تعمدت خرق العادة اليومية المملة بإستحداث فكرة المجازفة في تعطيل خاصية التردد والفشل الذي يساورني فنجحت من أول تجربة ثم إكتشفت أن الأمر سهل وبسيط فهل أكرر المحاولة ؟؟
سؤال سألته لنفسي في لحظة تأمل مع الذات بعد أن عجزت في الإتيان بحلول ترضي غروري وتمسكي بقدر لم يسعفني لتحقيق غاية طالما انتظرتها دهراً ولم تتحقق .
لذلك فالرضا بالنصيب أمراً لا مفر منه طالما ونحن نسعى في مناكبها لتغيير واقعنا السيئ إلى ما هو أفضل عن طريق الإستعانة بقدراتنا على إختراق حاجز الخوف خطوة إلى الأمام قد تتعثر مرة أو مرات لكنها ستجد فرصتها أمام تكرار محاولة ليست هي نهاية العالم بل أنها بداية الطريق لعالم مليء بالأمل وفرص الحياة الممكنة . لذلك فالتجربة الخالية من الفشل ليست وقفاً على الأجنبي الذي يسعى لتحقيق فرصته وإثبات ذاته من خلال المنافسة في سوق مفتوحة على مصراعيها وقوانين كونكريتية تحد من نهوضه وتجمع بين الفرص الضئيلة والإمكانات المتاحة مع الفارق الكبير والبون الشاسع بين أن تكون سعودي وبين أن تكون أجنبي وهو الفرق بين الكفيل والمكفول .
وبكثير من الجهد الذي يبذله الأجنبي في بلده على ملاليم قد لا تكفيه قوت يومه فأنه يجد ظالته في تحقيق طموحه بأقصر الطرق خارجها ، لذلك فقد علمت أن سعوديون ذهبوا لإمريكا وكندا وحققوا نجاحات في مجالات إستثمارية لم يستطيعوا تحقيقها في بلدهم ، لذلك فالأمر هنا يختلف جذرياً مع تفكير المواطن النائم 24 ساعة الذي ينظر للراتب المغري والخيالي بمنظار ليلي ليزري وعن بعد قبل الوظيفة والعمل والدوام النص كم فالأجنبي على عكسه تماماً فهو ينظر لها من منظور آخر مضيفاً إليها هدف التكسب والإلتزام بما تمليه عليه وظيفته بدوام ياليل ما أطولك مضحياً بيوم راحته وتوفير كل هللة وفي معظم الحالات قد يبذل جهداً يكلفه صحته وعمره وبتكليف من كفيلة الذي يرى فيه طاقة لا تستنفذ ومتى ما نفذت فمصيره الخروج النهائي وبالقرحفة وقانون لا يحمي المغفلين .
وأمام النظر بعين فارغة لما يحوله الأجنبي لبلده وأهله نجد أنفسنا في دوامة الحسد والغيرة من بعض ضعاف النفوس وهم قلة قليلة لا تذكر في مجتمع سعودي وشعب طيب القلب لا ينظر لما في فمك من لقمة حتى يقاسمك نصفها أو ربعها أو جزء منها كما تفعل بعض البلدان العربية بالذات في تقنين تحويلات الأجانب وترشيد أرزاقهم وعرقهم وقوت أولادهم .
وإذا نظرنا إلى الجوانب الإيجابية والإنسانية في سوق العمل السعودية فهي كثيرة وتتيح الفرصة للشاب السعودي دوناً عن غيره ليبدأ رحلة العمل بكل يسر وسهولة دون منغصات وروتين وتعقيدات وخلافه ليبحر في عالم التجارة والمنافسة بطريقة ممهدة وميسرة يحلم بها أي أجنبي فإذن أين المشكلة وعلى ما التباكي وهذا الميدان يا حميدان ؟؟؟؟ !!!! أو لنقل لمعالي الوزير بصريح العبارة أن يوقف نزيف الإستقدام وأن يكتفي بما في الجراب من عمالة لينهي تدريجياً عقود الموجودين بطريقة تكفل للوافد وللسعودي حقهما على حد سواء في حفظ الكرامة وتوفير قيمة التأشيرات ومنع المتاجرة بالعمالة والسمسرة على عباد الله بحيل يعرفها مكتب العمل وتمر من باب الوزارة الرئيسي وعلى مرأى ومسمع سعادة الوزير نفسه وربما مررها بتوقيعه بناءاً على أمر فلان الفلاني طال عمره .
وحتى لا نخوض في دهاليز عقدة معالي الوزير الذي أتى مهرولاً مشمراً عن ساعده حتى إنكشف نصف المرفق وأجزاء من عورة نظام العمل والعمال وتشوهات المنظر بأمراضه المزمنة وشاعر بالجرح كلف لترقيع خرم الأوزون بتقليص وسحب جملة صلاحيات يرى أنها ساعدت يوماً في تفشي ظاهرة الإتجار بالتأشيرات والإحتفاظ بها كصلاحية مطلقة تمرر من تحتها مئات الآلاف من التأشيرات الممنوحة كهبات ومكرمات سامية لتبقى حدوده وحدها في تضييق الخناق على فئات معينة من الشركات والمؤسسات الكبرى التي تتهرب هي بدورها من سعودة الوظائف ليبقى حال المواطن كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للفضاء .
الخلاصة نقول بأن زيداً يظل أفضل من عمر وما يحاول معالي الوزير ترميمه في وزارة بحجم هم وطن بأسره ومعاناة مواطن ليس بالأمر اليسير خاصة وأنه يرى أن الدولة قد تنصلت عن واجبها تجاه من يهمها أمره وغسلت يدها اليمنى واليسرى منه ونفضت عن كاهلها هم توظيفه وجيرت المشكلة برمتها وأوكلت حلها بإتجاه القطاع الخاص وإتهامه بالتقصير بواجبه الوطني وكل ذلك حفاظاً على ماء وجهها أمام مواطن سعودي يطالبها ليل نهار بأن توفر له أبسط مقومات الحياة وهي الوظيفة التي تقيه ذل إستجداء الآخرين بملفه الأخضر المائل للترابي .
وإلى أن يأتي الحل رددوا معي ياليل ما أطولك
وسلامتكم
شامخ ثمر
التعليقات (0)