بحكم عملي اليومي في الإعلام، وفي اثناء قيامي بالإطلاع على آخر الأخبار والتقارير المنتشرة في المواقع الالكترونية، استوقفتني ولفتت انتباهي عبارة (الفقراء السياسيين) الموجودة في أحد الأخبار التي تتحدث عن العراق، فقلت مع نفسي: وهل يوجد عندنا في العراق سياسي فقير؟ فكلهم أغنياء والحمد لله، نتيجة الرواتب الضخمة والامتيازات الكبيرة التي يمنحوها لأنفسهم، بحيث أصبحت السياسة (وليس الصحافة كما يعتقد البعض) مهنة من لا مهنة له .. فالسياسة تدر الأموال الطائلة والرواتب التقاعدية الخيالية للنواب والوزراء وغيرهم من المسؤولين من دون أي جهد أو تحصيل دراسي كبير، أما الصحافة فلا يجني العاملون فيها غير الفقر و(شلعان الكلب).
وعندها تأكدت ان عبارة (الفقراء السياسيين) كانت قد وردت بسبب خطأ فني، والصحيح هي (الفرقاء السياسيين)... غير اني لم اتأكد فيمَ إذا كان هذا الموقع قد تقصّد هذا الخطأ أم لا.
وكما تقول المقولة الشائعة (رب ضارة نافعة)، فان هذا الخطأ الطباعي دفعني إلى كتابة هذه السطور وجعلني أقول مع نفسي أن هذا الموقع الالكتروني لم يخطأ أبداً لأن فرقاءنا السياسيين هم فعلاً فقراء؟ اذ انهم غير قادرين على حل أية مشكلة أو أزمة تواجهها البلاد... فضلاً عن عدم تمكنهم من توفير مستلزمات الحياة الضرورية من ماء وكهرباء وسكن وخدمات أخرى على الرغم من مرور عقد على التغيير.
إنهم فقراء لانهم يفتقرون لأبسط مقومات الحوار والتفاوض، وبمجرد حدوث خلاف ما بينهم ـ صغيراً كان أم كبيراً ـ فانهم يلجأون إلى التصريحات النارية والخطب الرنانة عبر وسائل الاعلام بدلاً من اللجوء إلى لغة العقل والتفاهم.
وبسبب هذا السلوك، فان المشاكل والخلافات بين الفقراء السياسيين (اقصد الفرقاء)، بدأت تتفاقم وتتراكم وتتناسل طيلة السنوات العشر الماضية لعدم الاتفاق على آلية معينة لايجاد حلول حذرية لها تمنع من تكرارها مرة أخرى، فالذي يحصل هو أن الأزمات الجديدة تطغي على الأزمات التي ....
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=23184
التعليقات (0)