كانت ليلة طرابلس يوم 19 مارس 2011 هي ليلة بغداد 19 مارس 2003 و كانت حماسة الذين تجمعوا في بنغازي بعد صدور القرار الدولي رقم 1973 الذي يجيز استعمال القوة العسكرية هي حماسة الذين تجمعوا في ساحة الفردوس في 9 ابريل 2003 لتدمير النصب التذكاري للرئيس العراقي صدام حسين و كان دور رجال الدين في شرعنة العدوان على العراق التي ذكرها وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد في مذكراته " المعروف و غير المعروف " حين شكر اية الله العظمى السيستاني الذي افتى بعدم جواز مقاومة المحتل فكان جزاء صنيعه و فتواه الدينية رشوة 200 مليون دولار، كان دور السيستاني بالأمس هو دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و رئيسه اليوم و لعل بعد سنوات قادمة سيقول براك اوباما ان تقسيم ليبيا لم يتحقق لولا ضوء اخضر ممن يلبسون رداء التقوى و اصحاب اللحى حتى اننا اصابنا الذهول من تصريح لاحد المنتمين الى هذا الاتحاد يسمى ذ. سالم الشيحي حين اجاب عن شرعية الضربات التي اصابت الاراضي الليبية فقال انها توافق مقاصد الشريعة الاسلامية ؟؟؟؟؟؟.
ان اللعبة التي تم تركيبها في غزو العراق يعاد انتاجها من جديد في غزو ليبيا، بالأمس كانوا يتحدثون عن الشعب العراقي الذي يسعى الى الديمقراطية في مواجهة نظام صدام حسين و قواته ، اليوم يتحدثون كذلك عن الشعب الليبي المتعطش للحرية في مواجهة نظام معمر القذافي و كتائبه الامنية، بالأمس لعبت وجوه عراقية دورا كرموز للتحرير فشاهدنا احمد الجلبي و اياد علاوي و نوري المالكي و هي تمتطي الدبابات الامريكية ، اليوم في ليبيا كذلك وجوه تلعب نفس الدور لكن مصطفى عبد الجليل و عبد الفتاح يونس و بسيكري و الشمام و مقريف سيمتطون الطائرات، و ما بين من يمتطي الدبابات و بين من يمتطي الطائرات كان و سيكون القاسم المشترك تفتيت الوطن و سجون ابو غريب و تدنيس الكرامات و انتهاك الاعراض.
ما كان الهجوم الذي تتعرض له ليبيا اليوم ان يتم اذا كان نظام حسني مبارك لازال قائما و نظام زين العابدين بنعلي لازال مستمرا.
شكرا لك يا عمرو موسى على هديتك المسمومة كما شكرنا سابقا محمد البرادعي على اللغم الذي اهداه للعراق .
شكرا لك يا قناة الجزيرة في زمن وجيز تحولت امريكا من صقر دموي الى حمامة سلام.
شكرا لك يوسف القرضاوي فقد علمتنا مبادئ الدين الحقيقية.
شكرا لك وضاح خنفر و تنظيمك الدولي الاسلامي فقد اكتشفنا معك عالمك الملائكي الذي بشرتنا به.
شكرا لك براك اوباما على خطابك للعالم الاسلامي في جامعة القاهرة و فعلا كانت جسور التواصل و الحوار.
مع كل هذا الشكر فرهاننا على احرار و حرائر ليبيا الشرفاء في الدفاع عن الوجود و الرموز و العرض و الشرف.
التعليقات (0)