حدث ذلك في بداية عام 1981 وتحديدا في الأسبوع الأول من شهر يناير , في ليبيا , كنت اعمل مدرسا واسكن مدينة البيضا... كان الطقس باردا لم اكن متعودا عليه من قبل ولأول مرة هكذا قالوا لي أن يسقط الثليج على شكل قطع القطن المتساقط أو كالقطن المنفوش , المنظر جميل جدا يتساقط وكأنك في قطعة من أوروبا , قطع تأملاتي أحد زملائي قائلا تعرف بيقولوا بسبب البياض اللي انت شايفه دا من الثلج اطلقوا على المدينة دي اسم البيضا , ركبنا السيارة وذهبنا إلى منزل زميلنا محمد لنأخذه معنا إلى العمل , مدرسة تقع على بعد حوالي 17 كيلوا متر من البيضا , في قرية تسمى حمامة وسارت السيارة ووصلنا إلى بداية الجبل هكذا يسمونه مع انها هضبة قال لي فهمي مدير المدرسة وصاحب السيارة تعرف السيارة اللي في قاع الوادي دي كان راكبها عبد الوهاب شرطي مرور وعمل زي المملوك اللي قفز من على ظهر الحصان وهو هارب من المذبحة ايام محمد علي في القلعة في مصر عمل ايه محمد فتح باب السيارة ونط منها قبل ما يصل لللأرض ونجا منها.
ووصلنا المدرسة منظر خلاب وهواء نقي منعش جميل خال من التلوث لا سيارات ولا أصوات ,,,,,, صباح الخير يا ناجية صباح الخير يا فهمي ( ناجية العاملة) صباح الخير يا عطا الله صباح الخير- العامل.
دخل كل منا غرفة المدير ودخل معنا وقال لنا كل عام وانتم بخير طبعا انتم اساتذه ومش حا اوصيكم على المقرر والطلاب ,, لم يكن للمدرسة طابور صباحي ولا العاب وتدريبات للصباح فاقترحت أن اتولى ذلك وبدأت الدراسة كنت شغوفا ان أطبق كل ما درسته في الدراسات العليا- الدبلوم الخاص في التربية والحق يقال ساعدني جو المدرسة والقدر الكبير من الحرية في اختيار طرق التدريس في تحقيق ذلك.
كنا أربعة مدرسين اثنين مصريين وواحد سوداني وواحد ليبي وبالطبع المدير واثنين عمال , وكان عدد الطلاب لا يزيد عن مائة وخمسون طالبا وطالبه أو مائتين من أهل المنطقة كل منهم يعرف الآخر.
وحدث ذات صباح مالم يكن في الحسبان
حضر شخص عرف نفسه انا اسمي الأستاد بدون نقطة على الذال محمد مش غلطة هو فعلا قال الأستاد قلنا اهلا وسهلا الأستاذ جديد بالمدرسة زميل يعني قال نعم , نظر كل منا للاخر واشرنا له لحجرة المدير الأستاذ فهمي.
نتعرف الأستاذ على المدير باين عليه فلسطيني قال له نعم قال لا يمكن ان يتولى وظيفة المدير واحد غير ليبي هنا فيه واحد ليبي الاستاذ محمد عبد الوهاب وهو راض وموافق رد علية المدير الاستاذ فهمي , لكن انا مش موافق كان رد الاستاذ الجديد بصوت عال , تدخلت وقلت له طيب ايه الحل من وجهة نظرك ..... دي الوزارة هي اللي معيناه …. هنا نظر لي وقال ...... الأنتخابات هي الحل.
لم اكن ادري عن موضوع الانتخابات من قبل , فهمت بعد ذلك ما يقصده ان يقوم كل فرد في المدرسة , طلاب ومدرسين وعمال بالتصويت على اختيار مدير للمدرسة وبالطبع ليس لدينا سوى مرشحين أثنين لمنصب ناظر المدرسة , فهمي الفلسطيني , ومحمد الليبي واختاروني لعملية فرز الأصوات , كان عدد الطلاب لا يزيد عن المائتين لجميع الصفوف من الأول الأبتدائي إلى السادس كما ذكرت من قبل , كانت تجربة مثيرة وجديدة وقلت في نفسي خلينا نشوف ما يحدث ....
فهمي فهمي فهمي ..... صوت واحد فقط لأخينا محمد , أعلنا النتيجة وفور اعلانها صاح سوف يرى كل واحد منكم ما يحدث له غدا يا كلاب رديت علية الله يحفظك شكرا يا مؤدب وانتهى اليوم الدراسي واتفقنا عدم المشاجرة ,,, وقلنا اكيد سوف ينقل نفسه من المدرسة.
في اليوم التالي حضرنا جميعا معا في سيارة فهمي حيث ان سيارة زميلنا محمد آدم السوداني كانت بها عطل , وحضرنا جميعا مع فهمي مدير المدرسة ومجرد وصولنا للمدرسة في الصباح الباكر حدث ما لم يتوقعه أحد.......!!!!
التعليقات (0)