فخ الفقر

2013-10-01 08:01:29

علي جبار عطية

الأربعاء 15-05-2013

كان محور حلقة (وراء الحدث) الذي تقدمه الكاتبة الاء الجبوري على قناة الحرية الفضائية مساء الخميس 9-5-2013 حافلا ً بموضوع ساخن ومؤلم الا وهو مستوى الفقر في العراق وسبل مكافحته فقد اصبحنا ونحن بلد النخيل نستورد التمر ولايغطي المنتوج الزراعي ربع احتياجات السكان وكان ضيفا البرنامج الخبير الاقتصادي د. مظهر محمد صالح واستاذ علم الاجتماع د. شاكر سعيد وتحدث كل منهما حسب زاويته وقد جرى التطرق الى مسألة مهمة جداً وهي ان الفقر لا يعني الجوع ولا المأكل والملبس والمشرب والمسكن فحسب بل يشمل مستوى التعليم والثقافة والعمل المناسب والرعاية الصحية وتحقيق الذات وقد اورد د. مظهر محمد صالح مصطلح (فخ الفقر) للتعبير عن عجز الفرد عن تأمين احتياجاته من خلال عمل لا يتناسب مع مؤهلاته واتفق المتحدثان ان مستوى الدخل حسب القياسات العالمية لا يناسب الفرد العراقي اذ ماذا يعني ان يحصل الفرد على نحو دولارين ونصف ليتخلص من خط الفقر !كما أن الصورة الحقيقية للواقع ليست كما يرسمها بعض السياسيين من الذين يقيسون التطور الاقتصادي بازدياد القدرة الشرائية للفرد وازدياد معدلات استهلاكه وذلك لأن الكثير من الحاجات الكمالية تصبح بمرور الوقت ضرورية لايمكن الاستغناء عنها ومن ثم تتطلب المزيد من الدخل !

لكن اهم ما في البرنامج هو التطرق الى علاج مشكلة الفقر فلا يكفي توصيفها ولا ذكر اضرارها الاجتماعية والاقتصادية خاصة مع نشوء البيوت العشوائية حول المدن وبيان التفاوت الطبقي الواسع بين فئات المجتمع وهي بيئة صالحة لتفريخ الجرائم بانواعها لوجود متلازمة الفقر والجريمة .

اذن الدعوة تصبح واجبة الى وجود برنامج واضح ومعلن للتصدي الى محاربة الفقر وتحسين الوضع المعاشي للمواطن لاسيما ان هذا يصب في ولائه للوطن فأي وطن هذا لا يجد فيه المواطن رعاية اجتماعية وصحية وتعليمية تليق به .

ان وجود مثل هذه البرامج التي تناقش القضايا بطريقة منهجية افضل عشرات المرات من وعود وتصريحات يتبناها اشخاص او منظمات لاغراض اعلانية ومكاسب وقتية تغذي الفرضية التي تقول باستفحال روح الانانية والطمع والجشع في الشخصية العراقية التي تعاني التشظي والازدواجية والتي طحنتها الحروب والحصارات والحرمانات حتى أخذت ترفع شعار ( آكل لأعيش ) بينما تجسد عمليا على أرض الواقع المرير شعار( أعيش لآكل ) مما يعني الحاجة الماسة الى برامج طويلة لاعادة اعمارها!