مواضيع اليوم

فرحة العيد والأماني الكبيرة

nasser damaj

2010-11-16 22:01:52

0

فيض الخاطر 

 فرحة العيد والأماني الكبيرة   
بقلم: د. كلثم جبر  

أقبل العيد حاملاً معه الفرح والبهجة، والمشاعر المشحونة بالأماني في أن يجعل الله مستقبل هذه الأمة خيراً من حاضرها، بعد أن تكالبت عليها الأمم، وسدت أمامها منافذ الحرية، ونزعت من واقعها أسباب النهضة، وسلبت من كيانها إرادة التطور، وعرقلت في طريقها سبل التغيير والإصلاح.
أقبل العيد وفي النفوس غصة مما وصل إليه الإسلام من ضعف وهو الذي يملك كل مقومات القوة، وما آلت إليه حاله من ظلم على أيدي بعض أبنائه الذين شوهوا صورته الناصعة الجميلة، وقدموه للعالم على غير حقيقته الرائعة التي ضمنت الخير كل الخير في الدنيا والآخرة للناس جميعا، وإن أكرمهم عند الله أتقاهم، لا فرق بينهم في الحظوة عند خالقهم إلا بقدر إيمانهم وإخلاصهم لدينهم، ولأنه سبحانه الرحيم بعباده ترك أبواب التوبة مفتوحة ليسبغ عليهم من عفوه وغفرانه ما لا يخطر على بال بشر، وهو الشديد العقاب.
أقبل العيد وقد خيمت في بلاد المسلمين سحابات قاتمة ومحزنة من الخلافات والتناحرات الحادة، ليس بين البلد والبلد الآخر، بل وبين أبناء البلد الواحد، حتى أسهمت هذه الخلافات والتناحرات في إضعاف قوتهم وتراجع قوتهم وهم الذين اكتسبوا صفة الخيرية عن جدارة يوم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لكن بعضهم نسي الله فأنساهم ذكره، وغفلوا عن ما يدور حولهم من تقدم الأمم وازدهار الشعوب، ليعيشوا عالة على غيرهم.. يأكلون مما لا يزرعون، ويلبسون مما لا ينسجون، ويستخدمون ما لا يصنعون، وهم عن ذلك كله في شبه غياب.
أقبل العيد وهناك من المسلمين من اتخذ الغلو وسيلة للتعاطي مع غيرهم، والتطرف أداة للتعامل مع سواهم، فقادوا أنفسهم إلى طرق مسدودة لا أمل في الخلاص منها، فهي حالة مستعصية لدى من فهم الإسلام على غير حقيقته، متخذا نهج الإرهاب دينا ومعتقدا، باسم الإسلام، والإسلام بريء من كل ذلك، لأنه دين السلام والمحبة والعدل.. دين الرحمة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، دين من اتبعه اهتدى واطمأنت نفسه، ومن تركه ضل وتاهت نفسه في مجاهل الشك والقلق والعذاب.
فما أحرى المسلمين في هذه الأيام المباركة بأن يعودوا إلى خالقهم، عودة نصوحا خالصة من احتمالات النكوص والتفكير في غير ما هو خير لأنفسهم ولغيرهم، وهم بين يديه على صعيد عرفة، أو في أي مكان كان، ليجدوا في رحابه العفو والتوبة والرحمة والنجاة من عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، وفي العودة إلى الله اكتساب لأسباب المنعة والقوة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، ولا فرصة للضعفاء فيه أن ينالوا ما يناله غيرهم من أسباب التقدم والازدهار والإسهام في صنع حضارة العصر وتقدم البشر، وإشاعة الخير في ربوع المعمورة.
ما أحرى المسلمين بأن يعيدوا النظر في واقعهم ليتلمسوا أسباب ضعفهم ـ وهي واضحة جلية ـ وليعملوا على علاجها بعزيمة ولا تلين وإصرار لا رجعة فيه، بما في ذلك محاسبة النفس، وهي الأمّارة بالسوء، والرجوع بها إلى طريق الحق بدل التمادي في الباطل، وما يقود إليه هذا الباطل من نتائج مدمرة للفرد والأسرة والمجتمع والأمة.
ما أحرى المسلمين بأن يعرفوا أعداءهم، وما يحاك لهم في الخفاء والعلن من مؤامرات ودسائس وفتن، وما يراد لهم من ضعف وهوان، على أيدي دول وحكومات ذات أطماع لا تعرف حدودا، وبوسائل لا تعرف رحمة ولا شفقة، وتلك الدول هي التي زرعت في جسد الأمة جسدا غريبا سمته إسرائيل ليكون رأس حربة لتلك الأطماع التي لا تحد.
ما أحرى المسلمين بأن يعيدوا حساباتهم في كل الأمور على ضوء ما يدور حولهم من خطط هدفها إضعافهم ليبقوا على الدوام في مؤخرة الركب بين دول العالم. ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف بخير.

جريدة الراية القطرية 15/11/2010

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات