فرعون مصر كان في الأصل حرامي؟!

"سارقوها" مصر الحافية على جسرا من الذهب..فرعون اكبر حرامي

المصير : ابراهيم صالح

هل كان فرعون نزيها عفيفا شريفا لا ينظر الى رغيف الخبزالذى تحملة يد شعبة راضيا زاهد حامدا وشاكرا ومكتفيا بما يحصل

علية من راتب شهرى كبير او صغير بالاضافة الى بدلات الانتقال الفرعونية ام انة كان مصابا بداء السعار والتوحش ويرغب فى ضم الاشياء كلها صغيرها وكبيرها الى حظيرتة الفرعونية

تراه ايضا كان يكتفى فى قضاء اجازته الصيفية بمصيف البحر المتوسط ام انة كان يفضلها سويسرية خلوية ذات بعدين منها مصيف ومنها فرصة لزيارة بنوك هذة البلد لايداع حصيلة جهد وتعب العام كلة ببنوكها العملاقة ؟ لنبحث فى الامر

يؤرخ المؤرخون الى ان بداية تاريخ الفرعونية فى مصرقد بدا مع الملك مينا بتوحيدة القطرين كما سبق ودرسنا ذلك فى كتب التاريخ المدرسية حيث يشير الدكتور احمد رشاد موسى فى كتابة "دراسات فى تاريخ مصر الاقتصادى" ان هذا العصر ويقصد عصر مينا شهد بداية ظهور التفاوت فى الثروة والدخل وقد ظهر ذلك واضحا جليا فى نوع المساكن ومحتوياتها وكذلك المقابرالفخمة المليئة بالتحف والهدايا والكنوز كما اتسع نطاق الملكية الفردية فى العقار والمنقول

يؤكد الكاتب ان التفاوت فى الثروة كان بداية لانقسام طبقى فى المجتمع وهذا طبيعى بعد اذن الدكتور موسى لانة سرعان ما يظهر بعد فترة وجيزة من نشوء اى مجتمع ظهور فروق طبقية بين افرادة لان الحياة لا تقوم الا على اختلاف وصراع بين ارادات شتى فعلى سبيل المثال الاخوة رغم كونهم من اب واحد وما ميراثهم الذى اخذوة عنة الا واحد الا انة بعد فترة وجيزة عام او اثنين تبدا الفروق بينهم فى الظهور فالاخ الاكبر على سبيل المثال

قد ازداد مالة واتسعت نطاقات تجارتة والاخ الاوسط قد اضاعة فى السهرات والملذات وتحت اقدام النساء ومن ثم عاد من حيث بدا اما الاخير على فرض انهم ثلاثة فقد اقتنع بما رزقة اللة بة من ميراث حلال فقبع فى بيتة وادخر المال فلم يفعل شئ اكثر من ذلك

لكن من يشعر بالاختلاف بين الابناء الوارثين هنا هم ابناؤهم وزوجاتهم فهم وحدهم القادرين على استشعار الاختلاف بين الاب وسائر الاعمام ونحن نقول ذلك لنؤكد ان الاختلاف فى الرزق قانون تفرضة الطبيعة فقال اللة عز وجل فى محكم اياتى "وجعلنا بعضكم فوق بعض طبقات " لكن الفاعل هنا هو اللة لا نحن فاراداتنا ليس لها وجود فى الفعل لكن لانة فرعون

فقد كانت له وجهة نظر اخرى فى مسالة توزيع المال والرزق فمع بداية ظهور مصر الفرعونية كانت لة توجهات خاصة فى تقسم الرقعة المصرية بما تحتوية من مال وكنوز على خلاف الحكمة الالهية وقد يكون ما فعلة خوفا من نفوس الشعب الحاقد الحاسد ومن كثرة الاموال والخيرات الموجودة فى تراب مصر وحتى لا ينحرف شعبة ويعربد فى الشوارع والطرقات ويسير سكيرا اى حتى يحميهم من شر نفوسهم وما اجهل واحمق هذا الشر

فقد اسس نظام اقتصادى جديد وصفة الدكتور رشاد موسى بنظام "الاحتكار الاقتصادى"او "راسمالية الملك " فكانت شخصية الدولة مشكلة على هذا الاساس فالملك هو الذى يوزع الثروات ويوجهها من منطلق انة يجمعها بيدة فان اراد اعطى هذا ومنع هذا وضرب هذا تماما كأب يعطى احد عيالة ويمنع الاخر بيد ان فرعون هنا قد اشرك معة الكهنة فى مسالة التوزيع هذة فتمت العملية بمباركة رجال الدين وهو لم يفعل ذلك من منطلق الحب لهم او العطف عليهم بل حتى يضمن ان تكون سرقاتة شرعية فى اعين الشعب

اليسوا هم من اكدوا للشعب ان ملكهم يحكم بامر الالة وكلمتة فلابد اذا ان يطيعة الجميع طاعة عمياء فانة اذا ما اخذ من هذا ليعطى هذا او ذاك انما هو يفعل هذا بتكليف مباشر من الالة ونظير ما قالة الكهنة للشعب فى حق فرعون ونظير هذا التستر على السرقة العلنية التى تتم فى وضح النهار وامام الكافة "عينى عينك" منح فرعون الكهنة اموال كثيرة واغدق عليهم العطايا والمنح الفرعونية ومع الزمن ازداد توحش معشر الكهنة وازدادوا طمعا وبعد ان كانت الاراضى الزراعية للالة وكانوا هم من موقعهم الكهنوتى مشرفين عليها فقط تحولت الملكية من يدالالة الي ايديهم

بل ان اطماعهم السياسية قد اخذت مبلغها وقوتها وذلك عندما وصلوا الى كرسى الوزير فاحتكروة وتوارثوة رغم انة كان حكرا على امراء البيت المالك فيكون الفرعون قد فعل ما يلى من اجل ان ياخذ اموال الشعب ويضمها الية اولا قال بانة يحكم باذن الالة فقال الكهنة امين

فاخذ الملك المال والارض والخيرات كلها الى دارة وقسمها بينة وبين الالة فاخذ النصف واودعة بنوكة وقصورة وقبورة ايضا ومنح نصف الثروة للالة وعين الكهنة مشرفين عليها فلما ازدادت شوكتهم سلبوها من الالة فلم يستطع فرعون السارق ان يقول للكهنة السارقين عيب لا بلاش كدة فلما "نستكمل بعد ".

نقلا عن موقع المصير الأخباري