فرضية خروج الاحتلال احتلال جديد
يبدو من ظاهر الحال ان العراق سيمر بمرحلة ايجابية وهي مرحلة خروج الاحتلال من على ارضه وهي مرحلة يتمناها اغلب العراقيين وكل العراقيين الشرفاء الاصلاء وبذات الوقت فلم يكن احد منهم يتوقع من الاحتلال ان يخرج بهذه السهولة وبهذه البساطة دون ان تكون هناك نتائج اخرى ، وما يحكيه الواقع الموضوعي للاحتلالات الغربية التي تتمنهج على اساسات مختلفة مرة سياسية ومرة عقائدية ومرة اقتصادية فواقعها يقول العكس وخاصة ما نلمحه من التجارب المعاشة الى اليوم ،واكبر الظن عندي بعد ان اقبل متساهلا بخروج الاحتلال ان الاحتلال العسكري وفق النظام الجديد يكون وجها من وجوه الاحتلال ليس هو الاحتلال نفسه فحينما كنا نقرا عن الاحتلال البريطاني او الفرنسي وحتى الامريكي نرى ان الاحتلال يبدا بمراحل هي مقدمات للمرحلة النهائية التي هي الاحتلال العسكري وانتهاب الارض والمال معا ،لكن الحالة الجديدة تنظر الى الاحتلال العسكري على انه وجه من وجوه الاحتلال فالاحتلال الامريكي للعراق سيتخذ اشكالا متعددة وان كنت لا اطمئن لخروجهم ولا اثق بمصداقية خروجهم النهائي حتى مع القول بانهم سيكونون هنا بشكل مدربين ا حمايات امنية او غيرها .
من هذه الاشكال هو افتعال الازمات الداخلية التي تنشب بعنوان انفصال اقاليم او مؤامرات حزبية او مذهبية لاسقاط الحكومة او محاولة ارباك الوضع الامني او اختلافات في داخل الاجهزة الامنية على اعتبار انها لم تشكل على اساس التجنيد المتعارف عليه سابقا وانما تشكلت الاجهزة الامنية ووزارة الدفاع في الغالب على اساس الولاءات وتشكيلات كتلية مما يتوقع ان تثير هذه النفرة يوما ما بدافع اسقاط الاخر بغية ان تكون الفرصة مفتوحة امام الاخرين الوصول للحكم ممن ينافس الحكومة الحالية .او تكتلات هنا وهناك تحاول اعاقة عمل الحكومة او ردود فعل حكومية على ضوء معلومات استخبارية تؤدي الى اعتقالات ونحو ذلك مما يثير الواقع الامني ويجعله عرضة للانفلات وهنا اما ان امريكا ستستغل اجندة خاصة لها وسط هذتا الصراع وستحركها من الخفاء او انها ستتدخل مرة اخرى بشكل علني وهو في كلا الحالين احتلال اخر ومرير للعراق ..
اما الشكل المعلن للاحتلال الجديد فهو مسالة المدربين التي لم تحسم الياتها لحد الان مع العلم ان مسالة المدربين كانت ولا زالت مجهولة لدى العراقيين فانا كعراقي لا اعرف لماذا نستعين بمدربين ولماذا ناتي بهم الى هنا هل هناك اجهزة متطورة تستعمل في الحروب او لتقوية الجيش لا يعرفها الجندي العراقي .واذا كان الامر كذلك اين هي الاسلحة واين تلك الصفقات فهل يعقل ان تاتي المدربين والصفقات لم تصل بعد ولعل القاريء لو تامل كثيرا من مسالة ا نياتي مدربون لتدريب الجيش العراقي والمعروف عن الجيش العراقي ان ترتيبه كذا في ترتيب الجيوش في العالم .
واذا قبلنا بهذا الافتراض فهذا معناه تاسيس مؤسسات ومواقع وتنظيم اتفاقيات ومعاهدات جديدة وخرق اتفاقيات قديمة ومصاريف وحسابات ونفط من جديد وحمايات واعتداءات وخرق قانون وتفعيل اتفاقية امنية وكلام جديد يفتح صفحة الخلافات مرة اخرى .
ولثقد طرح احد العلماء المعاصرين رايا سديدا لعلاج هذه المشكلة ان كانت هذه هي المشكلة حقا وهذا الحل سيخلصنا من الكثير من الاشكالات الامنية والاقتصادية والعسكرية وغيرها وهو ان تذهب مجاميع كبيرة للتدريب في تلك الدول التي اراد العراق التعاقد معها على مدربين سواء كانت تلك الدولة هي امريكا نفسها او غيرها طبعا مع منح الثقة المطلقة بان هؤلاء سيذهبون للتدريب فقط ولا تضغط عليهم تلك اتلدول لاستغلالهم في امور ونشاطات اخرى لكنه انفع من الحالة الاولى التي هي اكثر ريبة واطول امتدادا للاحتلال .
الاحتلال ليس من عادته ان يخرج من بلد الا اذا ضمن انه يحصل على مايريد حتى بخروجه نسال الله تعالى ان يسلم شعبنا ويسلم تراثنا وميراث ابائنا واجدادنا على ارضنا من انهب المتامرين والمستعمرين وان تعيش بلادنا امنة كريمة وان ينتبه ابناء شعبنا لمصير الامة ومستقبلها لا سيما المخلصون والوطنيون في حكومتنا العراقية وان يجعلوها فرصة لاثبات الوجود العراقي وتحقيق الهوية العراقية المستقلة لانها امل كل العراقيين في الداخل والخارج
ذي الحجة 1432
6/11/2011
التعليقات (0)