علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــ
سمعته كما سمعه الركاب معي في الباص الاصفر وهو يتحدث بصوت جهوري يذكرني ببعض الساسة من ذوي الوجهين حين يتكلمون في الفضائيات المناوئة للتغيير النيساني … هذا الرجل هو شاب معافى في منتصف الثلاثين غادر العراق سنة 1999 وعاد تواً لكنه ما ان سأله رفيقه عن حاله حتى انهال بالشتم على الوضع برمته قال : ان الوضع يسير من سيىء الى أسوأ وان الانتخابات القادمة ستأتي بحرامية جدد يشرعون قوانين تتيح لهم اخذ الاموال العامة بطريقة قانونية ! وحين سأله صاحبه عن وظيفته الحالية قال انه تخرج في معهد المعلمين ولم يعين لحد الآن ثم أردف : لقد ذهب احد أقربائي الى احد المسؤولين الذي يدعي انه دكتور وعرض عليه حاله وقال له : انا شاب ولدي عائلة اعيلها وقد تخرجت في كلية الادارة والاقتصاد واريد ان احصل على وظيفة فاجابه الدكتور قائلاً : عجيب كيف لم تعين وأنت خريج كليتين هما الادارة والاقتصاد ! وأضاف معلقاً : اتضح في ما بعد ان هذا الدكتور خريج ابتدائية وقد زور شهادته ولذا لم يعرف ان كلية الادارة والاقتصاد هي كلية واحدة ! واود هنا التعليق على ادعاءات هذا الرجل مفتول العضلات فأقول : اين عشت منذ سنة 1999 ولحد الآن ؟ ولماذا لم تطلب التعيين حين تخرجت في المعهد المذكور وما ذنب الحكومة الحالية او الحكومة التي تأتي بعدها في كونك كنت خارج العراق طوال عقد من السنين وكيف تريد ان تحصل على وظيفة في التوقيت الذي تحدده انت وكان يمكنك ذلك بعد سقوط الطاغية فتوفرت وقتها فرص اخذت تقل مع عودة تاركي الوظائف الحكومية لتدني رواتبها فهل تتوقع ان فرصة العمل تأتيك وانت هناك في البلد الذي كنت فيه تقيم عند الطلب ؟ ثم هل تتوقع وانت عائد ان تجد ان قنينة الغاز بمئتين وخمسين ديناراً لتحكم على بلدك بأنه مستقر ناسياًَ ان قنينة الغاز بهذا السعر الرخيص كان يرافقها جبل من العبودية وتلال من الهم اما القنينة التي نشتريها بسبعة آلاف دينار فان فرق السعر هو ثمن الحرية وافرض جدلاً ان المسؤول الذي تقول انه مزور باق في منصبه الان فان هذا لا يعني انه باق غداً وذلك لان تحول الدولة من نزوات افراد الى دولة المؤسسات كفيل بوصول رياح التغيير الى هؤلاء المزيفين سواء كانوا في البرلمان ام في الحكومة . ان الذي يفكر مثلك هذا التفكير اما ان يكون ساذجاً سذاجة سياسية واما يكون ذا غرض يحاول من خلاله اثارة الناس ضد حركة الحياة وهذا واضح من اسلوبك في عرض افكارك وإلقائها بصوت عال وسط اكثر من خمسين راكباً يوجد فيهم الكثير ممن ينظر للامور نظرة موضوعية تختلف عن نظرتك الاحادية السوداوية المصلحية واحمد الله انك لم تعين بعد فاذا كنت تحمل كل هذا الحقد على البلد وناسه فماذا سوف تقول لتلاميذك الصغار وهم يتلقون افكارك السود !؟
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)