مواضيع اليوم

فداء دبلان ومناشدة أهل المروءة

نافع العطيوي

2009-12-10 05:13:51

0


فداء دبلان ومناشدة أهل المروءة
من مؤثرات الانقسام الفلسطيني الذي حول حياة المواطن العادي إلى مأساة حقيقية سبب له كثيراً من المعاناة ليس على الوضع السياسي العام فقط والأخذ بقضية فلسطين إلى منحنى أخر قد يكون له تداعيات أخطر على ماضي ومستقبل نضال الشعب الفلسطيني بصفة عامة، وطالت تداعيات هذا الانقسام الخطير حتى بعض قضايا الأحوال الشخصية و القضايا العائلية الخاصة التي تحدث تقريباً بكل بيت وفي وسط أي عائلة ، وأصبح أصحاب هذه القضايا يعانون معاناة حقيقية بظل هذا الانقسام وصل الأمر إلى تسييس قضاياهم وحلها أصبح مرهوناً ببقاء هذا الانقسام وكذلك وصلت الأمور إلى منعطف خطير وغير متوقع وهو تشتيت الأسرة الواحدة و حرمان الأم من أبنائها بحجج أنها من رام الله والأب من غزة وتحمل جنسية عربية أخرى !!!! وأنها غير مقيمة على أرض غزة التي هي فلسطينية سواءً هنالك أنقسام أو لا انقسام ، وبكل بساطة الإحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من طمس هوية التراب الفلسطيني ومن المفزع والمحزن أننا نسمع أصحاب الأرض من يفرق بجزئيات هذا التراب ويعامل أبناء الوطن الواحد على هذا الأساس الذي ليس له أساس أنت من غزة وذاك من رام الله، وكذلك لا أرى أن هنالك قانون يحرم الأم من حضانة أبنائها شرعاً بكل القوانين الكونية وكذلك أصبح حتى الأحكام الشرعية يضرب بها عرض الحائح وليس لها أي أهمية في حال أن هذا الشخص تابع للجهة الأخرى وسبب كافي أن يصبح صاحب الحق مجني عليه ومسلوب من كل الحقوق فقضية التي نحن بصددها ليس قضية ممتلكات أو أموال منقولة أو عقارات وإنما أسرة حصل بينها خلاف عائلي كما يحصل بأي أسرة أخرى تصل الأمور لحد الأنفصال بين الزوج وزوجته ومع هذا تبقى الروابط مشركة بين الزوجين في حال وجود أطفال مع حفظ الحقوق الشرعية لكليهما هذا ما تنص عليه الأحكام الشرعية التي تراعي حق الله أولاً وأخيراً وثم القيم الإنسانية والأخلاقية .


ومن المعروف والطبيعي أن هذه القضايا الخاصة تسوى حيثياتها ويبت بها بالعدل وبالإحسان مع مراعاة حقوق الله التي أمر الخلق بها، و الأخذ بالجانب الإنساني التي تحفظ للإنسان حقوقه و كرامته وتحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار وعن طريق أي محكمة و حسب الأعراف والقوانين السائدة في كل بلد من العالم سواء هذه المحاكم قوانينها مدنية أو إسلامية ، إستناداً لقول الله تعالى / ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء صدق الله العظيم .


فالأخت "فداء دبلان " قدر الله أن تتعرض لخلاف مع زوجها وكما أسلفت يتعرض لمثل هذه الحالة الكثير من الأفراد و الأسر ، ولكن أخذت قضية هذه الأخت منحنى أخر وحرمت من أبنائها بسبب أنها لا تقيم على أرض غزة وأنها تحمل جنسية عربية ولديها حكماً شرعياً بحضانة أبنها حسب إفاداتها ولكن لم يشفع لها أمام جبروت القلوب المتحجرة والضمائر المتوفاة إكلينيكياً والبصيرة التي لا ترى إلا بمنظار أعور أحادي الاتجاه يلبي غرور النفس الأمارة بالسوء ،فلنفرض أن فداء دبلان تحمل جنسية جزيرة مالطا أو الدومينكان وليس عربية ولا تدين بدين الإسلام هل يحق لأي سلطة أو قانون أن تسحب منها أبنائها تحت أي ذريعة تكون أعتقد أنه لا، لأن القوانين الإلهية لم تقر هذا الشيء الذي نحن أبناء آدم نقره ونكيفه حسب أهوائنا التي تلبي رغباتنا المشبعة بالأحقاد ومحاولة الانتقام من بعضنا البعض بسلب أبناء صغار لا حول لهم ولا قوة من أمهم تحت ذرائع واهية لا يقرها لا دين ولا منطق و لا القيم الإنسانية جمعاء على أمر العصور .


الأخ العزيز/ إسماعيل هنية ....المحترم .. رسالتي إليك وداعياُ الله أن تصلك وأنتم بأتم الصحة والسعادة وشكراً لمن يوصلها لكم .


أنني إنسان أبعد عن غزة ألاف الأميال ولا أخاطبكم بصفتكم الرسمية ففضلت أخاطبكم بالأخ لأننا بحق أخوة في العقيدة والعروبة والدم والإنسانية وأعتبرني عابر سبيل أوقفته الأقدار أمام باب منزلكم سائلاً وأذكركم أن العرب في الجاهلية وقبل ظهور الإسلام كانت بهم مروءة ونخوة يكرمون الضيف ويحمون المستجير وينصرون المظلوم على الظالم وأكبر دليل على ذلك عندما أراد ملك اليمن حسان التبع أن يأخذ أحد بنات العرب بالقوة وقفت العرب موقف رجل واحد وهدمت عرشه في وضح النهار في يوم خزاز وعندما طلب كسرى من النعمان مثل ذلك الطلب هبت قبائل العرب وهزمت جيوشه في يوم ذي قار أشر هزيمة دفاعاً عن الشرف العربي الذي أصبح في الوقت الراهن لا قيمة له في عهد بعض القيادات العربية الهزيلة في الزمن الهزيل زمن الصم البكم ، وكذلك عندما صاحت العربية في عمورية مسح الخليفة العباسي المعتصم بالله دولة الروم عن بكرة أبيها، وكذلك عندما قام أحد جنود العثمانية بمسح على شعر أحد نساء العرب في صعيد مصر وكان رجل عربي ماراً بالطريق يدعى / شلاش العر/ ولفتت انتباهه صيحة ذلك المرأة فساقته الحمية وقتل ذلك الجندي العثماني وهرب واستجار بالشيخ / محمد بن سمير/ شيخ ولد علي من بني وائل بن ربيعة من قبيلة عنزة ولما بلغ القائد العثماني أن قاتل الجندي عند الشيخ محمد بن سمير أرسل له هدايا ثمنية ونيرات عثمانية ورسالة يطلب منه أن يسلمه شلاش العر فلما شاهد شلاش هذه الهدايا والنيرات الكثيرة كادت تدمع عينه وظن أنه سوف يسلم فكتب الشيخ محمد على نفس رسالة القائد العثماني بيتين من القصيد الشعبي / حنا مستجيرنا ما نسلمه يا بيك = لو جردت كل العساكر والأتراك = يا شلاش والله ما أسلمك حمر الطرابيش = وإن لزم الأمر ياشلاش نرهن حدينا،( حدينا يعني واحد منا نضعه رهينة عند العثمانيين بدلاً عنك فلا تخاف ) ولما وصل الخبر للقائد العثماني هاجم قبيلة الشيخ محمد بن سمير وقتل في ذلك اليوم من قبيلة ولد علي 80 فارساً ولم يسلم شلاش للعثمانيين ونزحت قبيلة ولد علي من صحراء سيناء وشلاش معهم التي قدمت لها من الجزيرة العربية نجد إلى الأراضي السورية وتحديداً في مدينة عذراء الأن، والأمثلة على مروءة العرب كثيرة وهكذا كنا نحن العرب عندما كنا عرب، ولكن أخي الكريم ألفت نظرك إلى قضية الأخت / فداء دبلان الذي ألمت بل أدمت قلب كل إنسان سمع مجرد سمع عن الإنسانية واهتزت مشاعره وأرتجف خوفاً من الله من هول هذه الجريمة بحق الإنسانية إرتكبت أوضح النهار بحق أطفال قصر ذهبوا ضحية خلاف عائلي بسيط يحصل في أي مكان وفي أي عائلة كما أسلفت وأخذ منحنى أخر وسييست بطريقة لا يتوقها العقل البشري أبداً ،هذه الأم المفجوعة بحق كل ما تعنيه الكلمة من فاجعة كبيرة حرمت من أبنائها ولم تتكرك باباً إلا و طرقته ولم تتكرك ضمير إنساني وإلا ناشدته ولم تترك شارع من شوارع فلسطين وإلا صاحت بأعلى صوتها فيه هذه الإنسانة المفجوعة على أبنائها فذات كبدها، لم يسلب أبنائها كسرى أو ملك الروم أو حسان التبع أو إسرائيل أشر خلق الله في هذا الزمن فلو كان أبناء فداء دبلان مختطفين لدى إسرائيل أننا واثقون تمام الثقة أنكم سوف تضعونهم على بند صفقة الجندي شاليط الذي سوف يحرر في حال إتمامها الكثير من الأسرى الفلسطينيين إن شاء الله ، و هذه القضية الخاصة والإنسانية لا تحتاج لتجييش الجيوش ورفع أسنة الرماح وامتطاء ظهور الخيل وكذلك لا تحتاج لقتل 80 فارس، وإنما سلب أبنائها زوجها أبو أولادها ويحتمي في مدينة غزة وبظل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومتكم فنرجو منكم يا سيدي أن تحظى هذه الإنسانة بالقليل من المروءة فهي تحتاج لكمة منكم ومجرد كلمة فقط وأن تتدخلون وتعيدون أبنائها لها، فهي لا تطالب بالاحتفاظ بهم ولكن لها حق في رؤيتهم والاتصال والاطمئنان عليهم كما لوالدهم حق فيهم، فأذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وأعتقد أنكم يا سيدي الكريم تتفهمون معنى الحديث جيداً لا يحتاج لشرح ، فمن لا ينصر هذه الإنسانة المظلومة وأمثالها لن ينصر شعب محتلة أرضه شبة بالكامل ، فكونوا مع الله يكون معكم واعلموا أن لكل نفسٍ مطلب عند الله .
وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا أشرف المرسلين محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وسلم
وعلى من أتبعه إلى يوم الدين .
أخوكم في الله/ نافع العطيوي .
المملكة العربية السعودية/ الرياض




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !