المتابع هذه الأيام للخطاب الرسمي الجزائري، والإسناد الداعم له من قبل ما يعرف عندنا بالأسرة الثورية، يعتقد، أو لنقل يجزم، بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بأزمة حادة وعميقة، تهدد بأوخم العواقب مصالح البلدين وتطلعات الشعبين... وشخصيا لو لم أكن جزائريا وأعيش منذ ولدت بالجزائر فيها، وملمّ بطبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية، وعارف بنظرة مسؤولينا لفرنسا وللمستوى الذي يصرون على أن تكون عليه هذه العلاقات... لولا هذه الخلفية لقلت بأن الجزائر على وشك إعلان الحرب على فرنسا، أو على الأقل أننا بصدد قطع علاقاتنا مع مستعمرنا بالأمس. وللمغالطين (برفع الميم وفتح الغين) والواهمين والمطبّلين لحرب الأوهام، نقول بأنه سبق وعشنا أجواء مماثلة أعطتها تصريحات وزير المجاهدين وأمين عام الأفالان، الذي كان يومها رئيسا للحكومة، أبعادا أقل ما يقال عنها أنها حادة وعنيفة، لكن عندما زار نيكولا ساركوزي الجزائر ودفن صراخ منتسبي الأسرة الثورية بتصريحه الشهير الأبناء لا يعتذرون عن تصرفات الآباء، يومها حصد رجل الإليزي القوي صفقات قاربت أو جاوزت قيمتها سبعة ملايير أورو، ليبتلع في أعقاب ذلك الشريف عباس والسعيد عبادو وعبد العزيز بلخادم ومن لف لفهم، ريقهم وكلامهم ومواقفهم وتصريحاتهم، وحتى ألسنتهم إن أرادوا، ثم لاذوا بالصمت لأشهر قبل أن يعودوا ثانية للتهويل وسيعودون لصمتهم خلال أيام... فلماذا يكرر هذه الأيام نفس الصراخ، وفرنسا ستحصد بمناسبة زيارة الرئيس بوتفليقة لباريس هذه الصائفة نفس الحصاد. أما لـالغالطين، وهم البسطاء من منتسبي الأسرة الثورية، فنقول لا تصدقوا مروجي الزيف والأوهام، لا لأن العلاقات الجزائرية الفرنسية بخير وهي بالفعل كذلك، ولكن لأن لمروجي الحرب الوهمية، أرصدة هناك في البنوك الفرنسية، وهم وأبناؤهم وبناتهم يقيمون ويدرسون هناك، وفي أدنى الاحتمالات يقضون عطلهم في عاصمة الجن والملائكة... هذا إذا كانوا يدرسون بالجامعات البريطانية أو الأمريكية، أما دون ذلك فالجزائر لا يعودون إليها إلا لزيارة الأهل والأقارب والاستمتاع بشمس الجزائر والتخلص من برد الغرب القارس. اتقوا الله يا ناس... السلع الفرنسية، من سيارات وتجهيزات وملابس خارجية وداخلية تأتي من فرنسا بالأطنان التي قد نعجز عن معرفة حجمها، والطائرات الرابطة بين مطارات البلدين لن تتوقف لا اليوم ولا غدا، وسفر المسؤولين الجزائريين للعلاج هناك سيستمر ما داموا أحياء، ومجلس وزرائنا يدرس ملفات البلد باللغة الفرنسية التي يتقنها أبناء كل المسؤولين وبنفس مستوى الأطفال الفرنسيين، أما دون ذلك فمجرد هراء وكلام فارغ، فهل أنتم منتهون؟
المصدر:العربي زواق - الخبراليومي في :مجرد رأي. |
التعليقات (0)