الشعب الليبي مستبشر وبحتفل والحالة في ليبيا تعود إلى أحوالها الطبيعية .ولا أحد كان يتوقع أن تتم الأمور بهذا الشكل . ولكن البعض لاسباب في نفوسهم أو عن خطأ أو سوء تقدير للأمور في مثل هذه الاحوال خلق الفزاعات ونشر الأشاعات وصرح مرات ومرات . إن ما تم في ليبيا هو القضاء على نظام قمعي عصي بقى 42 عاما يحاول تغيير التركيبة السكانية للبلاد والأفكار والنظم والشرائع والأنسان الليبي نفسه . وهذا لم يكن عملية سهلة .فالثورة الليبية تختلف عن ثورتي تونس ومصر حيت تم أقصاء بن علي ومبارك وأستمر النظام في كل منهما بكل هيئاته ونظمه وقوانينه وقوا ت الجيش والأمن بقت لحماية الامن والبلاد وحتى حكوماته مع تعديلات أخذت الوقت لتحقيقها تدريجيا . ومع هذا لا زالت حالة الامن غير مستقرة في البلدين .إن نجاح الثورة الليبية أعقبها فراغ كلي في أجهزة الدولة . فالمجلس الأنتقالي كان ولا زال سلطه معنوية فليس له قوات أمن ولا جيش . والثوار يحفظون الأمن ويحاربون بقايا كتائب القذافي المنهزمة ويسيطرون على البلاد . وهم يشكرون على دورهم البناء والمسئول . وبدا واضحا إن الأستقرار سيحتاج الى وقت . ورغم كل الصعاب كل شئ كان يسير الى الامام والأستقرار . وكان من المفروض أن يقوم المسئولون في المجلس الانتقالي بتشجيع الشعب على التمسك بالنظام والأتحاد والعمل ونشر قصص النجاح في كل أرجاء ليبيا بدلا من المبالغة في المشاكل التي لا بد منها في مثل الحالة التي نمر بها , وقد تباري بعض أعضاء المجلس التنفيذي وعلى رأسهم السيدغوقة وغيرهم من من نصب نفسه رئيسا لمجموعة من الثوار في نشر الفزاعات والأشاعات والتصريحات مما بعث القلق والخوف بين افراد الشعب الذين يتطلعون إلى الأستقرارر والحياة الامنة. فمثلا كثر اللغط على الخلافات بين المناطق والقبائل ونادوا بالمصالحة صباحا ومساء وكأن ليبيا لا تعرف هذه الخلافات في الماضي. لقد تقاتلت المدن والقبائل والمناطق الليبية منذ الحرب الليبية الأيطالية وما قبلها . وكان الخلاف بين أجزاء البلاد ومناطقها ومدنها على أشده في فترة الأعداد للاستقلال وبعده وأستمرت حتى نهاية النظام الملكي . ومع هذا ساد الهدوء وإستتب الأمن وعادت المياه إلى مجاريها . المصالحة موضوع هام وصعب ولكن تحقبقها يجب أن يتم بالتفاهم بعيدا عن الاضواء والتعليقات حتى يتم إنشاء جيش ليبي قوي وقوة أمن لفرض القانون على الجميع ومعاقبة المذنبين حسب القانون . ويجب عدم جعل هذه المشكلة موضوعا إعلاميا رسميا يزيد من الاشاعات ويشعل الفتن .
كما اثار الدكتورمحمود جبريل سامحه الله أحدأث خيالية مثل تأليف جيش لابناء القذاقي في جنوب ليبيا مدعما بقبائل التبو ومرتزقة من مالي وهي تكهنات اثارت رعبا في المناطق النائية . كما بالغ في الصعوبات والمشاكل التي تواجه البلاد واستهلاك 60 % من إحتياطي نفط ليبيا ووووو بينما كان واجبه التهوين من هذه المشاكل وتشجيع الشعب على الأتحاد والنظام والعمل كشعار إستعملته ثورة 23 يوليو ونجح . كما أن تصريحات السيد عبد الجليل كانت غير موفقة فأثارته للشريعة الأسلام وقضايا الطلاق والقوائد في خطاب التحرير كان في غير وقته ، وخطأ فكل الليبيين مسلمين يعرفون واجباتهم الأسلامية وكل الدساتير العربية نصت على أن الأسلام دين الدولة وفي ذلك فلبجتهد المفلحون . كما أن هذه القضايا ليست جديدة على الليبيين فقد أمكن معالجتها في النظام الملكي تحت قيادة ملك مسلم متدين ولكنه كان مستنيرا في مشاكل العصر وإستمع إلى نصيحة الخبراء في هذه الشئون الحساسة. وأستمر المستشار عبد الجليل يبشر بالرخاء والمصانع البتروكمائية ومشاريع الأعمار كأنه يلقي خطاب العرش وهي مسئولية المجالس المنتخبة مستقبلا بدلا من علاج المشاكل الداخلية والأمن أهم متطلبات الفترة الأنتقالية . وأهتمام المجلس الانتقالي المتزا يد بالزيارات والاستقبلات على حساب الوضع الداخلي .العالم سيعترف بنا كما أعترف بالقذافي وستاتي الشركات للأستتمار بدون دعوة وسيأتي الرؤساء والوزراء جماعة ووحدانا في زيارات متوالية إذا إستفر الوضع الداخلي وساد الامن في البلاد . فهذا بالنسبة للدول الأجنبية مقياس إهتمامها بنا . فلا المجلس الانتقالي ولا الدكتور محمود جبريل جعل الدول الغربية تعترف بنا ، وإنما نجاح الثوار في ميدان القتال هو ما شجع الدول على الأعتراف بنا وتقديم المساعدة . الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة المؤقتة كان أكثر إنضباطا في خطابه إلى الشعب ولا نريده أن يكون متشائما ولا خياليا. ويجب أن يسارع الى مشاركة الشعب لأفكاره والأستعانة بكثير من أصحاب الراي . لقد أعجبت بما يكتبه الكتاب الليبيين في الصحافة وما تناولوه قي وسائل الاعلام من أراء بناءة ومقترحات عملية لكل اللمشاكل التي تواجها البلاد. وحبذا لو أنشئ مكتب تابع لرئيس الوزراء يجمع ما يكتب ويقال وتحليله للأستفادة منه في عملية إتخاذ القرار فنحن في ليبيا لسنا في حاجة الى خبرات عربية أو غربية وكما قال أحد شيوخنا القدامي( أحنا ما نبوش دباير نبوا فلوس ) والفلوس الان عندنا وستأتي يالبلايين .
الشئ الاخر الذي يضايقني هو موقف الدول التي ساعدتنا فقطر حسب رئيس أركانها قدمت كل شئ للثوار الليبيين والجيش القطري كان مع الثوار بالمئات في كل مدينة ليبية وقاموا بتدريب الليبيين االذين لم يعرفوا السلاح في حياتهم . وتصريح السيد عبد الرحمن شلغم كان له نصيب من الصحة رغم انه إتسم بهجوم عدائي لقطرلم يكن عادلا، كما ان الوقت لم يكن مناسبا ، رغم أن هدفه نبيل يرمي ألى إظهار المساعي الاجنبية الخفية للرأي العام الليبي لتدخل بعض الدول في الشئون الداخلية ، ومساعدة جهات ليبية على أخرى وفي الأنتخابات القادمة للالتفاف جول الثورة الليبية وخلق زعامات لجماعات معينة نعرف جميعا أهدافها وما تدعو إليه ، وهو تحذير يجب على المجلس الأنتقالي والحكومة المؤقتة إتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم السماح به من الأشقاء والحلفاء والأصدقاء والأعداء . إضافة إلى ما نسمعه يوميا من إدعاءات مسئولي دول الناتووعلى رأسهم وزير خارجية بريطانيا المستر هيج وتصربحاتهم بأنهم هزموا القذافي دون أن يخسروا جنديا واحدا مقارنة بخسارة ألاف الضحايا في أفغانستا ن والعراق، وأن فرق المخابرات ألبريطانية قامت بحماية الثوار وأعضاء المجلس الأنتقالي من مؤمرات لأغتيالهم و,أن أفراد المخابرات البريطانية تعرفوا على زعماء المعارضة الليبية قبل الثورة وزودوهم بالمعلومات والتوجيهات التي ساعدتهم على نجاح الثورة . وووو و . وقول الرئيس البشير بان السودان سلح ثوار ليبيا في كل المدن بنغازي ومصراتة والجبل الغربي والكفرة وكانت أسلحة الثوار الذين حرروا طرابلس 100% سودانية .وغيرها من التصريحات . إننا نشكر أشقاءنا وحلفاءنا عل مساعداتهم القيمة ولكن لا نريد منهم أن يمنوا علينا ، نحن نعرف أنهم قدموا المساعدة لنا لأستمرار حصولهم على مزايا إقتصادية وفرها لهم حليفهم القذافي الذي كانوا يراهنون عليه ، وكنا نتمنى أن نسمع منهم جميعا أنهم قاموا بمساعدتنا تلبية لدواعي الامن العالمي والأنساني وقرار مجلس الأمن الدولي لحماية المدنببن في ليبيا ولا شكر على واجب . وأخيرا إن الذي هزم القذافي في الميدان هم ثوار ليبيا ووقوف الشعب الليبي كله معهم يساندهم وبساعدهم ولم يتفرد أحد بهزيمة القذافي وأولاده وكتائبه المجرمة غير الليبيين ..
التعليقات (0)