فرهود فضائي!

علي جبار عطية

ــــــــــــــــــــــــــ

كان مساء السبت 7-11-2009 مساء حزينا لي اذ بينما كنت اتقلب بين الفضائيات واذا بي اقع على فضائية عراقية تدعى السومرية! وكان مبعث حزني مشاهدتي لبرنامج (تلي ماج) عراقي بنسخة مشوهة فمقدم البرنامج يرتدي نظارة سوداء عريضة تذكرنا بنظارات (الضرورة) ايام الاستعراضات العسكرية وهو لم يكتف بالسخرية والاستهزاء والاستعلاء على الطلبة في احد المعاهد وانما طلب من بعضهم طلبات سخيفة تنم عن استهتار قيمي واخلاقي فقد قال لاحد الطلبة انه سيعطيه مئة وخمسين الف دينار مقابل ان يقوم بكسر نظارات عدد من الطلبة ولما رفض تركه وحرمه من المشاركة في المسابقة الموعودة!
وجاءت الفقرة المخزية في المسابقة ولا ادري كيف سمح الطلاب لانفسهم بان يكونوا موضع استهزاء من اجل جائزة قدرها مئة وخمسون الف دينار وتتلخص المسابقة لمن فاتته فرصة مشاهدتها على الشاشة الفضية انه توضع مجموعة من الكرات في ساحة وحين تبدأ المسابقة يركض المتسابقون الثمانية الى الساحة ليجمعوا اكبر عدد ممكن من الكرات والذي يجمع اقل يخرج من المسابقة حتى يظل شخص واحد ولكن حين تنطلق المسابقة يصيح مقدم البرنامج (الى الفرهود)! ويهرع الطلبة الى الساحة ويجمعون الكرات بقمصانهم بعد ان يفكوا الازرار في منظر لا يسر عدوا ولا صديقا واعترف اني شعرت باشمئزاز واحتقار لنفسي وانا ارى منظر الطلبة بالحركة السريعة فلم يبق من وسائل تدمير الشخصية العراقية والحط من شأنها الا هذه البرامج التي تنضم الى برامج الكاميرا الخفية بعيدة الذوق عن اخلاقنا وقيمنا.
واتساءل وكلي عجب الم تجد القناة غير مثل هذه الافكار البالية لتقدمها لنا بعد ان اتحفتنا ببرنامج حزورات في شهر رمضان الماضي حصدت من ورائه شركات الهاتف النقال الملايين لتظهر الاجابات بعيدة عن الواقع؟
ولماذا تعتمد القناة مقدمي برامج بهذا المستوى من الضحالة والصفاقة والاسفاف؟ ولماذا هذه الاستهانة بالشخصية العراقية وكيف نريد من العالم ان يحترمنا مادمنا نسيء لذاتنا ونحقرها بالفرهود والاستهزاء بابن الريف وترويج التسطيح والتفاهة؟
ولم يبق سوى برنامج مسابقات عن (الراشديات العراقية)!

كاتب وصحفي عراقي