فراشة حطّت على كتفي
سألتها من اين أتيت
قالت من مزهريّة على مقربة
قلت لما لونك أصفر؟
قالت امتصّت الشمس احمرار اجنحتي
و خنقتني شوارع الاسمنت.
قلت لما تركت البستان و سكنت المزهريّة؟
قاطعتني: يفوتك الكثير في مسلسل القضيّة
الم يبلغك انّهم شّيدوا مكان البستان
مركزا تجاريّا؟
اعتذرت و كلّي اسف لما جرى و فاتني من الحلقات
و اين مثيلاتك يا فراشة؟
قالت و هي تلهث
كثيرات رحلن يوم قتلوا البستان
منا من هاجر و استقر بعيدا
و منّا من علّق داخل اطار على حائط المركز التجاريّ
و منا من بقي يحوم حول المكان
نتذكّر و ننتحب على ما كان
كنا في ما مضى من الازمان
نحيى على رحيق الأزهار
و ننام على تغاريد العصافير
و كان بيننا و بين النحل و النّمل مودّة كبيرة
و كنا نحلّق بين الأشجار
شهدنا الكثير و الكثير من قصص الغرام
في ضلال اشجار البستان
التي كانت تحتضن العشاق من لفح الأبصار
كنا صغارا
و كانت أحلامنا لا تتجاوز رحابة البستان
يوم قرروا قطع الأشجار
لم يسألونا
و لم يستشيرونا.
لم يكن ذنبهم
بل ذنب أصوات لم نمتلكها يوما
اليوم أطرق بابك و معي سرب من مثيلاتي
فان أذنت لنا دخلن
و إن لم تأذني رحلن
و هل لي أن أوصد الباب؟
قبلتهن في ترحاب
حملتهنّ معي إلى بستان بيتنا الصغير
الذي كان يرعاه أبي منذ زمن طويل
و كان ينقصه لمسة تجميل
لما فتحت لي أمي الباب عانقتها الفراشات
و حلّقت من حولها
غير أن أبي صرخ في وجهي
لا يكفي بستاني الصغير لهذا الجيش من الفراشات !!!!!!!!
ختام البرڤاوي
تونس في الثاني و العشرين من ماي 2009
التعليقات (0)