فساد الأمة بسبب فساد الأئمة
بقلم احمد السيد
هناك صفات للأئمة والقادة وأولي الأمر من الحق ومنهم الباطل وكل له صفات , فمن صفات الإمام الحق العادل أن يكون معصوماً من القبائح والاخلال بالواجبات وأن يكون لا إمام له ولا رئيس فوق رياسته ويكون أفضل من كل واحد من رعيته في كونه أكثر ثواباً عند الله و أن يكون الإمام عالماً بتدبير ما هو إمام فيه من سياسة رعيته والنظر في مصالحهم وغير ذلك بحكم العقل و عالماً بجميع الشريعة لكونه حاكماً في جميعها و أن يكون الإمام أشجع رعيته وأعقلهم وأن يكون على صورة غير منهرة ولا مشينة ومنصوصاً عليه وعلى إمامته وهذا الإمام إن تولى قيادة الأمة وائتمر الجميع بأمره وصاروا رهن إشارته عندها سيعم الأمن والأمان والازدهار وينتشر الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء ويعيش الجميع في ظل عدالته وبالآخر الفوز بجنات النعيم فالإلتفاف حول إمام الحق هو الفوز بالدنيا والآخرة معاً . أما الطرف الثاني الإمام الضد الواقف بوجه إمام الحق ومشاريعه الاصلاحية فهو إمام الباطل صاحب النفوذ الأكثر والإعلام الأقوى والأموال والعلاقات والسيطرة على أصحاب القرارات هؤلاء الأئمة المضلين أئمة الباطل ممن يتمتعون بعكس مايتمتع به أئمة الحق من صفات فهم مرتكبون للفواحش والقبائح تاركين للعبادات لاهين بالدنيا ومجالسين للسلاطين الظلمة مبررين لأفعالهم القبيحة محللين لهم الزنا وشرب الخمر واللواط والفواحش الأخرى تحركهم وتتحكم في آرائهم وأحكامهم الأموال والنساء , فهم أخس وأنذل الناس وأجبنهم وأغباهم على الغالب تكون صورهم وأشكالهم قبيحة على مر الأزمان تسببوا في ضياع الأمة الإسلامية وقيادتها نحو الهاوية هؤلاء الأئمة الذين باتوا مسيطرين على قرارات السلاطين فتاواهم قائمة لدعم وتأييد الخلفاء والسلاطين الظالمين الفحاشين مبررين لهم القتل والإرهاب والتهجير والنهب والسلب والسبي محرفين للأحاديث والسنن على هواهم وهوى الملوك هؤلاء هم أساس التكفير والامتداد الروحي والعقائدي للدواعش التكفيريين التيمية بسببهم وبسبب فتاواهم انحرف الناس انحرف الشباب وتركوا الدين فأصبح رجل الدين المعمم الزاهد المدعي فاسداً طائفياً قاتلاً سارقاً زان فكيف بعامة الناس فأسسوا للقتل والخيانة والفساد ورافقوا الخلفاء والسلاطين واشتركوا معهم في قمع المسلمين ونهب أموالهم فهم برروا القتل و ظاهرة قطع الآذان والألسن التي هي مستمرة إلى الآن وهذا ماذكره المرجع الصرخي في محاضرته الحادية والثلاثين من بحثه (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) التي ألقاها يوم الثلاثاء المصادف 4-4-2017 ((.....أسطورة (11): الله شَابٌّ أَمْرَد جَعْدٌ قَطَطٌ..صحَّحه تيمية!!!..أسطورة (2): تجسيم وتقليد وجهل وتشويش..أسطورة (35): الفتنة.. رأس الكفر.. قرن الشيطان!!!: الكلام في جهات: الجهة الأولى..الجهة الثانية..الجهة السابعة: الجَهمي والمجسّم هل يتّفقان؟!!..الأمر الرابع: الملك العادل أبو بكر بن أيوب (الأيّوبي): نطَّلع هنا على بعض ما يتعلَّق بالملك العادل، وهو أخو القائد صلاح الدين، وهو الذي أهداه الرازي كتابه أساس التقديس، وقد امتدحه ابن تيمية أيضًا، فلنتابع الموارد التالية لنعرف أكثر ونزداد يقينًا في معرفة حقيقة المقياس والميزان المعتمد في تقييم الحوادث والمواقف والرجال والأشخاص، فبعد الانتهاء مِن الكلام عن صلاح الدين وعمه شيركوه ندخل في الحديث عن الملك العادل، فبعد التوكل على الله تعالى يكون الكلام في موارد: المورد1..المورد2..المورد24: الكامل10/(268): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّمِئَة (605هـ)]: [ذِكْرُ قَتْلِ سَنْجَر شَاهْ وَمُلْكِ ابْنِهِ مَحْمُودٍ]: قال ابن الأثير: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، قَتَلَهُ ابْنُهُ غَازِي; وَلَقَدْ سَلَكَ ابْنُهُ فِي قَتْلِهِ طَرِيقًا عَجِيبًا يَدُلُّ عَلَى مَكْرٍ وَدَهَاءٍ، وَسَبَبُ ذَلِكَ: 1ـ أَنّ سَنْجَرَ كَانَ سَيِّئَ السِّيرَةِ مَعَ النَّاسِ كُلِّهِمْ مِنَ الرَّعِيَّةِ وَالْجُنْدِ وَالْحَرِيمِ وَالْأَوْلَادِ.2..3ـ وَأَخْرَجَ ابْنَهُ هَذَا (غازي) إِلَى دَارٍ بِالْمَدِينَةِ أَسْكَنَهُ فِيهَا، وَوَكَّلَ بِهِ مَنْ يَمْنَعُهُ الْخُرُوجَ..7ـ وَوَضَعَ إِنْسَانًا كَانَ يَخْدِمُهُ، فَخَرَجَ (الخادم) مِنَ الْجَزِيرَةِ، وَقَصَدَ الْمَوْصِلَ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ غَازِي بْنُ سَنْجَرَ. 8- فَلَمَّا سَمِعَ نُورُ الدِّينِ بِقُرْبِهِ مِنْهَا أَرْسَلَ نَفَقَةً، وَثِيَابًا، وَخَيْلًا، وَأَمَرَهُ بِالْعَوْدِ، وَقَالَ (نور الدين): إِنَّ أَبَاكَ يَتَجَنَّى لَنَا الذُّنُوبَ الَّتِي لَمْ نَعْمَلْهَا، وَيُقَبِّحُ ذِكْرَنَا، فَإِذَا صِرْتَ عِنْدَنَا جَعْلَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً لِلشَّنَاعَاتِ وَالْبَشَاعَاتِ، وَنَقَعُ مَعَهُ فِي صِرَاعٍ لَا يُنَادَى وَلِيَدُهُ، فَسَارَ (الخادم) إِلَى الشَّامِ..23}}..المورد31... )) فهؤلاء هم ائمة الباطل التيمية وهذه هي افعالهم وصفاتهم لاتوجدعندهم الغيرة ولا الحمية ولاالشجاعة فهم لا يغيثون حتى المستجير بهم استغلوا المناصب والقرب من الخلفاء والسلاطين والتحكم بهؤلاء الخلفاء الخمارين فقاموا بتحقيق احلامهم الخبيثة فهم حقا طابور خامس في رواق الدولة الاسلامية فصار هؤلاء الائمة اصناما تعبد من دون الله يخفى على العامة موتهم ولربما يموت الامام وبعد مرور سنين يعلن عن خبر وفاته بعد الانتهاء من تحقيق الغاية من اخفاء الموت ولا فرق بين اليوم والامس فامام الباطل موجود وامام الحق موجود والمجتمع يستطيع ان يميز بينهما لان الحق كالشمس لكن الهوى والجاه والفساد حال دون ذلك فيجب علينا تهديم تلك الاصنام المضلة الباطلة ولن يتم تهديم تلك الاوثان التي تعبد من دون الله في عصرنا هذا إلا بعد تكسيرها في القلوب بالتربية المستمرة، وترسيخ العقيدة الصحيحة في القلوب، وتزكية النفوس من تلك الأهواء والشهوات الفاسدة التي هي السبب في تكون الباطل، تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يكسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة المشرفة إلا بعد فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، أي بعد واحد وعشرين سنة من البعثة، والتي كانت كلها تربية، وتزكية للنفوس، عندئذ أزالها بعود فقط، كما يزال الزبد الطافي فوق الماء وليكن في العلم أن الباطل زاهق يقينا في وعد الله، وتصديقا بقانونه سبحانه في الكون طال الزمن أم قصر، فلتكن امة محمد جميعها من أصحاب الحق ولا تكن من أصحاب الباطل الذين قال فيهم الحق عز وجل في سورة المؤمنون: ﴿بل جاءهم بالحق،وأكثرهم للحق كارهون ﴾ فليستحضر الجميع يوم الحساب ننسى أن وراءنا يوما عبوسا قمطريرا، يوما تكشف فيه الحقائق، وتبلى السرائر، إنه يوم الدين، يوم التغابن، يوم الحسرة، يوم الندامة، يوم يتحسر أصحاب الباطل على ما فرطوا في جنب الله عز وجل يوم زوال التيمية الدواعش التكفيريين الى الابد الى مزابل التاريخ ،وهذا هو وعد الله تعالى حينما قال في سورة الأنعام وهو يصور حالتهم وندمهم وحسرتهم: ﴿ ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا: يا ليتنا نرد، ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين، بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وإنهم لكاذبون، وقالوا: إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال: أليس هذا بالحق، قالوا: بلى وربنا، قال: فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا: يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم، ألا ساء ما يزرون. وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو، وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون﴾
https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=523193
لمشاهدة المحاضرة الــ31 كاملة من خلال الرابط أدناه
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1463321400406006/
التعليقات (0)