مواضيع اليوم

فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان يتحدث للصوت الآخر

فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان للصوت الآخر: تحقيق اهداف الصحافة يحدد بتاريخها


حاوره : محمد زنكنه


قبل 112 عاما، سمع العالم صرخة الشعب الكوردي في اول فرصة سنحت لاستصدار اول مطبوع باللغة الكوردية ليثبت للجميع ان الشعب الكوردي لن توقفه اي من محاولات الكبت وتكميم الافواه.

ففي الثاني والعشرين من نيسان لعام 1898 شهدت مدينة القاهرة صدور اول صحيفة كوردية (صحيفة كردستان) على يد مقداد مدحت بدرخان، اي ان الغربة لم تمنع الفرد الكوردي من اسماع صوته عبر مطبوع اصبح اساسا للعمل الصحفي للاجيال القادمة.

ومنذ ذلك الحين والصحافة الكوردية في عطاء مستمرعلى الرغم من كل الظروف العصيبة التي مرت بها كوردستان.

وتعمل الصحافة الكوردستانية اليوم بتنظيم اكثر بوجود نقابة للصحفيين وقانون لتنظيم العمل الصحفي.

بعد هذه الفترة الطويلة ياترى ما الذي حققته الصحافة الكوردية للقاريء الكوردي؟ للصحفي الكوردي؟ وهل مازال الصحفي الكوردي يعمل لذات الحماسة التي عمل بها الصحفيون في الفترة الماضية؟

في لقاء خاص مع الصوت الاخر فرهاد عوني نقيب صحفيي كوردستان يجيب على اسئلتنا واستفساراتنا

 

ماذا حققت الصحافة؟

استاذ فرهاد،قرن وعقد وعامان هو عمر الصحافة الكوردية منذ صدور اول جريدة كوردية في القاهرة،بعد هذه الفترة الطويلة برايكم ماذا حققت الصحافة الكوردية للقارئ الكوردي والى اين وصلت؟

- حققت الصحافة الكوردية الكثير من المكاسب والانجازات على مختلف الاصعدة ولمختلف طبقات المجتمع،فقد صدرت اول جريدة كوردستانية في الغربة على الرغم من كل المساحات الجغرافية والسياسية التي تحتلها كوردستان.

وبمرور الزمن استطاع الشعب الكوردي ولوج عالم الصحافة برغم كل الظروف المحيطة به سواء في كوردستان ام في اي مكان وخصوصا في عاصمة الدولة العراقية بغداد ، وقد كان للصحافة الكوردية الدور الريادي في توثيق كل مامر به الشعب الكوردي من ظروف وثورات ومفاوضات واذكر منها اتفاقيتي حزيران 1966 و 11آذار 1970.

برايي ان تحقيق اهداف الصحافة يحدد بتاريخها، فلمدة عقود من الزمن كان الهدف الاساس للصحافة هو بث الروح القومية والوطنية ضد الغاصب والمعتدي والممارسات الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة.

واحب ان اذكر هنا النقلة التاريخية للصحافة الكوردية وارتباطها ببث الروح القومية لدى الكورد بصدور جريدة (تيكه يشتني راستي – فهم الحقيقة) بعد الاحتلال البريطاني للعراق عقب الحرب العالمية الاولى حيث اصبح لها الدور المؤثر في توعية الثقافة القومية للشعب الكوردي وتوجيهه في المسار الصحيح الى جانب الاهتمام بالثقافة والفلكلور والادب الكوردي.

واؤكد ان الصحافة الكوردية، ومن خلال تاثيرها القوي، استطاعت لعب دور مهم في مختلف المجالات بدليل ان من خلال صفحات تلك الصحف والمجلات انبثقت عدة مدارس فكرية وبرز العديد من الكتاب والصحفيين والمفكرين الذين اصبح لهم دور مهم في العملية السياسية في كوردستان والعراق.

واليوم نرى جيدا ان للصحافة الكوردية دوراً مهماً ومؤثراً في توعية الكوردستانيين للحفاظ على المكاسب التي حققها الشعب الكوردستاني من خلال عقود من النضال ضد الدكتاتورية.

وماذا حققت للصحفي الكوردي؟

- حققت الكثير، الصحافة الكوردية لعبت دورا مهما في تهيئة طبقة راقية من الصحفيين من متمرسين ومتخصصين وهواة، فكما تعلمون يوجد الآلاف من الصحفيين الذين يغنون القنوات الاعلامية الكوردستانية بجميع فروعها المرئية والمسموعة والمقروءة بكل ماهو جديد،وللمعلومات ايضا ان النقابة تضم اليوم اكثر من 4 آلاف عضو عامل وهذه نسبة كبيرة والاهم من ذلك ان النقابة تجاوزت المساحة المحددة لها وعبرت الى الاجزاء الاخرى من كوردستان الكبرى والصحفيين الكورد المغتربين في دول العالم.

بث الروح القومية

بعد 112 عاماً، هل نجحت الصحافة الكوردية في اعلاء الروح القومية الكوردية لدى الفرد الكوردي؟وهل للصحفي الكوردي اليوم الحماسة القومية نفسها التي كانت لدى الصحفي في العهود الماضية؟

- نعم، نجحت نجاحا كبيرا في بث الروح القومية والوطنية والحث على مقاومة الدكتاتورية منذ صدور اول صحيفة كوردية.

ولكن ومع مزيد من الاسف يوجد الكثير من الكتاب والصحفيين الذين يشككون في كل شيء ضمن كتاباتهم فهم لايرون الوجه الجميل للتجربة الكوردستانية.

اكل مااتمناه من الزملاء الصحفيين تصحيح المسارات الخاطئة بتصحيح الخطا ووضع اليد على نقاط الفساد والمشكلات والتهميش وان نتعلم من القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز (ويل لامة من لم يقل للمحسن احسنت وللمسئ اسأت)

لذا اتمنى ان تكون رسالة الصحفي ناضجة ومفهومة وان تشخص الخطا وتبارك للمخلصين جهودهم في هذا البلد.

لسنا نقابة احزاب

الصحافة الكوردية مرت بمرحلتين، مرحلة غير نقابية و اخرى نقابية، اليوم للصحفي الكوردي نقابة تتبناه وتدافع عنه ولكن كثيرا ماتتهم بانها نقابة احزاب ومحاصصة وكوتا للاحزاب السياسية في كوردستان، كيف تردون على ذلك؟

- هذا صحيح، فقد اتهمنا عدة مرات باننا نقابة احزاب وندافع عن مصالح الاحزاب اكثر مما ندافع عن الصحفي ولانضم في ضفوفنا الا الصحفي المنتمي الى الاحزاب.

لكنني اقول واؤكد ان مهنية النقابة التي اثبتناها اكثر من مرة خير شاهد على حقيقة النقابة لكن كما يقول المثل فان الشجرة المثمرة تحذف بالحجارة.

لقد استطاعت نقابتنا ومنذ تاسيسها قبل اكثر من عقد تقديم 3 مشاريع للعمل الصحفي تحولت الى قوانين شرعها برلمان كوردستان واقصد هنا (القانون رقم 4 لسنة 1998 الخاص بتشكيل النقابة، والقانون الثاني قانون صندوق التقاعد الصحفي لعام 2001 حيث بامكان الصحفيين غير الموظفين في الدولة اخذ رواتب تقاعدية من النقابة بعد بلوغهم ال63 او بعد 25 سنة من الخدمة الصحفية ،اما القانون الثالث فهو قانون تنظيم العمل الصحفي في أقليم كوردستان والذي استغرق اعداده وتنقيحه 3 اعوام ويعتبر من اهم القوانين في الاقليم وخصوصا بعدما رده رئيس اقليم كوردستان للبرلمان لرفضه اي نقطة تحد من حرية العمل الصحفي) قبل المصادقة عليه.

كاك فرهاد، كلامك ياخذنا الى موضوع مهم الا وهو العلاقة بين الصحفي والمؤوسسات الامنية فغالبا ما يتعرض الصحفي لمضايقات نتيجة لعدم وجود تفهم بين الصحفي وبين من يرتدي البزة العسكرية ولديه اوامر صارمة تمنع اي احد صحفي كان ام غير صحفي من التقرب لمكان معين او لجهة معينة، برايكم الم يحن الوقت للتوصل الى حل يخفف على الاقل هذه التصرفات؟

اجل نحن نعاني من تلك المشكلة وعلى ضوء تلك المعاناة نظمنا العديد من الندوات لوزارات الداخلية والعدل والمؤسسات المختصة للشرطة والآسايش والسادة القضاة والقانونيين، ووزعنا اكثر من الف نسخة من نص قانون العمل الصحفي.

البداية كانت من القاهرة

البداية كانت من القاهرة، وكل صحفي كوردي يتوق اليوم للاطلاع وعن قرب على هذا التاريخ الحافل والغني للعائلة البدرخانية في المدينة التي شهدت ولادة اول صحيفة كوردية (كردستان) وخصوصا بعد افتتاح المكتبة البدرخانية، لكن القوانين الصارمة للسفر في مصر هي اكبر عقبة تقف حائلا دون تحقيق هذه الامنية للكثير من الصحفيين، كنقابة صحفيين ان وصلت محاولاتكم في هذا الموضوع؟

- في العام الماضي واثناء احتفالنا بالعيد الحادي عشر بعد المئة للصحافة الكوردية ، تمت دعوة العديد من الزملاء الصحفيين من جمهورية مصر العربية منهم الزميل محمد حسن البنا مدير تحرير جريدة الاخبار المصرية ورجائي فايد الخبير في الشؤون الكوردية والعديد من اعضاء اتحاد الصحفيين العرب وصحفيين من جريدة الاهرام، لكن الكثير منهم ولاسباب خارجة عن ارادتهم لم يتمكنوا من المجيء لكوردستان باستثناء محمد البنا ورجائي فايد وقد عاتبنا زملاءنا بسبب عدم وجود علاقات ثقافية وصحفية بيننا وبين مصر في حين ان الكثير من الوشائج الطيبة تربطنا بالاخوة في مصر عبر التاريخ وخصوصا بوجود رواق للكورد في مصر ولاننسى ايضا ان الاذاعة المصرية في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هي اول اذاعة عربية ضمت ضمن برامجها قسما للغة الكوردية.

نعم انني اعاني من هذه المشكلة لرفض اعطائي تاشيرة الدخول لمصر لاسباب لاتمت للواقع بصلة، لماذا يمنع نقيب صحفيي كوردستان او اي صحفي كوردي آخر من زيارة مصر؟ هم ينظرون الى العراق كبلد مصدر للارهاب والمشكلات الى الدول العربية في حين اننا في الاقليم لسنا من دعاة تصدير الارهاب ولاننتمي اليهم ونامل من حكومة مصر اعادة النظر في هذه المسالة واعادة الثقة في نقابة صحفيي كوردستان.

الازدواجية في العمل الصحفي

هناك مشكلة يعاني منها الصحفيون وتعاني منها النقابة شخصيا الا وهي التسمية الحقيقية للصحفي والخلط مابين الكاتب والصحفي، فهناك من هو عضو في اتحاد الكتاب وفي نقابة الصحفيين في ذات الوقت،مع ان النظام الداخلي للنقابة وضع التعريف الحقيقي للصحفي،ماهي حلولكم لوضع حد لتعريف واضح وصريح كون الكاتب كاتبا والصحفي صحفيا؟

- الخطا في هذه المسالة هو ان المؤوسسات الاعلامية هي المسؤولة عن ذلك فالنقابة لاتزكي من هو الصحفي بل هذه مهمة المؤوسسات الاعلامية التي تؤيد وتؤكد كون فلان صحفيا يعمل في المجال الفلاني.

بالنسبة لقانون نقابة صحفيي كوردستان فان هناك شروط اساسية لقبول العضو الا وهي : ان يكون عاملا في احدى القنوات الاعلامية ويكرس جل وقته للصحافة ويحمل احد العناوين الصحفية.

المؤسسات الاعلامية على هذا الضوء تزكي اعضاءها،ولهذا صادفنا الكثير من المشكلات لاننا لسنا على اطلاع على سجل كافة الصحفيين في كوردستان.

واليوم وبعد فسح المجال والابواب لعضوية النقابة مرة ثانية وضعنا عدة لجان متخصصة للاطلاع على ماهية من ينتسب للنقابة ولن نعتمد اعتمادا كليا على كتب التاييد الصادرة من المؤسسات الاعلامية لذا نرجو من الصحفيين ان يكونوا صريحين وصادقين معنا.

وعن طريقكم ايضا اعلن ان لنا خطة لتصحيح الاخطاء التي وقعنا بها سابقا باعداد ورقة عمل للمؤتمر القادم الذي سيعقد في اواخر هذا العام نوضح فيها المسارات العامة.

ونتمنى ايضا ان يكون الصحفيون اداة لتصحيح كل الاخطاء.

واخيرا اهنئ كل صحفيي كوردستان بمناسبة الذكرى 112 للصحافة الكوردية.

 

 

مجلة الصوت الآخر  العدد 287

الاربعاء 21/4/2010

 

http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=10466





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !