السلام عليكم ...
"اغسل فمك بالعسل والسمن عاد تهضر على فرنسا"
فرنسا هي الإستعمار هي الأبدية هي الإنتظار والإنتصار هي الملاذ هي اللغة هي المبدأ هي الحرية هي الديموقراطية هي الملجأ هي المفر هي الجمال هي العزة هي الكرامة هي المال هي الإستقلال هي النار هي الروح هي العقل هي الجسد هي العائلة هي الحضن هي البيت هي الأب الرؤوف هي الأم الحنون هي الأخ والشقيق هي الدفئ هي الفرجة والمتعة هي فرصة العمر هي عملة نادرة هي الكلمة الجميلة هي الماضي هي الحاضر هي المستقبل هي الحب الأول والأخيرهي الرمز هي المثًل هي النموذج هي الفرحة هي الصديق هي العدو هي الحزن هي الألم هي الدموع هي الإبتسامة, نعم إنها فرنسا حبيبةالروح التي لن تفارق قلوبنا مهما كلف الأمر.
1 عندما لا تفارق فرنسا أفواهنا وكلماتنا وحروفنا, عندما لا نستطيع أن نكمل جملة بدون الإستعانة بكلمات فرنسية, عندما لا نستطيع أن نبدع إلا بالإستعانة بمبدعين فرنسيين أو درسوا في فرنسا, عندما لا نستطيع أن ندير مشاريعنا إلا بالإستعانة بمدراء فرنسيين, عندما لا نستطيع أن نطبخ أكلنا ونحن الذين نعرف في الطبخ ما لا يعرفه العالم بأكمله, إلا بالإستعانة برؤساء طبخ فرنسيين, عندما لا نستطيع أن نكون في رأس إدارة كرة القدم إلا بالإستعانة بمدير فرنسي, عندما لا نستطيع أن نتعب أنفسنا بإنشاء قانون أو مشروع قانون إلا بالإستعانة بقوانين فرنسية, عندما لا نستطيع أن ندرس ونعلم أولادنا إلا بالإستعانة ببرامج فرنسية, عندما لا نستطيع أن نجمع قاذوراتنا إلا بالإستعانة بشركات فرنسية...
2 القضاء, العدل, التعليم, الإقتصاد... كلها تسير بنماذج طبق الأصل لمشاريع فرنسية أثبتت نجاعتها في فرنسا, إلا في المغرب لم ينجح أي شيء أتى من أوروبا, وهاهي مدونة السير التي أتى بها الوزير غلاب إلى المغاربة من السويد تفتح باباً آخر من أبواب جنات الآخرين التي ستصبح لا محالة جحيم المغاربة.
3 فرنسا غاليتي, حبيبتي التي أحببتها منذ الصغر, كلمة جميلة في النطق, كبيرة في المعنى, كلمة مهما بحثتم عن معناها ومهما حاولتم البحث فلن تجدوا غير الجمال والإبداع الفرنسيين اللذان ليس لهما مثيل, فرنسا التي أتت إلى المغرب وضمنت حمايته من المستعمر البريطاني الشرس, لن يكون جوابنا عليها بالخروج سنة 1956 بل أننا أيضاً لم نطلب منها البقاء, بل فتحنا لها الأبواب وكل الأبواب من أجل أن تبقى فرنسا دائماً بيننا في حياتنا وفي معيشتنا وفي كلامنا وفي كل شيء متعلق بنا.
فرنسا التي أفنى أجدادنا شبابهم في الدفاع عنها وفي بنائها, الآن يجب أن تكون أكثر لطفاً وأكثر حناناً وأن تكون ودودة محبة, لا متعصبة ولا ناكرة للجميل, فرنسا التي ملأنا بها عقولنا, فرنسا التي سرقت منا شبابنا وفلذات أكباد أهلنا, فرنسا التي بدونها لا يكتمل أي مواطن مغربي, ولن يكتمل لأنها السر الذي يجعل الجميع ينظر إليها بعين الرضى.
4 عندما نتكلم عن فرنسا بهذه الطريقة ليس تعبيراً منا على ضعفنا وخضوعنا وخنوعنا لهذا البلد, بل بالعكس هذا الكلام هو تعبير عن الحب الصادق والإمتنان لفرنسا الجميلة التي بنت المغرب, كما أجدد امتناني وامتنان الكثيرين من المغاربة, للحكومة الفرنسية في كل العهود لأنها بنت لي بيتي الإسمنتي القوي وبنت لنا بيوتنا التي نحتمي فيها من الحر في الصيف, ومن المطر في الشتاء, ومن البرد القارس, لن أركز على البيوت فقط بل إن فرنسا بنت المغرب ككل, طرقاته, سكك حديده, مطاراته, وموانئه وكل شيء فيه, نعم لقد بنته فرنسا التي نسميها "استعمارية" وهي في الحقيقة غير ذلك, بنته في ظرف 30 سنة من الحماية, الشيء الذي عجز عنه سياسيونا "سامحهم الله" في ظرف أكثر من نصف قرن من الزمان.
5 إن دعاة اعتذار فرنسا لدول المغرب "العربي" في ما يسمى ب "الحقبة الإستعمارية" هو مجرد تفاهات وترهات ينطق بها السياسيون الفاشلون كلما كان لديهم فراغ سياسي وذلك لإعطاء شعوب المنطقة ما يشغلهم عن حياتهم المعيشية وعن حقوقهم المهضومة من طرف هؤلاء الدعاة الكاذبين.
إن حبنا لفرنسا يزداد وينموا يوماً بعد يوم, ولن تهتز صورة فرنسا أبداً في أعيننا ما دمنا نعيش وما دمنا ننطق بلغتها الجميلة, وما دمنا نحترمها ونقدر ما فعلته لأجلنا. ويبقى الشموخ الفرنسي حاضراً بكل تجلياته في المجتمع المغربي, هذا الأخير الذي يعرفه الفرنسيون أشد المعرفة, بحكم الإحتكاك الكبير بين الشعبين الفرنسي والمغربي.
عبد الله بولحيارا
الولايات المتحدة ألأمريكية
deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)