مواضيع اليوم

فريق عقلنا الأخضر

نزار يوسف

2009-08-09 21:14:25

0

أثناء عودتي من زيارة صديق لي .. تصادف أن تكون واحدة من مراحل طريقي ، بجوار إحدى الحدائق العامة ، و حيث لم أنني لم أجلس منذ مدة طويلة في حديقة عامة ، قررت الجلوس قليلاً في هذه الحديقة .


كان الهدوء و السكون يلفان المكان لفاً و يلفحانه لفحاً .. صودف أيضاً مرور بائع قهوة جوال مما شجعني على الجلوس في الحديقة . أخذت كأس القهوة ناقداً البائع ثمنه شاكراً إياه دالفاً إلى الحديقة جالساً على أحد المقاعد مخرجاً سيكارتي متأملاً المناظر الطبيعية و الخَضار و الأشجار المحيطة بي بهدوء .


حانت مني التفاتة ، فرأيت مجموعة من الأطفال .. فتيان و فتيات في مقتبل .. كانوا كأنهم يقومون بأدوار تمثيلية مسرحية أو ما شابه و على رأسهم مشرف كأنه مخرج مسرحي أو ما شابه . و بجانبهم لافتة مكتوب عليها عبارة " فريق كوكبنا الأخضر " .


راقني المنظر فأخذت أتابع أولئك الأطفال و هم يقومون بأدوارهم .. كانوا بعيدين عني بعض الشيء فلم أتبين كلامهم جيداً .. كأنه كان عن النظافة .. نظافة كوكب الأرض أو شيء من هذا القبيل .


مرت فترة من الوقت و أنا أرتشف القهوة و أدخن السيكارة متقصياً بنظري ما بين الطبيعة أمامي و جمهرة الأطفال إياها . لاحظت بعد ذلك أن الأطفال انقسموا إلى مجموعات صغيرة لا يتجاوز عددها الرقم / 3 / و بدأوا يجولون على رواد الحديقة الجالسين في مقاعدها و يتكلمون معهم . خلت الأمر في نفسي بأنه ربما هي دعوة لحضور مسرحية لهم أو ما إلى ذلك .
لم يمض وقت طويل حتى اقتربت مجموعة منهم باتجاهي و بادرني أحد أفرادها الصغار قائلاً : مرحباً عمو .. أجبته : أهلاً حبيبي .


ـ عمو نحن من فريق كوكبنا الأخضر و نرجو منك رمي أعقاب السجائر أو النفايات في سلة المهملات و عدم رميها على الأرض .. إذا تكرمت .


سرني كلام الولد الصغير و أدخل البهجة إلى قلبي فأجبته قائلاً : تكرم عينك عمو .. من أي فريق أنتم قلت لي ؟؟
ـ من فريق كوكبنا الأخضر للبيئة .
ـ جميل جداً أتمنى لكم التوفيق في مهامكم ... أنا أيضاً زميل لكم .
ـ هل أنت من فريقنا أيضاً ؟؟!!
ـ كلا عمو لست من فريقكم و لو أنه يشرفني الانضمام له .... أنا من فريق آخر اسمه فريق عقلنا الأخضر . هل سمعت به من قبل ؟
ـ كلا ..!!
ـ هل تعرف ما عمل هذا الفريق ؟
ـ كلا .. !!
ـ عمل هذا الفريق يا عمو هو تنظيف العقول من النفايات الفكرية و الرواسب العقلية المتعفنة التي تضر بالبيئة العقلية .. و منع إلقاء الأوساخ الفكرية التي تثير الفرقة و الاقتتال و الدمار و الحروب بين بني البشر و التخلف و العزلة و التحجر .. فلا نجعل عقولنا سلة مهملات تلقى فيها هذه النفايات التي لها سلة مهملات خاصة بها .. و هدف فريق عقولنا الخضراء أن لا نجعلها مزبلة لكل من هب و دب ، بدءاً من أقرب الناس إلينا إلى الأبعد و لن يكون كوكبنا أخضر إذا لم تكن عقولنا خضراء . فهل تعرف كيف نفعل ذلك ؟؟
ـ أظن عمو أن ذلك يكون بأن لا نصدق كل ما نسمعه ، بل نفكر فيه أولاً .
كانت إجابة ذكية و واعية من طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره .. نظرت إلية بفخر و إعجاب و قلت له : إذن يا عمو .. يسعدني أنضمامك إلى فريق عقلنا الأخضر .
أجاب ببراءة : و أنا عمو يسعدني أيضاً انضمامك إلى فريق كوكبنا الأخضر .

نزار يوسف




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !