أكد الدكتور "حمد بن يحي النجيمي" الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء السعودي، والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، أنه لا يجوز لوزارة التربية والتعليم السعودية أن تخاطر بأرواح الطلاب والطالبات- خاصة في مراحل التعليم الأولى مثل الروضة والتمهيدي والابتدائي والمتوسط - وتبدأ الدراسة في الوقت المقرر في ظل انتشار وتفشي وباء "أنفلونزا الخنازير"، بحسب ما جاء بموقع جريدة "سبق" السعودية .

وأوضح النجيمي إن الأمر الشرعي بعدم الجواز يرجع إلى أن "لدينا توجيه نبوي شريف في هذه الموضوعات، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يورد ممرض على مصح، وورد عنه صلى الله عليه وسلم انه إذا نزل الطاعون بقوم فلا يورد الأصحاء على المرضى أو أن يخرج المرضى من مواطنهم، وعموم قوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

وأشار النجيمي إلى أن العلماء يقولون إن تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة، معتبراً أنه " لا مصلحة للناس أن يبدأ العام الدراسي في موعده مع وجود وباء أنفلونزا الخنازير"، وتابع قائلاً " إننا مقبلون على فصل الخريف، وهو من أشد الفصول تهيئة لانتشار الأمراض، وكذلك يليه فصل الشتاء، وأننا الآن نستعد لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، مما يزيد الطين بلَه"، بحسب قوله، ونقل موقع "أرابيان بيزنس" الالكتروني عن النجيمي قوله " لذلك أرى شرعا أنه يجب تأجيل الدراسة إلى ما بعد الحج ".

من ناحيته أعلن الدكتور "أحمد عمر هاشم" رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، تأييده لفتوى النجيمي، قائلا : هذه الفتوى صحيحة وتتفق مع قول المولى عز وجل " ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة "، وقوله تعالى أيضا " وخذوا حذركم"، وهو ما يجعلنا مأمورين بالأخذ بالأسباب، وأن نستمع لآراء المتخصصين، فإذا رأوا أن إختلاط الناس في أي مكان حتى "المدارس والجامعات" فيه خطورة على حياتهم فنأخذ بذلك ولا نخالفه، لأن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس الإنسانية.

واشترط هاشم أن يكون إغلاق المدارس بصورة مؤقتة وليست دائمة، بحيث يتم أولا تهوية المدارس جيداً، وتقليل أعداد الطلاب فيها من خلال التواجد على فترات، وإلا فلا مانع شرعا من تأجيل الدراسة للحفاظ على حياة الطلاب ولمواجهة انتشار الوباء.

كما أعلن الدكتور "عبد المعطى بيومي" عضو مجمع البحوث الإسلامية تأييده للفتوى، مؤكداً أنها صالحة للتطبيق داخل المملكة العربية السعودية، وأن كل دولة تحدد مدى إمكانية بدء العام الدراسي بها حسب إمكانياتها في مواجهة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير.