كنت أبحث عن بعض المعلومات اليوم عن أثيوبيا، وتأكد لي أنها دولة غلبانة بكل المقاييس كباقي دول حوض النيل.. وواضح أنهم يستسهلون لعبة الابتزاز هذه كل فترة لجلب الانتباه وأخذ المزيد من المزايا.. لا أقول إن هذا معناه أننا لسنا في خطر، لأننا كذلك فعلا، سواء للأسباب السياسية أو المناخية أو ارتفاع تضاعف سكان دول حوض النيل في السنوات الخمس عشر القادمة.. أي أننا يجب أن نستحدث موارد جديدة للماء وطرقا جديدة لرفع كفاءة استخدامه..
لقد رأيت في التلفزيون حوارا مع أحد الباحثين الزراعيين، أكد أن مصر استخدمت الهندسة الوراثية لإنتاج حبوب قمح يمكن زراعتها في الماء شديد الملوحة (بهندستها مع جينات الغاب الذي ينمو في المستنقعات المالحة).. معنى هذا أننا يمكن أن نزرع السواحل الشمالية بماء البحر!.. لكن بالطبع هذه الحبوب مكلفة جدا حاليا، ولن تكون فعالة إلا إذا لم يكن هناك بديل.
أيضا: عندي فكرة أخرى لحل مشكلة العطش في سنوات الجفاف إن ابتلانا الله بنا.. وهي السحب من مخزون المياه الجوفية التي لا ريب أن الوادي والدلتا يعومان عليها بسبب الفيضانات والري عبر آلاف السنين.. وما زالت بعض المناطق في مصر تدق طلمبات وتستخدم هذه المياه، وإن كان هذا خطأ لأن الماء الذي يستخرجونه مخلوط بما تسرب من مياه الصرف الصحي، وإن لم يكن، فما زال غير منقى من الشوائب والجراثيم.. لهذا يجب أن تكون هناك بنية تحتية جاهزة للطوارئ لاستخراج هذه المياه وتوصيلها إلى محطات معالجة مياه الشرب، أو إقامة وحدات صغيرة أو حتى وحدات متنقلة محمولة على شاحنات، لتنقية هذه المياه لتصلح للشرب في كل قرى مصر وقت الأزمة.. أظن هذا قد يمنحنا الحياة لسنوات إلى أن يعود الفيضان.. لكن طبعا ستتبقى مشكلة الطعام، وعلينا أن نوفر احتياطيا نقديا لهذه الأزمة لاستيراد الطعام لعدة سنوات متتالية، مع وضع نظام عادل لتوزيع الحد الأدنى منه على المواطنين.
أيضا، علينا شراء أو استئجار الأراضي في دول المنابع وزراعتها تحسبا لهذا الاحتمال، كما تفعل السعودية والكويت والصين وإسرائيل في هذه الدول!
وعلينا أن نعلم مثلا أن الإقليم العفري في أثيوبيا يمثل 61%من مساحتها وأرضه خصبة ويسكنه قبائل رعوية مسلمة تعاني من الفقر والجهل والمرض والجوع والتنصير، فلماذا لا نستثمر أموالنا بشراء أو استئجار الأراضي هناك لتوطينهم ودفعهم إلى زراعتها من أجلنا، وبهذا نضرب عصفورين بحجر واحد: نحميهم من الإبادة والتنصير، ونقدم لهم الخدمات الصحية والتعليمة، ونضمن جزءا من الحاصلات الزراعية التي سيزرعونها لنا؟
أظن أن وضعنا سيختلف كثيرا لو فكرنا على هذا النحو الإنساني، وسنكسب تعاطف الكثير من الأثيوبيين والمسلمين في أثيوبيا والدول المحيطة، وسنؤمن لأنفسنا بعض المحاصيل الاستراتيجية كالأرز والقمح.
ولنذهب أبعد من هذا: لماذا ننتظر الحكومة المصرية لفعل هذا؟
أليس عندنا مستثمرون أو جمعيات خيرية قادرة على فعل هذا، فتستثمر هناك في الزراعة، وتنقذ المسلمين وتعود إلينا بالأرز والقمح؟
التعليقات (0)