مواضيع اليوم

فراشة حطّت على كتفي

ختام البرقاوي

2009-06-16 09:00:11

0

فراشة حطّت على كتفي

سألتها من اين أتيت

قالت من مزهريّة على مقربة

قلت لما لونك أصفر؟

قالت امتصّت الشمس احمرار اجنحتي

و خنقتني شوارع الاسمنت.

قلت لما تركت البستان و سكنت المزهريّة؟

قاطعتني: يفوتك الكثير في مسلسل القضيّة

الم يبلغك انّهم شّيدوا مكان البستان

مركزا تجاريّا؟

اعتذرت و كلّي اسف لما جرى و فاتني من الحلقات

و اين مثيلاتك يا فراشة؟

قالت و هي تلهث

كثيرات رحلن يوم قتلوا البستان

منا من هاجر و استقر بعيدا

و منّا من علّق داخل اطار على حائط المركز التجاريّ

و منا من بقي يحوم حول المكان

نتذكّر و ننتحب على ما كان

كنا في ما مضى من الازمان

نحيى على رحيق الأزهار

و ننام على تغاريد العصافير

و كان بيننا و بين النحل و النّمل مودّة كبيرة

و كنا نحلّق بين الأشجار

شهدنا الكثير و الكثير من قصص الغرام

في ضلال اشجار البستان

التي كانت تحتضن العشاق من لفح الأبصار

كنا صغارا

و كانت أحلامنا لا تتجاوز رحابة البستان

يوم قرروا قطع الأشجار

لم يسألونا

و لم يستشيرونا.

لم يكن ذنبهم

بل ذنب أصوات لم نمتلكها يوما

اليوم أطرق بابك و معي سرب من مثيلاتي

فان أذنت لنا دخلن

و إن لم تأذني رحلن

و هل لي أن أوصد الباب؟

قبلتهن في ترحاب

حملتهنّ معي إلى بستان بيتنا الصغير

الذي كان يرعاه أبي منذ زمن طويل

و كان ينقصه لمسة تجميل

لما فتحت لي أمي الباب عانقتها الفراشات

و حلّقت من حولها

غير أن أبي صرخ في وجهي

لا يكفي بستاني الصغير لهذا الجيش من الفراشات !!!!!!!!

 

 

ختام البرڤاوي
تونس في الثاني و العشرين من ماي 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !