدليل على ذلك تقارير التنمية البشرية المتتابعة للأجهزة التابعة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجيش المتعطلين المتعاظم من الشباب العربى الذى لا يضاهيه أى جيش آخر فى العالم وتقهقر ترتيب الجامعات ودور العلم لدينا مقارنة بالآخرين على مستوى العالم نتيجة لتدنى مستوى الكفاءات التدريسية وتقريبا انعدام الابحاث التى تضيف لدور العلم المصداقية المطلوبة وترفع من قيمتها وتوقف عمليات التطوير سعيا للجودة و التجديد، الامر الذى كان له أكبر الأثر على نوعية وجودة المكون التعليمى لدى الشباب و كفاءة المخرجات المطلوبة لسوق العمل، كما أن الحلول المستحدثة من قبل بعض الدول أو بعض مؤسسات القطاع الخاص لعلاج هذا الأمر كاستحضار بعد الجامعات الغربية إلى المنطقة قد زاد الطين بله نظرا لظهور عائقين كبيرين، هما عدم توافر كوادر التدريس العربية القادرة على مقارعة المناهج العلمية المتقدمة لتلك الجامعات وتدريسها بلغتها الام بالإضافة إلى عائق اللغة ذاته عند المتلقين، كما أن الدراسة فى مثل هذه الجامعات دائما وأبدا سيكون باهظ التكاليف ولا تقدر عليها أيضا الشريحة العريضة من المجتمعات العربية.
ومن ضمن العوامل السلبية الأكثر تأثيرا هو التهافت على تنفيذ خطط نشر التعليم عن طريق سياسات تقليدية موجهه ولم يتم دراستها بعناية فيما يتعلق باحتياجات سوق العمل تحت ذريعة تطبيق إلزامية التعليم، الامر الذى نتج عنة كثرة اعداد المتخرجين الغير مهنيين أو من ذوى التخصص وهى الفئة المطلوبة دائما فى كل المجتمعات والتى تعتبر قاطرة الانتاج و التنمية، وبالتالى نشأت طبقة من الخريجين يتمتعون بما يمكن أن نطلق علية الأمية المهنية (الحرفية) تزداد اعدادهم سنويا بإضطراد ويعملون أيضا على زيادة حجم فقاعة البطالة.
لقد ذكرت مجلة الايكونوميست البريطانية ذائعة الصيت فى عددها الصادر بتاريخ 15 أكتوبر2009 تقريرا عن جودة التعليم فى الدول العربية وعلاقة ذلك بالبطالة المتفشية بين الشباب ومن ضمن ما ذكرت بالنص ما يلى: "...إن الفجوة القائمة بين جودة التعليم لدى العرب ومع الآخرين لنفس المستوى من النمو مازالت مخيفة، وهى أحد الاسباب المؤديه إلى بطالة الشباب، فوفقا لدراسة حديثة أجريت بواسطة فريق من الاقتصاديين المصريين أوضحت أن التخلف المهاري للقوى العاملة هو العامل الذى يوضح لماذا لم يستطيع النمو الاقتصادى السريع انتشال عدد أكثر من الناس من الفقر، إن أكثر الدراسات المقارنة لنظم التعليم دقة و صرامة والتى تأتى على هيئة مسح علمى يطلق عليها الاتجاهات فى دراسة الرياضيات و العلوم الدولية (تى أى إم إس إس) حيث تجرى كل اربع سنوات، هذه الدراسة قد أوضحت فى آخر تقاريرها فى عام 2007 وبعد إجراء الاختبارات بـ 48 بلدا، لوحظ أن الـ 12 بلدا عربيا المشارك فى هذه الاختبارات قد حقق نتائج أقل من المعدل، وبصورة قاتمة فإن أقل من 1% من الطلبة المشاركين فى الاختبارات التى تتراوح اعمارهم بين 12 و13 سنة من 10 دول عربية قد وصلوا إلى مراحل متقدمة من المؤشر فى العلوم مقارنة مع 32% لإقرانهم من سنغافورة و 10% من الولايات المتحدة الامريكية. فقط دولة عربية واحدة هى المملكة الاردنية الهاشمية استطاعت تسجيل مؤشر اعلى من المعدل الدولى وبنسبة 5% للعمر 13 سنة وهؤلاء هم فقط الذين وصلوا لمراحل متقدمة من الاختبارات ..."
وإلى القاء غدا مع موضوع جديد وهم جديد
والبطالة وآثارها وروشتة علاج لنحافظ على شباب الامة
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى الثلاثاء 09 مارس 2010
التعليقات (0)