فتوى تزويج الفتاة عند سن العاشرة
رشحت أنباء مؤخرا أن مفتي المملكة العربية السعودية سيصدر (أو ربما يكون قد أصدر) فتوى شرعية رسمية تبيح وتقنن مشروعية زواج الفتيات السعوديات إبتداء من بلوغهن سن العشر سنوات.
ويقال أن هذه الفتوى إنما تقنن وتشرع لممارسة جارية بالفعل يصار خلالها إلى تزويج الفتيات منذ سن الثامنة لشباب أو رجال كبار في السن.
وبنحو عام فإن المجتمع السعودي والقوانين هناك تبيح زواج المرأة في سن مبكرة لاسيما في التجمعات القبيلة وذلك لأسباب عدة أهمها إقتصادية وإجتماعية تنظر للأنثى بوصفها عبئا إقتصاديا وإجتماعيا إذا لم تتزوج وتصبح محصنة على ذمة رجل يتولى الإنفاق عليها ويصون شرفها وكرامتها أو بالجملة يصبح مسئولا عنها وعن أعبائها وتبعاتها من الألف إلى الياء.
وفي مقابلة بهذا الشأن أجرتها وكالة العربية مع البروفيسور منصور بن عسكر الأستاذ بجامعة الملك سعود ومقرها مدينة الرياض . قال البروفيسور منصور " كان الزواج المبكر خلال الحروب يعزز تماسك التحالف بين القبائل . كما يعزز من سطوة زعامات القبيلة داخلها".
ويواصل البروفيسور منصور القول :- "أنه من الخطأ النظر إلى زواج الفتاة المبكر من زاوية إيجابية أو سلبية على علات الأمر ؛ لأن كل حالة تعتبر في حد ذاتها تجربة فريدة من نوعها . ومن ثم فلايجوز التعميم في الحكم على مسألة زواج الفتيات المبكر. وأنه ينبغي بدلا من ذلك التركيز على أن الزواج علاقة ثنائية تنبني على التوافق والإيجاب والقبول بين الطرفين ، وفقا لما تشترطه الشريعة الإسلامية . ويتم تطبيق هذا الشرط بضرورة إستشارة الفتاة عبر شاهدين عدول قبل كتابة وتوقيع عقد قرانها ".
ويعتبر الزواج المبكر للفتيات من أكثر الموضوعات إثارة للجدل في المجتمعات العربية المعاصرة خاصة في العواصم والمدن . لكنه لايزال معمولا به ويمارس بقوة في الأرياف والمناطق القبيلة . كما يرى فيه أطباء النساء الولادة خطرا محدقا بالفتاة في حالة حملها نظرا لصغر سنها وعدم قدرتها بالتالي على تحمل أعباء الحمل والوضع من الناحية الجسمانية . لكن المدافعين عن الزواج المبكر يرون فيه إيجابيات أخرى إجتماعية وإقتصادية مماثلة بالجملة لتلك التي ذكر بعضها البروفيسور منصور عسكر.....
ويبدو أن فوبيا فقدان الفتاة لعذريتها قبل الزواج لسبب أو لآخـر يظل هو البعبع الأكبر ؛ بوصفه خط الشرف والكرامة الأحمر لدى عامة العرب . ثم يأتي على إثره عامل المسألة الإقتصادية لدى الطرفين الأب والزوج. فالزوجة في المجتمعات الريفية تتولى أعباء متعددة ليس اقلها رعاية الأطفال والطبخ والكنس والزراعة والرعي وصنع الخيام وجلب الماء .. إلخ . وهو ما يفرض عليها أن تكون شابة صغيرة السـن وفي أوج قوتها وعطاءها الجسماني حتى يقبل عليها العرسان متهافتين .
أمهات صغيرات في مجتمع إسلامي أفريقي ريفي .. تحديدا منطقة جنوب كردفان حيث قبائل النوبة السودانية
كذلك تساهم "عقدة سـي السـيد" كثيرا في تفضيل بعض الرجال الزواج من فتاة صغيرة يظنون أنها سهلة القياد وقابلة لإعادة التربية من جديد على مزاج الزوج ... ولا تعدو متطلباتها وطموحاتها على أمزجة طفولية ؛ على العكس من الناضجة كبيرة السن الراغبة في الهيمنة المدركة لحقوقها ..
ولا يفوتنا ظن البعض أن الصغيرة أكثر إمتاعا في النكاح والسرير من الكبيرة .. وأن قوام الصغيرة متناسق وأحلى من قوام الكبيرة المترهلة ... وهو موضوع خلافي لا يمكن الإدلاء فيه برأي جازم بسبب إختلاف الأمزجة .. رغم أنني لست من أولئك الذين يقتنعون بمقولة "في ظلام الليل تتساوى النساء" .. أي أن كل النساء واحد في ظلام الليل صغيرة أو كبيرة حسناء أو دميمة .... وإذ ليس شرطا أن تقتصر ممارسة الجنس على المساء أو حتى في الظلام . فالبعض يحبها عارية كما خلقها الله ؛ وعلى أكثر من وضع تحت الأضواء الكاشفة .... ولم لا؟
التعليقات (0)