فتوى معيبة

مهزلة المهازل.. فتوى نص كم

من طبيعتي أني لا أحب أن أتكلم على المشايخ لا بخير ولا بشر ، لذلك عندما توجه الرأي العام للكتابة عن قضيتي الشيخ المنجد و اللحيدان اعتزلت الفتنة ولم أتطرق إلى أي موضوع منهما لا دفاعا ولا هجوما. فهذان موضوعان لا ناقة لي فيهما ولا جمل.

ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان في الأسبوع الماضي فخرجت عن طوري واضطررت للكتابة عن موقف لأحد المشايخ، فقد آلمني الموقف فاعتزمت ألا أدع الأمر يمر هكذا بدون تعليق

كنت في الأسبوع الماضي أسير بسيارتي في الشارع و حاصرني الزحام من كل جانب و طال الانتظار وبدأت بالتململ فأخرجت الجوال وأجريت اتصالات مطولة مع كل صديق لم أكلمه منذ فترة حتى لم يعد في دليل الهاتف شخص لم أكلمه ولكن هذا لم يشفع لي للخروج من الزحام ففتحت المذياع على إحدى الإذاعات وأظنها إذاعة القرآن وكان البرنامج الذي يبث هو عبارة عن فتاوى على الهواء

و في الحقيقة لم أعرف اسم الشيخ الذي يفتي ، ولو عرفت فلن أذكر اسمه… المهم اتصل مستمع فحل يشع رجولة وحماقة ، يقول: يا شيخ.. أنا حلفت على أختي أنها ما تطلع من البيت وما تعتب الباب وإذا طلعت إني بأكسر رجولها الثنتين، ولكن أختي طلعت.. وبعد ما طلعت ضربتها ضربا قويا ولكن لم أستطع أن أكسر رجليها .. فما الحكم في ذلك ؟.. هل يلزمني دفع كفارة يمين أم ماذا؟

الفظيع في الموضوع أن الأخ حزين على أنه لم يبر بيمينه ألا شلت يمين كل ظالم

وبدأ الشيخ في الإجابة عن استفسارات المستمعين وعندما عرج إلى سؤال الرجل، أجاب فضيلته قائلا : الظاهر لأن الأخ السائل لم يبر بيمينه لذا فلتزمه كفارة اليمين … اكتفى الشيخ بهذا القدر وانتقل إلى السؤال التالي

لم ينبس الشيخ ببنت شفة معترضا عن ضرب الأخ لأخته بهذه الوحشية أو معترضا على أحقية الأخ في أن يمنعها من الخروج (إذا لم يكن في الأمر ضرر متحقق) .. كيف غض الشيخ بصره عن ضرب الفتاة ضربا مبرحا؟..وكأن شيئا لم يحدث.. هل هذا من الدين

والله لو كنت مفتيا وسألني سائل سؤالا كهذا لقلت له: الحكم هو أن تكسر رجليك أنت يا ظالم .. نحن لا نعيش في الغابات .. نحن لا نتعامل مع وحوش أو حيوانات … هذه أختك .. امرأة من لدمك و لحمك.. وضعها الله أمانة بين يديك لتحميها لا لكي تضربها.. بأي دين تضرب الفتاة ضربا مبرحا.

للمزيد طالع مدونتي

http://bder.mum-blog.com/index.htm