فخامة الرئيس لو ترمي القبعة

...ورمى" اخر العنقود" قبعة التخرج معلنا انتهاء مرحلة وافتتاح اخرى..واغرورقت عينا الام بالدموع ...فهي تعلم جيدا ان عليها حزم حقيبة سفر جديدة واغلاق باب البيت عليها وحدها...فآخر العنقود سيلتحق حتما بحبات العنقود و ما يعزي ان حبل السرة يجمع حبات العنقود المبعثرة على سطح الارض ولو مرة واحدة كل صيف ...انه القدر ...لا انها" القيود البالية"التي تكلم عنها رئيس الجمهورية ...تلك القيود التي تشرع باب الهجرة بدلا من ان تزيت مفتاح باب منزل العائلة وتجدد الحياة فيه ...
انهم 834 طالبا تخرجوا من كليات جامعة البلمند بينهم ابن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان....وابن امي "عادل "الصغير.. اخر عنقود العائلة...تلة البلمند جمعتنا بالوالد الكبير هو يحتفي بتخرج ابنه ونحن نحتفي بتخرج ابننا ...بدت الفرحة واحدة والهم واحد ...فقلب الرئيس على عنقوده وقلبنا على اخر عنقودنا...ابى الا ان يخص هنادي كرم بجواب على اسئلتها التي طرحتها عليه ...هنادي تكلمت باسم المتخرجين فاستغلت فرصة وجود رئيس الجمهورية لتطالبه بحقها وزملائها بمستقبل داخل الوطن والرئيس لم يبخل برده فأكد تحمل الدولة لمسؤوليتها في تأمين مستقبل الشباب وقال "انا مسؤول بالدرجة الاولى"...ثم توجه للطلاب المتخرجين "كونوا قوة التغيير الايجابي ..ابناء الحاضر لا ابناء الماضي ...المستقبل يبدأ اليوم وانتم تصنعوه بارادتكم...تحرروا من القيود البالية بعيدا عن كافة اشكال التخلف والمحسوبية والفساد والعصبية الطائفية.."
نعم يا فخامة الرئيس انها القيود البالية ...هي القيود البالية ...انني من جيل اول العنقود وتخرجت قبل نحو عشرين عاما واخر ما كنت احلم به هو حقيبة السفر ودموع الغربة ..لكن القيود البالية حملتني على اجنحتها الخاصة الى خارج حدودها ...لم انتصر عليها ..بل انتصرت علي وعلى جيلي والاجيال من قبلي ومن بعدي لتحط رحالها عند اخر عنقود عائلتي ..حقيبة السفر خلف الباب وامي ستغلق خلفها الباب ... فهل تملك المفتاح وتفك قيد القيود البالية وتعلن انتصار الوطن فترمي حقائب السفر بعيدا بعيدا وتزرع قبعات التخرج في تراب الوطن ....ويتدلى العنقود الكبير بلآلاه ؟؟؟
...فخامة الرئيس انت رأس الهرم ...وحامل رأس خيط العنقود ف "كن قوة التغيير الايجابي ...رئيس الحاضر لا الماضي ...المستقبل يبدأ اليوم وانت تصنعه بارادتك وقلوب العنقود معك ""
 لو ترمي القبعة وتعلن انتهاء مرحلة وافتتاح اخرى...