علي جبار عطية
قرأت وسمعت اخباراً مؤكدة عن نية الحكومة في ايجاد سكن مناسب يليق بالصحفيين والإعلاميين وآخرها ما نشر في احدى الصحف المحلية يوم الاثنين 28-2-2011 بشأن تخصيص امانة بغداد قطعتي ارض في الغزالية والثعالبة لانشاء مجمعين سكنيين على وفق المواصفات الحديثة !
مثل هذه الاخبار لا اقول تثلج الصدر ونحن مازلنا في آخر الشتاء ولكنها تنعش النفس وتبعث الامل داخل الصدور الكئيبة من اخبار اخر بطولات ملك الملوك قذاف الدم واعوانه واولاده في الانتقام من الشعب الذي ضاق به ذرعاً وكرهه بمنتهى الكراهية تابعت هذا الخبر التفاؤلي وتأكيدات تجسيده على الواقع فطفرت جملة مفيدة (انها فرصة لترميم الاحلام) ولان اللاشعور مرآة امينة تعكس حقيقة الاشياء رحت افكر : لماذا لم اقل انها فرصة لتشييد الاحلام او لتحقيق بعضها ؟
انها بلاشك لم تأت عفو الخاطر ابداً بل هي جملة مصممة تصميماً جيداً فالعمر لا يتسع لكل الاماني وهو قصير قياساً باعمار الطغاة ! ولقد فاتتنا الكثير من المباهج المشروعة طبعاً وتحطمت الكثير من الأحلام على صخور الواقع بل قل على جدران الكتل الكونكريتية ! لقد حوصرت احلامنا واجهض بعضها وقتل بعضها وسرق المتبقي منها فما الذي يمكنه ان يشيد حلماً على ارض لم تعد تعني له شيئاً !
لكن لابأس فقد تحققت بعض الأحلام وتصدع بعضها وليس المطلوب منا ان نبالغ في الطلبات ان كنا قد استخلصنا الحكمة وهي ان نحاول ترميم ما تحقق من هذه الاحلام والا نكون طوباويين او مثاليين او على طريقة هاملت (ان تكون او لاتكون) او على طريقة دون كيشوت نواجه العصر الحديث بوسائل القرون الوسطى!
ليس مطلوباً منا سوى ان نكون سوى واقعيين جداً ونتقبل قطعة الأرض المخصصة لنا وندعو الله ان يشمل جميع العراقيين بارض تليق بهم وخدمات توازي حجم تضحياتهم على مدى قرون بحيث لا يحتاجون بعدها الى التظاهر الا تأييداً للحكومة !
التعليقات (0)