فرقة راقصة من الصم والبكم تبهر المصريين والعالم

  تقرير : محمد زنكنه

كثيرا مايياس الانسان من حياته عندما يكون فاقدا لحاسة من حواسه..ولكن من منا كامل؟

الا ان الانسان بطبعته المتحدية للمستحيل لايسكت احيانا عما يقف عقبة امام تحقيق ذاته..وهذا مافعله (الصامتون) وهم فرقة فنية راقصة مصرية ابهرت الجميع بقدرات اعضائها وتحديهم للمستحيل الذي بات لايشكل اي اهمية في حياتهم.

عرفت هذه الفرقة عن طريق موقع الفيس بوك والصديقة العزيزة السيدة ريم نور ومجموعتهم وزودتني مشكورة بمعلومات عنهم ومن اعجابي بمايقدمونه ولتعريف قرائنا بنتاجاتهم الفنية تكرم علينا رئيس الفرقة الفنان المبدع رضا عبد العزيز الملقب ب(بتهوفن مصر) بهذا اللقاء الذي سنسلط فيه الضوء على اعمالهم ومشكلاتهم التي تواجه طريقهم وخصوصا مع مسؤولي الدولة

تاسيس الفرقة

فرقه الصامتين للاداء الحركى هى اول فرقة استعراضية من الاطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة فاقدي السمع بالعالم .

اي ان جميع أعضاء فرقة الصامتين (من الصم والبكم في مصر)

تاسست الفرقة من قبل الفنان رضا عبد العزيز مؤسس ومخرج عروض الفرقة من اجل توظيف الفن الهادف والراقي لدمج الصم بالمجتمع ، واتجه إلى تأسيس فرقته عندما لاحظ أن العروض الفنية التي يقدمها الصم بلغة الاشارة الخاصة بهم لا تحقق التواصل والتفاهم بينهم وبين العاديين فأراد أن يبتكر لغة ثالثة كما يسميها عبر توظيف الفن لتحقق التواصل والتفاهم بين الصم والعاديين وابتكر اتجاهه الفني الجديد ليصبح بذلك أول اتجاه فني من نوعه بالعالم العربي وأفريقيا ، وعلى طريقة الموسيقار العالمي الأصم بيتهوفن تدرب أعضاء الصامتين على يد مخرجهم ومؤسس الفرقة الذي اتخذ من اسلوب بيتهوفن في التعامل مع الموسيقى وحيا وإلهاما في تجربته مع أبطاله الصم واختار (الصامتون) ليكون اسم فرقتهم ويعبر به عن عالمهم الصامت الساكن .

بتهوفن مصر

الفنان رضا عبدالعزيز رئيس الفرقة يلقب ببتهوفن مصر,التسمية هي نسبة للموسيقار العالمي فان لدفيتش بتهوفن الذي اصيب في اواخر حياته بالصمم ومع ذلك استمر بالعطاء حتى اخر ايام حياته ..مع انه كان يبكي بعد انتهاء كل عرض موسيقي لانه لايسمع مايؤلفه,وهذا بحد ذاته ماساة كانت من الممكن ان تقضي على الموسيقار العظيم الذي مازالت موسيقاه تشنف الآذان.

وعلى خطى بتهوفن يقدم لنا اليوم الفنان رضا تجربة فريدة من نوعها يمكن لكثير ان لايستوعبوها لكنها حقيقة.

يقول الفنان رضا: بتاسيسي لفرقة الصامتين ابتكرت اتجاها فنيا مختلفا عما هو موجود ،للاتجاه الفني الذي نسلكه مع الصامتين منهجه واسلوبه الخاص ومفهومه وادواته الخاصة التى اسعى بها لتحقيق هدفنا الاساس وهو توظيف فن الرقص المسرحى الحديث لدمج الصم فى المجتمع بشكل انسانى بحت وباسلوب فنى بهيج وجعل الصامتين يتحدثون بالفن والابداع الى العالم كما اجتهدنا لصنع مبدعين صم قادرين على التحدي والابداع فى مجال يعتمد بالاساس على حاسة السمع التى لايتمتعون بها.

وهدفي الاساس هنا هو خدمة الانسانية واثبات ان الانسان يصنع المستحيل ولاشيء يقف حائلا امامه لانه اجمل واعقل خلق الله وهو الذي يطور العالم.

اريد ان اذكر هنا بعض العظماء الذين كان لهم دور عظيم في خدمة المجتمع والبشرية والذين لم يقف العوق امام طريقهم امثال ستيفن هوكينغ وبتهوفن وغيرهم كثير فالانسان ماحاول ومااراد ولاشيء اقوى من ارادة الانسان الا مااراده الله تعالى.

نريد ان نطوف كل العالم

ان جلس الانسان في مكانه منطويا متقمقما فلن يسمعه او يعرفه احد لذا حري بالانسان ان يطور ارادته بالدوران والانتقال من مكان لآخر كي ينقل رسالته الانسانية الخيرة.

السفر من مكان لمكان امنية (بتهوفن مصر),فهذه الطريقة تجعل الفرقة ورسالتها معروفة لدى الجميع بمختلف القوميات والشعوب لان الاهم هنا هي الرسالة الانسانية وليست اللغة الناطقة وخصوصا بعدما اشاد الكثير من اساتذة الفن بماقدمته الفرقة من ابداعات.

يقول رضا : الاتجاه الفني الجديد مع الصامتين فرض نفسه بقوة على الساحة الفنية واشاد به كبار فنانى ونقاد الرقص المعاصر بمصر واوروبا ، لذا فان امنيتي الوحيدة ان اطوف العالم بهذه الفرقة واتطلع للوصول بهم الى العالمية لتمثيل مصر تمثيلا مشرفا فى مختلف المهرجانات الدولية والعالمية ليتحقق حلمى فى جعل هؤلاء الاطفال الصامتين بفنهم واجهة حضارية مشرفة للثقافة المصريه وبالشكل الذى يليق بمكانة وريادة مصر على المستوى الاقليمى والدولى.

كما اتمنى ان اقدم عروضا في العراق وفي اقليم كوردستان كي يعرف المواطن العراقي من نحن ومن نكون وماهي رسالتنا فكلنا بشر مهما كنا مختلفين من حيث اكتمال اعضاء الجسد او عدمها فلا كامل فينا.

ومهما اختلفت لغاتنا وعاداتنا وتقاليدنا يبقى الرابط الانساني هو الرابط المقدس الذي يربطنا ببعض.

لم نلق الدعم الذي يليق بنا

كل عمل بعد ان توضع له الخطة والخطوط العريضة بحاجة لدعم وتشجيع لضمان استمراريته,هنا يعاتب الفنان رضا وزارة الثقافة المصرية كونها لم تدعم الفرقة بمايليقها وشدد على ضرورة ان يكون للوزارة دور كبير في دعمها للفرقة التي لاتريد لمصر وللانسانية الاخيرا.

يقول بتهوفن :يعتبر فن الرقص من الفنون التي ابتدعها اجدادنا الفراعنة فهذا تراث لابد ان نحتفظ به,ونحن فرقة الصامتين لنا الحق الاكبر على وزارة الثقافة والتي لم نتلق منها الدعم الكامل الذي يليق بنا,برايي انه كان على الوزارة دعمنا بقوة فنحن نبتكر لغة جديدة نكلم بها العالم عن طريق فننا ومانقدمه من عروض ولوحات من شانها ان تثبت للعالم اننا بشر نتحدى المستحيل ونثبت المقولة ان لاياس مع الحياة ولاحياة مع الياس.

لذا نناشد الوزارة دعم هذه التجربة الفريدة والوحيدة في العالم واحتضانها وتوفير الدعم المالى والفني الذى يليق بها و بحجم الانجاز الذى حققناه وندعو الكل الى الفهم الحضارى للمسرح الراقص الذى هو ارث اجدادنا الفراعنة رواد هذا الفن وصانعوه الاوائل والذى اقتبسه الغرب فيما بعد من حضارتنا وصاغوه بالشكل الذى يتناسب وثقافتهم ونسبوه الى انفسهم رغم ان الفراعنة هم رواد كل الفنون فى العالم كما هو معروف.كما يعتبر دعمهم لنا التفاتة انسانية لذوي الاحتياجات الخاصة الذين حفروا في الصخر ليتحدوا عدم قدرتهم على السمع والكلام وبذلك خرجوا من محبس الصمت الى الحرية التي هي من حق كل انسان من ومهما كان.

انجازات الفرقة

حققت الفرقة مع عمرها القصير انجازات اكبر من المتوقع فقد وصفت مشاركة الفرقة بالمهرجان السابع للفن المسرحي الحديث بمفاجاة المهرجان.

وعن انجازات الفرقة يقول رضا :

حققت فرقتنا نجاحات اكبر من المتوقع بتجربتها الفنية والانسانيه الجديدة من خلال مشاركتها في مهرجانات مختلفة داخل مصر وخارجها فقد شاركنا فى المهرجان الدولى السابع للفن المسرحى الحديث بدار الاوبرا المصرية وفي عروض فنية في المركز الثقافى الفرنسى وعروض اخرى وبجامعة القاهرة و مدينة نصر وبساقية عبد المنعم الصاوى وقاعة السلام للمؤتمرات ومركز الشلالات الثقافى بالاسكندرية وبمكتبة الاسكندرية ومركز سوزان مبارك للعلوم الاستكشافية والمركز القومى لثقافة الطفل والمسرح المكشوف بمحكى القلعة وبقاعة الاحتفالات بالمدينة الرياضية بعمان فى الاردن .

وأشاد بالفرقة كثير من المنظمات والهيئات الدولية والمراكز الثقافية داخل مصر وخارجها إلى جانب كبار النقاد والفنانين المصريين منهم الناقد المسرحى د.رفيق الصبان والفنانة حنان ترك والمخرج الكبير وليد عوني الذى وصفها فى كلمة افتتاح المهرجان السابع للفن المسرحى الحديث بانها مفاجأة المهرجان وبان تجربتهاتطور لفن الاداء الحركى(الانيميشن)

فضلاً عن الفنانات سهير المرشدى شيرين والفنانة نهال عنبر وناديه رشاد وصفيه العمرى والفنانة لبلبة و الفنان حسين فهمى والمطرب خالد سليم الذى تأثر كثيرا بفرقه الصامتين وقدم اغنيته الشهيره كارت احمر بلغة الاشارة والفنانة الايطالية ارمينيا كامل مديرة فرقة باليه اوبرا القاهرة والمخرجة الفرنسية كارين سابورتا والمستشار الثقافي الفرنسى بالقاهرة ووفد اتحاد المعاقين الفرنسيين والسفير الامريكى السابق بالقاهرة فرنسيس ريتشارد دوني ، ووصفوها بأنها اضافة للثقافة المصرية والعربية وطالبوا وزارة الثقافة بتبني الفرقة ونشر تجربتها في مختلف مدن ومحافظات مصر وتصديرها للعالم ومضاعفة الاهتمام بالفرقة وتوفير الدعم المالي والفني لها حتى يتضاعف النجاح الذي حققته.

امنيات بتهوفن

لكل منا امنيته وطموحه في الحياة وهدف يريد الوصول اليه ويعمل المستحيل لاجله ويضحي بكل غال ونفيس لاجله.

سالنا الفنان رضا عن امنياته فاجاب: اتمنى ان اثبت للجميع ان لاشيء يقف امام الانسان , وان الانسان هو قاهر للمستحيل فكلنا نذكر عميد الادب العربي طه حسين مع انه فقد عينيه فقد ابدع في مجاله ولامبدع من بعده.

اتمنى ان اطوف العالم باكمله واعرف الناس بفني وابداع اعضاء فرقتنا كما اتمنى ومن كل قلبي ان تنال فرقتنا الدعم اللائق بها من وزارة الثقافة وان تكون سندنا دوما في مسيرتنا الفنية.

وشكرا لمجلتكم الغراء لهذه الالتفاتة الانسانية وعن طريقكم نقدم اجمل تحياتنا لاخواننا العراقيين ولاخواننا الكورد ويارب تدوم المحبة ويدوم الود لخدمة الانسانية.

بطاقة تعريفية

 الفنان رضا عبد العزيز

 مخرج ومؤلف ومصمم عروض ذوى الاحتياجات الخاصة بالادارة العامة لثقافة الطفل المصرى .

 منسق شعبة ذوى الاحتياجات الخاصة بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة

 مستشار دمج ذوى الاعاقات فى المجتمع بمختلف مؤسسات المجتمع المدنى

 خبرة 12 عام بالعمل الجاد والطموح فى مجال ذوى الاعاقات الذهنية والسمعية بمختلف المراكز والهيئات المصرية

ناشط بمجال ذوى الاحتياجات الخاصة بمصر والعالم العربى

 حاصل على العديد من الدورات التدريبية لاعداد معلمى التربية الخاصة وتطوير تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة من المجلس القومى للامومة والطفولة

 مؤلف كتاب الدراما والطفل الاصم الذى يهدف الى تفعيل دور الانشطة التربوية داخل مدارس ومراكز التربية الخاصة بالعالم العربى ، واشاد به قسم حماية الطفولة بمنظمة اليونسيف الدولية 2003 وفى نهاية عام 2008 اعتمدت وزارة التربية والتعليم كتاب الدراما والطفل الاصم بمكتبات مدارس الوزارة ليكون مرجعا للعاملين بمجال الاعاقه السمعيه .

 مؤسس ومدرب اول فرقة مسرحية استعراضية من ذوى الاحتياجات الخاصة السمعية بمصر والعالم العربى من اجل توظيف الفن الهادف لدمج ذوى الاعاقات فى المجتمع حققت نجاحات رائعة واشاد بها خبراء ذوى الاحتياجات الخاصه .

صاحب تجارب فنية متميزة مع الاطفال المعاقين ذهنيا من اجل العمل على دمجهم فى المجتمع.

صاحب مشروع اقامه اول مهرجان عربى لابداع ذوى الاحتياجات الخاصه تقدم به لوزير الثقافه المصرى ولا يزال قيد الدراسة .

 قام بتقديم مشروع لمستشار التربية الخاصة بوزارة التربيه والتعليم يهدف الى تطوير تعليم ذوى الاحتياجات الخاصه فى مصر باتباع استراتيجيه الدراما فى تعليم الفئات الخاصه .

 قام بتقديم مشروع لوزارة الاعلام المصريه يهدف الى بث برنامج عن ابداع ذوى الاحتياجات الخاصه من اعداده وتقديمه .

شارك فى تمثيل مصر رسميا بالمهرجان الدولى السابع للفن المسرحى الحديث بدار الاوبرا المصريه 2006 بفرقته من ذوى الاعاقه السمعيه فى سابقه هى الاولى من نوعها بالعالم العربى وافريقيا

قام باخراج مهرجان عيد الام الواعية بجامعة القاهرة وبتصميم عرض افتتاح المهرجان 2006

 قام بتصميم واخراج عرض افتتاح مهرجان الشلالات الثقافى بالاسكندريه وسط حضور اعلامى ورسمى رفيع المستوى 2003

 اخرج افتتاح مهرجان الاعلان العالمى لحقوق الطفل المعاق بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة 2005

قام باخراج مهرجان الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الادمان بقاعة السلام بمدينة نصر 2003

قام باخراج عرض ختام الدورة التدريبية بالمجلس القومى للطفولة والامومة بفندق المعادى 1999

 قام بعقد ندوة حاضر فيها عن تجربته الفنية المتميزه مع ذوى الاحتياجات الخاصه والتى اشادت بها منظمة اليونسيف الدولية بورشة العمل التى اقامها مركز الانتاج الفنى بقطاع الفنون التشكيلية بمركز الفسطاط بالقاهرة عام2006

حاصل على العديد من الشهادات والجوائز التقديرية