مواضيع اليوم

فرج المرأة المقدس المقهور " إرهاصات قضية ريم ونوف "

روح البدر

2009-12-06 11:18:13

0

فرج المرأة المقدس المقهور " إرهاصات قضية ريم ونوف "


تقديس الخائف يصل إلى حد القهر والظلم ..

" إذا تحدث الرجل عن شرف المرأة هل معنى ذلك أنه لا شرف له
ولذلك خصها به وجعلها مسئولة عنه "

" في قضية الشرف يستغل جسد المرأة من قبل الرجل مرتين
في الأولى عندما استغل أحدهم جسدها ليفرغ شهوته وغرائزه
وفي الثانية من وليها عندما استغل جسدها ليغسل العار بحسب رأيه
ويحسن سمعته على حسابها "


يقال أن العظماء أو أصحاب المشاريع والحركات الكبرى من الناس لا يعبئون أو لا ينظرون للشرف بمثل ما ينظر له الرجل العادي , فهمه وتفكيره منصب على أمور أعظم وأكبر وأسمى , فالمرأة القريبة منه كالزوجة والابنة في نظره مخيرة وحرة ولها حقوق وواجبات مختلفة عن مثيلاتها من النساء الأخريات فدورها مكمل وداعم لدوره أو لمشروعه الكبير , فزوجة النبي محمد عائشة اتهمت بالزنا مع رجل مشهود له بالوسامة والجمال وهو صفوان بن معطل , وحدث هرج ومرج حتى من أقرب الناس له , ومع ذلك ولأنه رجل عظيم وصاحب أهداف عليا لم يزد على قوله لها الحقي بأهلك , استمر ببره لها ولوالدها أبو بكر حتى انقضت هذه الحادثة بنزول الوحي بعد شهر إيذانا ببراءة زوجته عائشة من هذا الإفك .

لو حدثت نفس الواقعة وبنفس حيثياتها على رجل آخر من العوام لانتهت بالقتل أو بالطلاق على أقل تقدير ولانقطعت أصر العلاقة بين أهل الزوج والزوجة بل قد تمتد إلى أكثر من ذلك , فالرجل العربي مهما كانت صنعته أو مرتبته أو تركيبته الاجتماعية ينظر للمرأة على أنها مكمن سلطته وقوته , فهو رجل ودليله على ذلك المرأة المصونة التي تحت كنفه , ولذلك خرجت علينا مصطلحات كالدرة المصونة والمرأة كشاشة التلفاز والعار والشرف وغيرها , فبمقدار ما ألجم وأكبت من تحته من النساء بمقدار ما أصبح رجلا يشهد له بحسن الرعاية والتربية , فهو يريد أن يخرج من فترة حضانته وتربيته لهن بأقل الخسائر فيما يخص السمعة ويحرص على أن يبث وينشر حسن السمعة بين الفينة والأخرى كإشارات تدل على كمال رجولته وقسره .

فهو قد يحب بناته أو زوجته ولكنه مع ذلك خائف وجل يريد أن يصل بهن إلى بر الأمان , يوفر لهن ما يردن ويرعاهن ليس لأن ذلك من أقل حقوقهن عليه بل لكي لا ينقصهن ما يخشى أن يبحثنه عند غيره ثم يحدث العار والشنار وقهر الرجال , وتجده يكرر في كل مكان أنا لم أقصر عليهن شيئا ويعني بذلك أنه أعطاهن ليحفظنه وليصن سمعته , وبعضهم يكبتهن ويقسو عليهن حتى يقضي عليهن تماما فيصبحن بلا هوية ولا شخصية ومبدأ , كل ذلك خوفا من تدنيس الشرف وتلطيخ السمعة .

فالرجل العربي والسعودي بالأخص لا ينظر للمرأة على أنها كيان حر ومستقل ومخير له ما للرجل وعليه ما عليه كمثل نظرة الرجل الغربي مثلا للمرأة الغربية , فهو يرى أنها دليل شاهد وقوي على تمكنه ومكانته وجبروته , فلذلك ينظر لفرج المرأة على أنه ملك خاص له يستميت في الدفاع عنه حتى لو خسر الدنيا والآخرة معا , فتكوينه وبنيته العقلية مستمدة من بيئته الصحراوية التي حوله المؤسسة على العادات والتقاليد والأعراف القبلية والدينية أيضا , فكلها مجتمعة لتشكل وعيا ناقصا وشاذا ينظر للمرأة من خلالها بهذا المنظار القاصر .

وبالإضافة إلى ذلك أن الأنظمة أو القوانين التي يعيش تحت رايتها الرجل العربي كلما كانت قاسية أو متذبذبة وغير ثابتة وواضحة كلما زاد قهره لمن حواه بيته والتي عادة ما تكون زوجته أو بناته مكمن السلطوية لديه , فبمقدار ما يُظلم خارجا بمقدار ما يَظلِم داخلا , وكلما كان مرفها أو ميسورا كلما أصبح أقل حدة واستبدادا للمرأة , فلذلك الرجل في الغرب يعيش حالة من الرفاه الفكري والاقتصادي والسياسي أدى به إلى أن يتعايش مع المرأة بشكل يليق بها كإنسانة مستقلة , لو أخذنا مثلا القادة وكبار المسئولين والتجار في عالمنا العربي والسعودي على وجه الخصوص لرأينا أن المرأة عندهم معززة مكرمة مختارة , بل قد ترتكب نفس الأخطاء التي ترتكبها أخرى في بيئة منغلق وبسيطة فلا تلقى ما تلقى تلك المسكينة من تشويه وتنكيل وحبس وقتل , بل قد تلفت انتباه أهلها لها فيأخذونها بالعطف والحنان والرعاية حتى تخرج من أزمتها النفسية , ذلك أنهم يعيشون في جو مختلف ولهم أهداف أكبر من ذلك المثلث المقدس المقهور !

كل هذا على الرغم من أن الرجل السعودي يتغنى في كل أيامه ولياليه في المجالس والشوارع والمنتديات وفي كل شئونه بالمرأة بجسدها وأنوثتها وبمغامراته معها , فهو على استعداد أن يقيم علاقات مع كل نساء الأرض ولكن إياك أن تقترب من نساءه في ازدواجية مريضة تكمل ازدواجية المجتمع والواقع ككل , في كل مكان الرجل يبحث عن الفرج عندنا , في السوق وفي الشارع وفي كل مكان , الكبار والصغار المتدينين وغير المتدينين من الرجال يبحثون في لهاث عن المرأة بالحرام الصريح وبالحرام المشرعن لا فرق ولا عصمة لأحد هنا , يجدونه بالفعل ويفضون شرف البيوت الأخرى مقدمين تارة وممسكين تارة , كيف ما كان الضمير والخوف والجبن قائم ,فليت شعري هل بقي لنا شرف بالفعل لنخشى عليه .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !